اذا ظلمك انسان انتي مخيره في ثلاث اشياء والله يحققها لك بأذنه
.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله و سلم و بارك على عبده ورسوله محمد , وعلى آله و صحبه أجمعين
نادى رجلٌ الخليفةَ و هو على المنبر , و قال : يا أمير المؤمنين , اذكر يوم الأذان
فنزل الخليفة و دعى الرجل وقال : ما يوم الأذان ؟
فقال الرجل : يوم الأذان هو اليوم الذي قال الله تعالى فيه :
[ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ]سورة الأعراف : 44
فعرف الخليفة أنه يوجد من ظلمه فقال :ما هي مظلمتك يا فلان؟
فقال الرجل : أرضٌ لي بمكان كذا وكذا أخذها وكيلك
فكتب الخليفة إلى وكيله كتابًا يأمره فيه أن يُرجع إلى الرجل أرضه
و أن يعطيه فوقها أرضًا أخرى مع أرضه
إنهم يخافون من قوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} سورة غافر : 18
, أختي الكريمة ..
إذا ظلمك إنسان فأنتِ مُخيَّره الآن بين ثلاث اختيارات , كلها تعتبر حق لكِ, و لك ِأن تختار منها ما تشاءِ
أما الاختيار الأول :
هو ان تدعي على من ظلمك .. ايوه
اذا دعيتي عليه في الدنيا الله حيااخذ حقق في الدنيا قبل الاخره
لأن دعوت المظلوم مستجابة , و هذا من حقك , و لا يستطيع أحد أن ينازعك فيه
قال صلى الله عليه و سلم :
[ اتَّقوا دعوةَ المظلومِ ، و إن كان كافرًا ، فإنه ليس دونها حجابٌ] حديث حسن
الاختيار الثاني
, انك متدعيش عليه في الدنيا , و لكن تنتظرِلتأخذي حقك منه يوم القيامة , و ليس بالدنيا ؛
لأنكي لو دعوتي عليه بالدنيا , حتخذي حقك في الدنيا
أما إذا لم تدعي عليه فإن الله يوم القيامة سيعطيك من حسناته ما يساوي الظلم الذي ظلمك إياه ,
أو ستعطيه أنتي من سيئاتك , قال النبي صلى الله عليه و سلم عن الظالم يوم القيامة :
[ من كانت له مظلمةٌ لأحدٍ من عرضِه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليومَ ، قبل أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ ،
إن كان له عملٌ صالحٌ أخذ منه بقدرِ مظلمتِه ، وإن لم تكنْ له حسناتٌ أخذ من سيئاتِ صاحبِه فحمل عليه ]
رواه البخاري
ولكن يوجد اختيار ثالث , و هو أفضل الاختيارات على الإطلاق
و هذا الاختيار لا يفعله إلا أقل الناس
ما هو هذا الاختيار ؟
الاختيار هو أن تعفي عن من ظلمك ! أتدرين ماذا يعني ذلك ؟ أتدرين ما معنى العفو؟
أنا عرفه أنك تقدري تضغطي على نفسك , و تتجاوز جروحك ,
فتتخذ قرارًا بالعفو التام عمن ظلمك
أنا أعرف أنك تعبتِو أعرف أنه آذاك , و أنكِ تجرعتِ غصصًا كثيرة بسبب هذا الظلم , لكن لا بأس ..
فرحتك يوم القيامة بدخولك الجنة أغلى من كل شيء
فإن قلتي لي : أنتي لا تعلمي ما هو الظلم الذي أصابني , إنه أكبر بكثير مما تتصور ,
كيف تريدني أن أعفو عنه !
إذا كان الظلم الذي وقع عليك أكبر , فبالمقابل الأجر و الثواب الذي ستأخذه العفو سيكون أكثر .
. نعم , أكثر من بقية الناس , وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ,
فهنيئًا لك .. ستكونِ أنتِ أفضل منَّا , فلماذا تتضايقي !؟
كتب رجل رسالة إلى أحد إخوانه يحثه فيها على العفو عن بعض من ظلمه فقال له:
اعلم أنه لن يزداد الذنب عِظمًا , إلا ازداد العفو فضلاً
ثم أنتِ لماذا تتعبي نفسك ؟
إذا كان هذا الذي ظلمك يُعتبر ظالمًا فسوف يهلك في كل الأحوال!
