مواقف أبكت النبي صلى الله عليه وسلم (2)
.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
ثانيا>>ـ بكى على أمته لعلمه بما ستقع فيه من الفتن . روى الترمذي . عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ أَنَّ مُعَاذَ بْنَ رِفَاعَةَ أَخْبَرَهُ عَنْ أَبِيهِ قَالَ قَامَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْأَوَّلِ عَلَى الْمِنْبَرِ ثُمَّ بَكَى فَقَالَ اسْأَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فَإِنَّ أَحَدًا لَمْ يُعْطَ بَعْدَ الْيَقِينِ خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ عَنْ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ> في تحفة الأحوذي قَوْلُهُ : ( عَامَ الْأَوَّلِ )أَيْ مِنْ الْهِجْرَةِ( ثُمَّ بَكَى )قِيلَ إِنَّمَا بَكَى لِأَنَّهُ عَلِمَ وُقُوعَ أُمَّتِهِ فِي الْفِتَنِ وَغَلَبَتْهُ الشَّهْوَةُ وَالْحِرْصُ عَلَى جَمْعِ الْمَالِ وَتَحْصِيلِ الْجَاهِ فَأَمَرَهُمْ بِطَلَبِ الْعَفْوِ وَالْعَافِيَةِ لِيَعْصِمَهُمْ مِنْ الْفِتَنِ" سَلُوا اللَّهَ الْعَفْوَ " أَيْ عَنْ الذُّنُوبِ . قَالَ فِي النِّهَايَةِ الْعَفْوُ مَعْنَاهُ التَّجَاوُزُ عَنْ الذَّنْبِ وَتَرْكُ الْعِقَابِ عَلَيْهِ أَصْلُهُ الْمَحْوُ وَالطَّمْسُ
" وَالْعَافِيَةُ "قَالَ الْقَارِي : مَعْنَاهُ السَّلَامَةُ فِي الدِّينِ مِنْ الْفِتْنَةِ وَفِي الْبَدَنِ مِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ وَشِدَّةِ الْمِحْنَةِ اِنْتَهَى .قُلْت : لَا حَاجَةَ إِلَى زِيَادَةِ لَفْظِ سَيِّئ . قَالَ فِي النِّهَايَةِ : الْعَافِيَةُ أَنْ تَسْلَمَ مِنْ الْأَسْقَامِ وَالْبَلَايَا وَهِيَ الصِّحَّةُ وَضِدُّ الْمَرَضِ اِنْتَهَى
" بَعْدَ الْيَقِينِ " أَيْ الْإِيمَانِ" خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ "قَالَ الطِّيبِيُّ وَهِيَ السَّلَامَةُ مِنْ الْآفَاتِ فَيَنْدَرِجُ فِيهَا الْعَفْوُ اِنْتَهَى ، يَعْنِي وَلِعُمُومِ مَعْنَى الْعَافِيَةِ الشَّامِلَةِ لِلْعَفْوِ اِكْتَفَى بِذَكَرِهَا عَنْهُ وَالتَّنْصِيصُ عَلَيْهِ سَابِقًا لِلْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّهُ أَهَمُّ أَنْوَاعِهَا .قَوْلُهُ : ( وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ )وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ .
تنبيه\\ كيف لايخاف على أمته ولا يبكيه حالها وما وصلت إليهمن تدهور في الأخلاق فهذا فساد المرأة المسلمة قد انكشف أمره لم يصبح يخفى على أحد فلقد صدق إذ قال :روى البخاري ومالك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا
2268>
++.وهذا باب الزنا قد فتح على مصراعيه حتى أصبح هم الإعلام تخصيص برامج لما تتعرض له الفتيات من اغتصاب عن رضا منهن إلا في حالة ناذرة كما دواعي الزنا كرسها المجتمع وساعدت المرأة في ذالك أنظروا كيف أصبح التعدد المشروع غير مقبولفالوصول إليه اصبح غير سهللا المنال بينما اتخاذ الخليلات متاح لكل من يريد ذالك بل يعرض ذالك على من لم يريد من هنا ضبطت الخيانات الزوجية غير مامرة قال سيد الخلق مشيرا لهذا الواقع المر : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا> رواه البخاري . قَوْله : ( وَيَظْهَر الزِّنَا )أَيْ : يَفْشُو كَمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم . عن رسول الله قال : « إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة ، وكثرت التجارة ، وكثر المال ، وعظم رب المال بماله ، وكثرت الفاحشة ، وكانت إمارة الصبيان ، وكثر النساء ، وجار السلطان ، وطفف في المكيال والميزان ، ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدا له ، ولا يوقر كبير ، ولا يرحم صغير ، ويكثر أولاد الزنا ، حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق ، فيقول أمثلهم في ذلك الزمان : لو اعتزلتما عن الطريق ، ويلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب ، أمثلهم في ذلك الزمان المداهن » « هذا حديث تفرد به سيف بن مسكين ، عن المبارك بن فضالة والمبارك بن فضالة ثقة »...