جمعة الشوان الذى خذلته مصر
.
بمرارة شديدة قال البطل المصرى جمعة الشوان إن الجميع خذلوه فى مرضه الأخير وتركوه نهبا لمرض فى القلب كاد يودى بحياته.
جمعة
الشوان ــ والكلام للأجيال الجديدة التى ولدت وترعرعت فى عصر أحمد عز ــ
هو واحد من أبطال المخابرات المصرية قبل نصر أكتوبر 1973، هو ذلك الشاب
السويسى فى ذلك الوقت الذى استطاع خداع الموساد والحصول لمصر على أحدث
وأخطر أجهزة الاتصالات المخابراتية من براثن العدو الإسرائيلى.
فماذا قدمت مصر بعد 37 عاما من نصر أكتوبر لأحد الأبطال المساهمين فى صناعة الانتصار؟
فى
الأسابيع الأخيرة اشتد المرض على الشوان وكاد يفتك بقلبه وأبلغه الأطباء
بأنه فى حاجة إلى عملية قسطرة وتركيب دعامتين، فذهب إلى مستشفيات خاصة
بالقاهرة عرف عنها الكفاءة فى هذه العمليات، غير أن المبالغ التى طلبوها
منه كانت أكبر من طاقته بكثير، حيث رقد فى مستشفى الشروق 14 يوما دفع
خلالها 87 ألف جنيه بالتمام والكمال مقابل تنويمه ــ فقط ــ على أحد
أسرتها.
وهنا فكر الشوان فى قائده المباشر فى العملية التى نفذها فى
قلب إسرائيل وانتهت بانتزاع أحدث أجهزة التنصت من الموساد.. هذا القائد هو
«الريس زكريا» أو اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية
الآن.. كان الشوان يخوض معركة حياة أو موت مع قلبه الموجوع، بينما كان
المحجوب يخوض معركة الانتخابات البرلمانية فى دائرة الرمل بالإسكندرية،
واتصل به الشوان وحكى له مأساة مرضه فماذا فعل «الريس زكريا»؟
فقط
أرسل أحد موظفى مكتبه إليه بالمستشفى ليسمع منه قصة مرضه ثم ذهب دون أن
يفعل شيئا إلا الاستماع.. وبعدها اختفى.. ثم خرج الشوان من المستشفى الخاص
إلى مستشفى آخر ثم ثالث وكلها مستشفيات تطلب أرقاما خيالية تزيد القلب
الموجوع وجعا على وجع، فقرر أولاده فى نهاية المطاف اللجوء إلى عيادات مسجد
مصطفى محمود الخيرية، وبعد أن استطاعوا تدبير مبلغ (42 ألف جنيه) أجريت
العملية وخرج الشوان معافى لكن فى القلب غصة من مصر التى وهبها شبابه
فأعطته الفقر والمرض، ومن «الريس زكريا» الذى حال السباق على كرسى البرلمان
دون وقوفه إلى جانب رفيقه فى العملية التى أدمت قلب الموساد.
ولو
كنا نعيش أوضاعا طبيعية وصحيحة لكان أضعف الإيمان علاج بطل قومى بحجم
الشوان على نفقة الدولة، لكن الدولة للأسف مشغولة بما هو أهم ومستغرقة
تماما فى معركة «برلمان عز» فخر السياسة المصرية.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
بمرارة شديدة قال البطل المصرى جمعة الشوان إن الجميع خذلوه فى مرضه الأخير وتركوه نهبا لمرض فى القلب كاد يودى بحياته.
جمعة
الشوان ــ والكلام للأجيال الجديدة التى ولدت وترعرعت فى عصر أحمد عز ــ
هو واحد من أبطال المخابرات المصرية قبل نصر أكتوبر 1973، هو ذلك الشاب
السويسى فى ذلك الوقت الذى استطاع خداع الموساد والحصول لمصر على أحدث
وأخطر أجهزة الاتصالات المخابراتية من براثن العدو الإسرائيلى.
فماذا قدمت مصر بعد 37 عاما من نصر أكتوبر لأحد الأبطال المساهمين فى صناعة الانتصار؟
فى
الأسابيع الأخيرة اشتد المرض على الشوان وكاد يفتك بقلبه وأبلغه الأطباء
بأنه فى حاجة إلى عملية قسطرة وتركيب دعامتين، فذهب إلى مستشفيات خاصة
بالقاهرة عرف عنها الكفاءة فى هذه العمليات، غير أن المبالغ التى طلبوها
منه كانت أكبر من طاقته بكثير، حيث رقد فى مستشفى الشروق 14 يوما دفع
خلالها 87 ألف جنيه بالتمام والكمال مقابل تنويمه ــ فقط ــ على أحد
أسرتها.
وهنا فكر الشوان فى قائده المباشر فى العملية التى نفذها فى
قلب إسرائيل وانتهت بانتزاع أحدث أجهزة التنصت من الموساد.. هذا القائد هو
«الريس زكريا» أو اللواء محمد عبدالسلام المحجوب وزير التنمية المحلية
الآن.. كان الشوان يخوض معركة حياة أو موت مع قلبه الموجوع، بينما كان
المحجوب يخوض معركة الانتخابات البرلمانية فى دائرة الرمل بالإسكندرية،
واتصل به الشوان وحكى له مأساة مرضه فماذا فعل «الريس زكريا»؟
فقط
أرسل أحد موظفى مكتبه إليه بالمستشفى ليسمع منه قصة مرضه ثم ذهب دون أن
يفعل شيئا إلا الاستماع.. وبعدها اختفى.. ثم خرج الشوان من المستشفى الخاص
إلى مستشفى آخر ثم ثالث وكلها مستشفيات تطلب أرقاما خيالية تزيد القلب
الموجوع وجعا على وجع، فقرر أولاده فى نهاية المطاف اللجوء إلى عيادات مسجد
مصطفى محمود الخيرية، وبعد أن استطاعوا تدبير مبلغ (42 ألف جنيه) أجريت
العملية وخرج الشوان معافى لكن فى القلب غصة من مصر التى وهبها شبابه
فأعطته الفقر والمرض، ومن «الريس زكريا» الذى حال السباق على كرسى البرلمان
دون وقوفه إلى جانب رفيقه فى العملية التى أدمت قلب الموساد.
ولو
كنا نعيش أوضاعا طبيعية وصحيحة لكان أضعف الإيمان علاج بطل قومى بحجم
الشوان على نفقة الدولة، لكن الدولة للأسف مشغولة بما هو أهم ومستغرقة
تماما فى معركة «برلمان عز» فخر السياسة المصرية.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////