من آيات الله زيارة جديدة إلى «محرقة أصحاب الأخدود»
.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
لعلها الرحلة الأغرب والأدهش والأكثر إثارة في ربوع المملكة العربية السعودية، ففي نجران، جنوب غرب المملكة على الحدود مع اليمن.. سترى جزءا من تاريخ الإيمان مجسدا أمامك، وستنطق الأرض بصدق آيات الله كما نزلت في كتابه العزيز، وستسمع قلبك يلهج بالصلاة والسلام على النبي الصادق الذي لم ينطق عن الهوى فيما بلغه من قرآن وسنة وحكمة، وإنما كان النبي الذي يوحى إليه بما لاتعرفه البشر وتصدقه الاكتشافات والآثار التي تظهر من وقت إلى آخر. تلك الاكتشافات التي تشهد للإسلام بأنه دين موثق، يتجسد تاريخه واقعا ملموسا يشهد بصدق الراسل عز وجل وصدق المبلغ ، وتنطق ذرات الأرض بصدق الرسالة وبأن ديننا الحنيف هوالديانة الخاتمة التي تحترم العقل البشري ولاتحلق به في فضاء الأساطير التي لا أساس لها ولا دليل على حدوثها. في قلب مدينة نجران التي تبعد عن العاصمة السعودية الرياض نحو 979 كيلومترمربع تقع مدينة الأخدود الأثرية التي حكى قصتها القرآن الكريم وفصلها نبينا المصطفى في سنته المشرفة. ولكن من الضروري قبل أن تزور معنا المدينة الأخدودية أن تتعرف على المنطقة التي تقع فيها. تقع نجران في الجنوب الغربي من المملكة العربية السعودية ويحدها من الشرق صحراء الربع الخالي ومن الغرب منطقة عسير ومن الشمال منطقة الرياض ومن الجنوب جمهورية اليمن.. وتعتبر مدينة نجران ثالث مدينة سعودية من حيث المساحة حيث تبلغ مساحتها حوالي 360 ألف كيلو متر مربع وهي بموقعها المميز تشمل 3 بيئات جغرافية: - منطقة سهلية: خصبة تقع في وسط نجران وتمثل الثقل التاريخي والبشري تضم العديد من الأودية من أشهرها وادي نجران. - منطقة جبلية: في الغرب وفي الشمال فيها الجو المعتدل صيفا وتضم العديد من المنتزهات الجميلة و أشجار السدروالسرو الظليلة - منطقة رملية: في الشرق وهي جزء من صحراء الربع الخالي. وتمتاز نجران بمناخ معتدل شتاء ذي رطوبة متوسطة، شديد البرودة في المناطق الجبلية، ومعتدل الحرارة صيفا. أما الأمطار فهي متوسطة شتاء وغزيرة صيفا في أغلب الأحيان.. ويقدر عدد سكان منطقة نجران بحوالي مليون نسمة. المحرقة الأخدودية محرقة أصحاب الأخدود ذكرها القرآن الكريم في سورة البروج: «قتل أصحاب الأخدود» وحكاها المصطفى بالتفصيل في سنته المشرفة، لتروي تفاصيل الجريمة البشعة التي ارتكبها ملك يهودي ضد مجموعة من المسيحيين الموحدين منذ نحو 1500 عام، وباعتبارها تخليدا لجهاد هذه الجماعة المؤمنة، وتواصلا مع أصحاب الديانتين السماويتين اللتين جاء الإسلام ليصحح مسيرتيهما ويتوحد معهما في مواجهة الظلم والكفر والإلحاد. وكادت القصة أن تضيع وتندثر لولا أن الله سبحانه وتعالى قيض لها عبدا من عباده المؤمنين، الذين كانوا في قلب المحرقة لكنه تمكن من الهرب ليسجل القصة على إحدى التلال الصخرية كاملة. بدأت الحكاية التي وقعت في العام 525 ميلادية عندما دعا الملك اليهودي «ذو نواس» آخر ملوك حمير أهل نجران للعدول عن ديانتهم النصرانية والعودة إلى الديانة اليهودية التي كان يدين بها فأبوا، فأمر بحفر أخدود «حفرة» عظيم في الأرض وأشعل فيه النار وألقى فيه نحو 20 ألف مؤمن تمسكوا بدينهم، ورفضوا الانصياع والدخول في دين الملك. حكاية نبوية والقصة كما تحكيها السنة النبوية المشرفة وكما وردت في صحيح مسلم في باب الزهد: عن صهيب بن سنان الرومي القرشي أن رسول الله قال: «كان ملك فيمن كان قبلكم، وكان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت، فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر. فبعث إليه غلاماً يعلمه، فكان في طريقه، إذا سلك، راهب، فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب، فقال: إذا خشيت الساحر فقل: حبسني أهلي، وإذا خشيت أهلك فقل: حبسني الساحر. فبينما هو كذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل؟ فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس. فرماها فقتلها، ومضى الناس. فأتى الراهب فأخبره.فقال له الراهب: أي بني، أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وأنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي. وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص ويداوي الناس من سائر الأدواء، فسمع جليس للملك كان قد عمي، فأتاه بهدايا كثيرة، فقال: ما ههنا لك أجمع إن أنت شفيتني.فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله، فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك.فآمن بالله، فشفاه الله.فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس، فقال له الملك: من رد عليك بصرك؟ قال: ربي.قال: ولك رب غيري؟ قال: ربي وربك الله.فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام، فجيء بالغلام، فقال له الملك: أي بني! قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص وتفعل وتفعل، فقال: إني لا أشفي أحداً، إنما يشفي الله، فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدعا بالمنشار، فوضع المنشار على مفرق رأسه، فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه، ثم جيء بالغلام فقيل له: ارجع عن دينك، فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته، فإن رجع عن دينه، وإلا فاطرحوه، فذهبوا به فصعدوا به الجبل، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فرجف بهم الجبل فسقطوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال: اذهبوا به فاحملوه في قرقور، فتوسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه، فذهبوا به، فقال: اللهم اكفنيهم بما شئت، فانكفأت بهم السفينة فغرقوا، وجاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك: ما فعل أصحابك؟ قال: كفانيهم الله، فقال للملك: إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به، قال: وما هو؟ قال: تجمع الناس في صعيد واحد، وتصلبني على جذع، ثم خذ سهماً من كنانتي، ثم ضع السهم في كبد القوس، ثم قل: باسم الله، رب الغلام، ثم ارمني، فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني، فجمع الناس في صعيد واحد، وصلبه على جذع، ثم أخذ سهماً من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: باسم الله رب الغلام، ثم رماه فوقع السهم في صدغه، فوضع يده في صدغه في موضع السهم، فمات، فقال الناس: آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، آمنا برب الغلام، فأتى الملك فقيل له: أرأيت ما كنت تحذر؟ قد والله نزل بك حذرك، قد آمن الناس، فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت، وأضرم النيران. وقال: من لم يرجع عن دينه فاحموه فيها. أو قيل له: اقتحم، ففعلوا حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها فتقاعست أن تقع فيها، فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق» وقد روى محمد بن اسحاق قصة أصحاب الأخدود بسياق آخر وأنها كانت مع عبدالله بن التام وأصحابه المؤمنين في نجران. وقد ذكر القرآن الكريم القصة في سورة البروج: }قُتل أصحاب الأخدود، النار ذات الوقود، إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود. وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد{. نص مهم وفيما كانت ألسنة النار ترتفع عشرات الأمتار وتمتلئ الأجواء بالصراخ والعويل، تمكن أحد رجال المدينة المحترقة من الفرار من هذه المحرقة التي وقعت منذ نحو 1500 عام، ولجأ إلى منطقة بير حمى الأثرية، وجلس لينقش على الصخور هذا النص الذي يسجل فيه انتصار ملك حمير يوسف أسار يثأر «ذو نواس» على الأحباش سنة 518م. ويذكر فيليب ليبنز في كتابه «رحلة استكشافية في وسط الجزيرة العربية» أن هذا النقش عثر عليه فيلبي