الرجالة خلصوا ! .. ذنبك يا مدام
.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
تتمتم شابات اليوم بعبارات “الرجالة خلصوا”، ” الرجالة ماتوا في الحرب”، “الرجالة راحوا في الثورة”.. قد يظنها البعض دعابات استفزازية للفت النظر ولكنها تحوي من الحقائق الممزوجة بالمرار الطافح..أي والله طافح.
تلاقي البنت من دول بيتقدم لها عرسان كتير وترفضهم وتقولك عايزة راجل مش أي واحد وخلاص .. يابنتي واللي بيتقدم لك ده فضائي ما هو راجل يا بنتي! ..ترد بامتعاض وأسى لا ده ذكر بس مش راجل.
أصبح ذكور اليوم لا يطيقون حمل المسؤولية ويعتقدون أن الزواج شهر عسل جميل وامرأة أخرى تخدمه بعد أمه “اللي زهقت منه ولفت حوالين نفسها زي النحلة علشان تتطمن عليه وترمي مسؤوليته على امرأة أخرى”.
الشاب الآن قبل الزواج لا يعول عليه في مسؤوليات أخوته البنات أو أمه، تلاقي سباك ولا نجار في البيت واللي واقفين معاه بنات البيت وهو نايم ويقول لوالدته في ثقة “ما تقفوا أنتوا معاه” وكأن ده عادي.
وبعد الزواج تجده يتصل بأخته أو والدته لتذهب مع زوجته للطبيب لمتابعة الحمل، أصله مش بيحب قعدة العيادة .. راجل يا حماده.
تبدلت الأدوار في المجتمع وأصبحت الفتاة والسيدة يقومون بكل المسؤوليات داخل المنزل وخارجه، فأصبحت الشابة تنظر للزواج على إنه عبء تقذفه امرأة أخرى عليها لتتخلص من مسؤولية “سي حماده عزو” ابنها بتزويجه.
استشرى داء الذكورة دون رجولة في المجتمع وأصبحت الرجولة استثناء .. الحقيقة المُرّة.
فهل من سبيل لتغيير ذلك؟! طيب أصل المشكلة منين؟!
هناك خلل ما حدث في الرجولة في مصر بعد السبعينيات ويرجع ذلك لأمهات السبعينيات وما بعدها .. نعم الأمهات هن السبب.
الأم اللي ربت الولد على إنه غير البنت وله حقوق ويفضل نايم ويتزغط لحد ما توصله لبيت عدله “اسم الله عليه” والبنات لازم تتعلم وتدرس وتساعد في البيت وتقضية المشاوير “هو ولد” .. والولد عادي يخرج ويعيش حياته لكن البنت تفضل مكبوتة في البيت “هو ولد”.. وإن كان موضوع الكبت ده مش موجود في الجيل من أواخر التسعينيات والألفينيات.
يتخرج الولد “الدكر” تبدأ كل الاسرة في البحث عن وظيفة تليق بولي العهد ويجب ألا تكون وظيفة مُتعبة؛ وسأروي لكم مواقف من أرض الواقع:
- سيدة فاضلة شقيت في حياتها فليست من السيدات المنعمٓات في الفرير ولا محاطة بالخدم، عندما تخرج ولدها بحثت له عن وظيفة فعرضت عليها فرصة “مندوب مبيعات” فصُعقت وصرخت “لااااااا أنا ابني حبيبي ما يلفش ويتعب” شوفي له وظيفة مُريحة.. حضرتك ده لسه شاب سيبيه يتعب في أول حياته كلنا تعبنا..تنظر لي بإحتقار وتقول “لا لا لا لا مش ابني اللي يشتغل الشغلانة دي”.
- حكاية حقيقية أخرى، منذ أيام قليلة أعلنت رقم تليفوني في الراديو “غلطة عمري” للباحثين عن وظائف من المؤهلات المتوسطة وما دونها .. فوجئت بأصوات نسائية تستفسر عن وظائف “السائق والميكانيكي” وبسؤالهن قلن : بأسأل لجوزي/لبابا/لأخويا… طب وهما فين يا ستي؟! لأ انا بأسأل بداله…وسيدة منهن عرضت على زوجها وظيفة عامل ترتيب اجهزة ونظافة في أحد المحلات فقالت لي في صعبانية رهيبة “بس دي شغلانة متعبة عليه ..شوفي له شغل مُريح”.. ما تسيبيه يتعب يا ست!!!
- صديقة قررت تخرج للحدائق يوم شم النسيم للتنزه “عادي يعني” وإذا بأطفال ذكور بيضايقوها ويلمسوا مؤخرتها، فراحت تكلم والدتهم اللي بكل بساطة وتناحة ردت “سيبي الأولاد يلعبوا” .. الست دي بتربي متحرشين من الصغر ولما يجيب لها مشاكل لما يكبر تستغرب هو بقى كده ازاي!
وتسعى الأم بكل قواها لأن تُفهم ابنها أن الرجولة في الاعتراض على ملبس أخته أو زوجته وأن يُري خطيبته العين الحمراء حتى تمتنع عن الهزار والتعامل مع زملائها من الرجال وليكن الدكر الأوحد بحياتها.
الأمهات ربت أولادهم بطريقة عكسية فأصبح الذكور بالنعومة التي تمنعهم من تحمل مصاعب الحياة وأصبحت الفتيات والسيدات ممن يرفعون الجبال وينفضوا تحتها ويرجعوها مكانها.
الذكر ذكر …والست راجل.
علشان أكون صريحة معاكم المشكلة حلها مش في الجيل الحالي “نرضى بنصيبنا واللي مش عايزة ذكر ما تتجوزش لحد ما تقابل الاستثناء”.
الحل في الأمهات الحاليات، ربوا ولادكم صح “أبوس أيديكن أيتها الفُضليات” ربوا رجال الغد يتحملون المسؤولية كاملة ولا تتخذن “ماما نونا” مثلكن الأعلى ..احنا منهارين.
* هذا المقال برشامة لمستقبل أفضل تؤخذ مرة واحدة قبل الولادة ومرة قبل التربية.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////