الظلم يدمر صاحبه !
مرة من المرات دعا رجل على ظالمه, فقال له مسلم بن يسار :
أوكِل الظالم إلى ظلمه , فإن عاقبة ظلمه أسرع إليه من دعائك عليه
فإذا كان مصير الظالم الهلاك , فسواء هلك بدعائكِ , أو بغيره من الأسباب , فإنه هالك هالك ,
و سينتقم الله منه عاجلاً أم آجلاً ..فلماذا تخسري أنتي ثواب العفو يوم القيامة؟
الحكمة تقول : لا تخسر بسبب الظالم مرتين
مرة عندما ظلمك ومرة عندما تركت ثواب العفو عنه و أقبلت على الانتقام و التشفي بالدعاء عليه
نعم .. نعم يجوز أن تدعو عليه , و لكن خسارة
كنت أتمنى أن تحصل أنت على فائدة أكبر من مجرد الانتقام
و بالمناسبة .. فإن العفو أريح لك قلبًا و أشرح لك صدرًا !
و أما إذا أردت أن تنتقم فتدعو عليه , ثم تترقب أثر دعائك عليه يومًا بعد يوم , فسوف تتعب ..
يقول المنتصر بالله : لذة العفو أعذب من لذة الانتقام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[الراحمون يرحمهم الرحمن ,ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء]
رواه الترمذي
أسأل الله أن يغفر لنا و إياكم , و يرحمنا و إياكم و يجعلنا و إياكم من المعتقين من النيران
وممن غفرت ذنوبه جميعاً ويطهر قلوبنا,
ربنا لا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا,و الحمد لله رب العالمين
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
الحمد لله رب العالمين
وصلى الله و سلم و بارك على عبده ورسوله محمد , وعلى آله و صحبه أجمعين
نادى رجلٌ الخليفةَ و هو على المنبر , و قال : يا أمير المؤمنين , اذكر يوم الأذان
فنزل الخليفة و دعى الرجل وقال : ما يوم الأذان ؟
فقال الرجل : يوم الأذان هو اليوم الذي قال الله تعالى فيه :
[ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ]سورة الأعراف : 44
فعرف الخليفة أنه يوجد من ظلمه فقال :ما هي مظلمتك يا فلان؟
فقال الرجل : أرضٌ لي بمكان كذا وكذا أخذها وكيلك
فكتب الخليفة إلى وكيله كتابًا يأمره فيه أن يُرجع إلى الرجل أرضه
و أن يعطيه فوقها أرضًا أخرى مع أرضه
إنهم يخافون من قوله تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ} سورة غافر : 18
, أختي الكريمة ..
إذا ظلمك إنسان فأنتِ مُخيَّره الآن بين ثلاث اختيارات , كلها تعتبر حق لكِ, و لك ِأن تختار منها ما تشاءِ
أما الاختيار الأول :
هو ان تدعي على من ظلمك .. ايوه
اذا دعيتي عليه في الدنيا الله حيااخذ حقق في الدنيا قبل الاخره
لأن دعوت المظلوم مستجابة , و هذا من حقك , و لا يستطيع أحد أن ينازعك فيه
قال صلى الله عليه و سلم :
[ اتَّقوا دعوةَ المظلومِ ، و إن كان كافرًا ، فإنه ليس دونها حجابٌ] حديث حسن
الاختيار الثاني
, انك متدعيش عليه في الدنيا , و لكن تنتظرِلتأخذي حقك منه يوم القيامة , و ليس بالدنيا ؛
لأنكي لو دعوتي عليه بالدنيا , حتخذي حقك في الدنيا
أما إذا لم تدعي عليه فإن الله يوم القيامة سيعطيك من حسناته ما يساوي الظلم الذي ظلمك إياه ,
أو ستعطيه أنتي من سيئاتك , قال النبي صلى الله عليه و سلم عن الظالم يوم القيامة :
[ من كانت له مظلمةٌ لأحدٍ من عرضِه أو شيءٍ فليتحلَّلْه منه اليومَ ، قبل أن لا يكونَ دينارٌ ولا درهمٌ ،
إن كان له عملٌ صالحٌ أخذ منه بقدرِ مظلمتِه ، وإن لم تكنْ له حسناتٌ أخذ من سيئاتِ صاحبِه فحمل عليه ]
رواه البخاري
ولكن يوجد اختيار ثالث , و هو أفضل الاختيارات على الإطلاق
و هذا الاختيار لا يفعله إلا أقل الناس
ما هو هذا الاختيار ؟
الاختيار هو أن تعفي عن من ظلمك ! أتدرين ماذا يعني ذلك ؟ أتدرين ما معنى العفو؟
أنا عرفه أنك تقدري تضغطي على نفسك , و تتجاوز جروحك ,
فتتخذ قرارًا بالعفو التام عمن ظلمك
أنا أعرف أنك تعبتِو أعرف أنه آذاك , و أنكِ تجرعتِ غصصًا كثيرة بسبب هذا الظلم , لكن لا بأس ..
فرحتك يوم القيامة بدخولك الجنة أغلى من كل شيء
فإن قلتي لي : أنتي لا تعلمي ما هو الظلم الذي أصابني , إنه أكبر بكثير مما تتصور ,
كيف تريدني أن أعفو عنه !
إذا كان الظلم الذي وقع عليك أكبر , فبالمقابل الأجر و الثواب الذي ستأخذه العفو سيكون أكثر .
. نعم , أكثر من بقية الناس , وهذا فضل الله يؤتيه من يشاء ,
فهنيئًا لك .. ستكونِ أنتِ أفضل منَّا , فلماذا تتضايقي !؟
كتب رجل رسالة إلى أحد إخوانه يحثه فيها على العفو عن بعض من ظلمه فقال له:
اعلم أنه لن يزداد الذنب عِظمًا , إلا ازداد العفو فضلاً
ثم أنتِ لماذا تتعبي نفسك ؟
إذا كان هذا الذي ظلمك يُعتبر ظالمًا فسوف يهلك في كل الأحوال!
الظلم يدمر صاحبه !
مرة من المرات دعا رجل على ظالمه, فقال له مسلم بن يسار :
أوكِل الظالم إلى ظلمه , فإن عاقبة ظلمه أسرع إليه من دعائك عليه
فإذا كان مصير الظالم الهلاك , فسواء هلك بدعائكِ , أو بغيره من الأسباب , فإنه هالك هالك ,
و سينتقم الله منه عاجلاً أم آجلاً ..فلماذا تخسري أنتي ثواب العفو يوم القيامة؟
الحكمة تقول : لا تخسر بسبب الظالم مرتين
مرة عندما ظلمك ومرة عندما تركت ثواب العفو عنه و أقبلت على الانتقام و التشفي بالدعاء عليه
نعم .. نعم يجوز أن تدعو عليه , و لكن خسارة
كنت أتمنى أن تحصل أنت على فائدة أكبر من مجرد الانتقام
و بالمناسبة .. فإن العفو أريح لك قلبًا و أشرح لك صدرًا !
و أما إذا أردت أن تنتقم فتدعو عليه , ثم تترقب أثر دعائك عليه يومًا بعد يوم , فسوف تتعب ..
يقول المنتصر بالله : لذة العفو أعذب من لذة الانتقام
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
[الراحمون يرحمهم الرحمن ,ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء]
رواه الترمذي
أسأل الله أن يغفر لنا و إياكم , و يرحمنا و إياكم و يجعلنا و إياكم من المعتقين من النيران
وممن غفرت ذنوبه جميعاً ويطهر قلوبنا,
ربنا لا تجعل في قلوبنا غِلاً للذين آمنوا,و الحمد لله رب العالمين
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
الموضوع الأصلي : اذا ظلمك انسان انتي مخيره في ثلاث اشياء والله يحققها لك بأذنه // المصدر : Cairo9 // الكاتب: Zeinab