أثناء زيارته الأولى لنجران سنة 1936 عند آبار حمى ويصفه ليبنز بقوله: «أما نقش حمى فهو منحوت على الصخور الرسوبية التي تتكون من إثنتي عشرة طبقة متراكمة فوق بعضها، يصل طول بعضها إلى ستة أمتار، وهو يتحدث عن قصة عمل قام به الملك ذو نواس ضد الغزاة الحبشيين والمسيحيين، كما يتحدث هذا الرجل الفار من المحرقة بالتفصيل عن القتلى والغنائم من الإبل والبقر والضأن. لولا هذا النص الذي تمت ترجمته لما عرفنا حقيقة ما حدث في الأخدود يقول رئيس فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار بنجران صالح بن محمد آل مريح ويضيف: «المدينة التي كانت تسمى «رقمات» أو مدينة الأخدود مازال يكتنفها الغموض والأسرار رغم عمليات التنقيب والحفر المتواصلة منذ نحو 10 سنوات متتالية»، مشيرا إلى أن ما تم اكتشافه للآن لا يمثل إلا جزءا يسيراً من آثار ومعالم المدينة. ويؤكد مسؤول الآثار بنجران صالح آل مريح أن عمليات البحث والتنقيب كلها تتم بأياد وطنية سعودية، وفيما يقودني إلى مطابقة كفي على كف ضخم منقوشة على حجر في المدخل، تبدأ جولتنا داخل مدينة الأخدود الأثرية. بقايا أطلال المدينة حاليا عبارة عن بقايا قلعة بنيت من الحجارة، ويبدو المشهد رهيبا ونحن نستذكر المحرقة وما حدث فيها. تنتشر حول أطلال القلعة المدافن والسوق التجاري الذي وجد به معصرة للسمسم ورحى ضخمة وكسر فخارية، وكذلك العديد من النقوش بخط المسند الجنوبي الذي عرف في القرن الثامن ق.م. كما يوجد سور حول المدينة وبوابة من الجهة الغربية، بالإضافة إلى آثار لسد كان يروي المدينة، وبعض المدافن الإسلامية. اقترب من أحد الحوائط بالمدينة فتبدو لي بقايا عظام بشرية مفتتة ومحترقة فأسأل مسؤول الآثار بنجران فيجيب: «أعتقد أنها عظام بشرية بالفعل لكننا نعتقد أن الأخدود الذي تمت فيه تلك الحادثة لم يكن داخل مدينة نجران القديمة إذ إن مساحتها لا تتعدى ميلا مربعا واحدا على أكثر تقدير، وهي متخمة بالمباني المبنية أسسها من الحجر وجدرانها من اللبن ولا أثر لحريق على الحجارة ولا اللبن. ومن هنا نرى أن الحادثة نفذت خارج المدينة المسورة في فضاء مناسب لإظهار أهمية الحدث». تساؤلات يضيف صالح آل مريح: «من الأمور التي لا تزال محل تساؤل اقتصار النقوش الكتابية التي عثر عليها مدونة على أحجار مباني المدينة القديمة على الفترة الوثنية ولم يتم العثور على نقوش تشير إلى أي من الديانتين اليهودية أو المسيحية». صورة للمدينة أصعد فوق أحد الحوائط العريضة وأرقب: داخل سور المدينة حوالي عشرين مبنى، شيدت من كتل حجرية مشذبة رصت على هيئة أفقية منظمة، وتبلغ مساحة أصغر هذه المباني حوالي ستة أمتار مربعة، وأكبرها تصل أبعاده إلى 22 * 14 مترا بما يعادل 304 أمتار مربعة حسب رصد صالح آل مريح، وقد كسيت المباني بطبقة من الصلصال، وكانت هذه المباني بمثابة قواعد ثابتة مصمتة لبناء المساكن ذات الطوابق المتعددة التي تشيد من الطوب اللبن، والتي لا تزال منتشرة في منطقتي نجران وعسير وكذلك في اليمن، ومن الملاحظ عدم العثور على أية دعامات أو أعمدة ذات تيجان في موقع المدينة القديمة، وحسب ما توصلت إليه البعثة السعودية للتنقيب، فإن المدينة كانت ذات تخطيط مربع ومحاطة بشبكة أسوار غير منتظمة إذ تم اتباع نظام قديم للدفاع عن المدينة يقوم على صف المنازل التي تكون سور المدينة، ويتم حمايتها أيضا بأبراج في الأركان، وكانت البوابة الرئيسة في الجانب الغربي للمدينة. ولم يتم العثور على أي مبنى يمكن ربطه بكنيسة أو بالمكان الذي تم فيه حرق النصارى من قبل الملك الحميري يوسف أسار يثأر «ذي نواس». نقوش ورسومات تتناثر أحجار المدينة في كل مكان فيما بدت شوارعها التي تم تنظيفها مريحة في السير، ثمة نقوش على بعض الحوائط إلا أنها ما زالت محل بحث ودراسة لفك رموزها. تدل الدراسات الأثرية التي أجريت بموقع المدينة القديمة، التي تعرف بين الناس باسم «زالأخدودس» على أنها ترجع إلى حوالي العام 535 ق.م. وقد وصلت إليها الحملة الرومانية بقيادة ايليوس جالوس سنة 24-25 ق.م، واحتلتها وهدمت العديد من المباني بها. على الحوائط تبدو رسوم لحصان وثعبانين متداخلين، ورسم للهلال والبدر، وبعض النقوش التعبدية الوثنية محفورة بخط المسند. ومازالت مدينة الأخدود تخفي الكثير من الأسرار والآثار التي تحتاج إلى جهد جبار للكشف عن كنوزها التي مازالت طي الزمن والتاريخ. منطقة إسلامية منذ أن تم التنقيب في منطقة الأخدود الأثرية، اكتشف العديد من الأثريات والأواني الفخارية وأدوات الزينة والعملات وشواهد القبور التي تخص المنطقة الإسلامية، فالمدينة الأثرية تحتوي على منطقة إسلامية بها جزء من القبور الإسلامية المدون عليها اسم صاحبها وتاريخ وفاته. كما تم اكتشاف العديد من المدافن في الأجزاء الأخرى من المدينة والتي تعود إلى ماقبل الميلاد. وحول شواهد القبور التي وجدت في منطقة الأخدود الأثرية التي يزورها نحو 3000 شخص شهريا قال صالح آل مريح: إن الشواهد وجدت في الجزء الجنوبي من المدينة، ويبدو ومن خلال الحفريات وعمليات التنقيب أن المنطقة الشمالية والجنوبية منها سكنت بعد الإسلام، واستخدم الجزء الجنوبي منها كمقابر إسلامية مستدلا بشاهد مكتوب عليه اسم صاحبه راشد بن سالم وتاريخ وفاته542 من الهجرة. وأضاف أن بقية الأخدود لم نجد فيه أي أثر إسلامي يدل على استخدامه من قبلهم سكنا أو مأوى، وقد امتد السكن من المنطقة الشمالية حتى أن هناك الآن قرية مجاورة للأخدود اسمها قرية الحفل. وأوضح آل مريح أنه تم أيضا اكتشاف أقدم مسجد بني في منطقة نجران يعود تاريخه لسنة 100هـ وهو يقع في الجزء الشمالي من الأخدود. وعن الخنادق التي أضرمت بها النار والتي أشار إليها القرآن الكريم في قصة أصحاب الأخدود يقول آل مريح: سميت الأخدود بذلك الاسم نسبة للحفرة التي أمر الملك الحميري بحفرها وتجميع الحطب بها وأحرق من اعتنق «المسيحية» التي كانت ديانة جديدة في ذلك الوقت، لذلك مازالت آثار الحريق بادية في أجزاء المدينة وعلى جدارها ومبانيها. واستطرد: نحن للآن نحاول أن نكتشف الحفرة أو الأخدود الذي تم فيه الحرق عبر عمليات التنقيب، والثابت لدينا أن الحريق كان هائلا وقويا جدا حيث إنه أشعل المدينة بكاملها، ومازال رماد الحريق موجودا للآن بالإضافة إلى عظام للبشر وللحيوانات التي حرقت. وأبدى آل مريح دهشته من بقاء المدينة والمباني كما هي منذ حريقها في النصف الأول من الميلاد، وقال: لقد اكتشفت أغرب سر خلال عملي والذي قارب على العشرين عاما ويتمثل في بقاء منطقة الأخدود الأثرية كما هي، فعظام الكائنات التي أحرقت من بشر وحيوانات لم نجدها في مدافن وبقيت كما هي، فراعينا ذلك ولم نضعها في مدافن بعدما أخذنا منها عينات لتحليلها لاكتشاف عمرها الزمني. ويضيف: لقد أجرينا منذ فترة مجسات اختبارية أوضحت لنا أن الأخدود ممتد إلى الألف الأول قبل الميلاد واستمر إلى الألف الأول الميلادي، وبعدها حدث الحريق وحادثة الأخدود. كما عثرنا على نقوش بالخط المسند، وهذا الخط له فترة معينة في التاريخ فهو يعاصر ممالك جنوب الجزيرة العربية. وعن جنس البشر الذين كانوا يعيشون هناك، يقول صالح آل مريح: «هم من جنوب الجزيرة العربية، ولا تختلف ألوانهم وبشرتهم عن القبائل الموجودة حاليا والساكنة في المنطقة، وذلك من خلال نقوش الأرجل و الكفوف التي وجدناها، فلم نجد فرقا بين الإنسان القاطن الأخدود في تلك الفترة وبين الإنسان الحالي. وهذا ينفي الزعم بأنهم كانوا عمالقة أو ضخام البنية، لكنهم كانوا أشداء أقوياء. كما وجدنا بعض الحلي واعتمادهم على الفضة والبرونز والذهب في الزينة، وينتشر في المدينة الفخار الذي كان الأداة المستخدمة في ذلك الوقت.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
الموضوع الأصلي : من آيات الله زيارة جديدة إلى «محرقة أصحاب الأخدود» // المصدر : Cairo9 // الكاتب: Eslam Love