الطيالسة : جمع طيلسان ، وهو ثوب يلبس على الكتف يحيط بالبدن ينسج للبس خال من التفصيل والخياطة.....الضأن : ذو الصوف من الغنم.... الجرو : اسم يطلق على الكلب الصغير وعلى سائر السباع. [رواه الحاكم والطبراني] فقد بات استحلال الزنا ظاهرة مرعبة حقا، اشارة الى أخر الزمان أو كما جاء في حديث النواس رضي الله عنه " ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة "...فقد روى مسلم عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَقَالَ غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ......وفيه : وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ>قال النووي \قوله قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَتَهَارَجُونَ تَهَارُج الْحُمُر )أَيْ يُجَامِع الرِّجَال النِّسَاء بِحَضْرَةِ النَّاس كَمَا يَفْعَل الْحَمِير ، وَلَا يَكْتَرِثُونَ لِذَلِكَ : ( وَالْهَرْج ) بِإِسْكَانِ الرَّاء الْجِمَاع ، يُقَال : هَرَجَ زَوْجَته أَيْ جَامَعَهَا يَهْرَجُهَا ، بِفَتْحِ الرَّاء وَضَمّهَا وَكَسْرهَا .قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَل الْخَمَر ) في مسند أبي يعلى عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، عن النبي قال : « والذي نفسي بيده ، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها >في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط » وارى : ستر وأخفى وغيب وغطى إنه إعجاز نبوي عظيم فقد تحقق هذا تنبئك عن هذا أندية الزنا المختلط وتحدثك هذه البحار في بلاد المسلمين وهذه الملاهي الليلة
2269>
أيضا بل لقد حلت لعنة الفضائيات الإباحية على البشرية فشوهت الأخلاق ودخلت البيوت المحصنة فجرت لعنة قاتمة وفتحت شهية كل غافل وغافلة لله ماأصدق نبينا عليه الصلاة والسلام
++وهذه العهود أصبحت منقوضة معهودة لدى جم غفير من الناس لايبالون بها بنقضها. روى البخاري عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ> في الفتح قال \قَوْلُهُ : ( يَخُونُونَ )
كَذَا فِي جَمِيعِ اَلرِّوَايَاتِ اَلَّتِي اِتَّصَلَتْ لَنَا بِالْخَاء اَلْمُعْجَمَةِ وَالْوَاوِ مُشْتَقٌّ مِنْ اَلْخِيَانَةِ وَزَعَمَ اِبْن حَزْمٍ أَنَّهُ وَقَعَ فِي نُسْخَةٍ يَحْرِبُونَ بِسُكُونِ الْمُهْمَلَة وَكَسْرِ اَلرَّاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَة ؛ قَالَ : فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ حَرَبَهُ يَحْرِبُهُ إِذَا أَخَذَ مَالَهُ وَتَرَكَهُ بِلَا شَيْء ، وَرَجُل مَحْرُوب أَيْ مَسْلُوب اَلْمَال .قَوْلُهُ : ( وَلَا يُؤْتَمَنُونَ )
أَيْ لَا يَثِقُ اَلنَّاسُ بِهِمْ وَلَا يَعْتَقِدُونَهُمْ أُمَنَاءَ بِأَنْ تَكُونَ خِيَانَتُهُمْ ظَاهِرَةً بِحَيْثُ لَا يَبْقَى لِلنَّاسِ اِعْتِمَادٌ عَلَيْهِمْ .قَوْلُهُ : ( وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ )يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ اَلْمُرَاد اَلتَّحَمُّلَ بِدُونِ اَلتَّحْمِيلِ أَوْ اَلْأَدَاءَ بِدُونِ طَلَبٍ ، وَالثَّانِي أَقْرَب وَيُعَارِضُهُ مَا رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ زَيْد بْن خَالِد مَرْفُوعًا " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ اَلشُّهَدَاءِ ؟ اَلَّذِي يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا " وَاخْتَلَفَ اَلْعُلَمَاءُ فِي تَرْجِيحِهِمَا فَجَنَحَ اِبْن عَبْد اَلْبَرّ إِلَى تَرْجِيح حَدِيث زَيْد بْن خَالِد لِكَوْنِهِ مِنْ رِوَايَةِ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ فَقَدَّمَهُ عَلَى رِوَايَةِ أَهْلِ اَلْعِرَاقِ وَبَالَغَ فَزَعَمَ أَنَّ حَدِيثَ عِمْرَانَ هَذَا لَا أَصْلَ لَهُ . وَجَنَحَ غَيْرُهُ إِلَى تَرْجِيح حَدِيث عِمْرَانَ لِاتِّفَاقِ صَاحِبَيْ اَلصَّحِيحِ عَلَيْهِ وَانْفِرَادِ مُسْلِمٍ بِإِخْرَاجِ حَدِيثِ زَيْد بْن خَالِد . وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى اَلْجَمْعِ بَيْنَهُمَا فَأَجَابُوا بِأَجْوِبَة : أَحَدُهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ بِحَدِيثِ زَيْد : مَنْ عِنْدَهُ شَهَادَة لِإِنْسَانٍ بِحَقٍّ لَا يَعْلَمُ بِهَا صَاحِبُهَا فَيَأْتِي إِلَيْهِ فَيُخْبِرُهُ بِهَا أَوْ يَمُوتُ صَاحِبُهَا اَلْعَالِمُ بِهَا وَيَخْلُفُ وَرَثَةً فَيَأْتِي اَلشَّاهِدُ إِلَيْهِمْ أَوْ إِلَى مَنْ يَتَحَدَّثُ عَنْهُمْ فَيُعْلِمُهُمْ بِذَلِكَ وَهَذَا أَحْسَنُ اَلْأَجْوِبَةِ وَبِهَذَا أَجَابَ يَحْيَى بْن سَعِيد شَيْخُ مَالِك وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمَا . ثَانِيهَا : أَنَّ اَلْمُرَادَ بِهِ شَهَادَة اَلْحِسْبَة وَهِيَ مَا لَا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ اَلْآدَمِيِّينَ اَلْمُخْتَصَّةِ بِهِمْ مَحْضًا ، وَيَدْخُلُ فِي اَلْحِسْبَةِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِحَقِّ اَللَّهِ أَوْ فِيهِ شَائِبَة مِنْهُ اَلْعَتَاقُ وَالْوَقْفُ وَالْوَصِيَّة اَلْعَامَّة وَالْعِدَّة وَالطَّلَاق وَالْحُدُود وَنَحْوُ ذَلِكَ ، قَوْلُهُ : ( وَيَنْذِرُونَ )بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَبِكَسْرِ اَلذَّالِ اَلْمُعْجَمَةِ وَبِضَمِّهَا )( وَلَا يَفُونَ )يَأْتِي اَلْكَلَام عَلَيْهِ فِي كِتَاب اَلنُّذُور .وَقَوْلُهُ : ( وَيَظْهَرُ فِيهِمْ اَلسِّمَنُ )بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَفَتْحِ اَلْمِيمِ بَعْدَهَا نُونٌ أَيْ يُحِبُّونَ اَلتَّوَسُّعَ فِي اَلْمَآكِل وَالْمَشَارِب وَهِيَ أَسْبَابُ اَلسِّمَنِ بِالتَّشْدِيدِ .....ويتأكد هذا التنكر لمبادئ الشريعة الغراء ما في شعب الإيمان للبيهقي عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله : « يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، علماؤهم شر من تحت أديم) السماء من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود ». أديم السماء : ما يظهر من السماء
2270>
+كيف لايبكي على حال أمته الآن وقد قتل بعضهم بعضا وكفربعضهم بعضا فأين هم الآن من وصيته الخالدة .روى البخاري عَنْ جَرِيرٍأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ اسْتَنْصِتْ النَّاسَ فَقَالَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ>
في الفتح \ ، وَالْمَعْنَى لَا تَفْعَلُوا فِعْل الْكُفَّار فَتُشْبِهُوهُمْ فِي حَالَة قَتْل بَعْضهمْ بَعْضًا . قَالَ اِبْن بَطَّال : فِيهِ أَنَّ الْإِنْصَات لِلْعُلَمَاءِ لَازِم لِلْمُتَعَلِّمِينَ ؛ لِأَنَّ الْعُلَمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء .. وَقَدْ وَقَعَ التَّفْرِيق بَيْن الْإِنْصَات وَالِاسْتِمَاع فِي قَوْله تَعَالَى : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآن فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) وَمَعْنَاهُمَا مُخْتَلِف ، فَالْإِنْصَات هُوَ السُّكُوت وَهُوَ يَحْصُل مِمَّنْ يَسْتَمِع وَمِمَّنْ لَا يَسْتَمِع كَأَنْ يَكُون مُفَكِّرًا فِي أَمْر آخَر ، وَكَذَلِكَ الِاسْتِمَاع قَدْ يَكُون مَعَ السُّكُوت وَقَدْ يَكُون مَعَ النُّطْق بِكَلَامٍ آخَر لَا يَشْتَغِل النَّاطِق بِهِ عَنْ فَهْم مَا يَقُول الَّذِي يَسْتَمِع مِنْهُ ، وَقَدْ قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَغَيْره : أَوَّل الْعِلْم الِاسْتِمَاع ، ثُمَّ الْإِنْصَات ، ثُمَّ الْحِفْظ ، ثُمَّ الْعَمَل ، ثُمَّ النَّشْر . وَعَنْ الْأَصْمَعِيّ تَقْدِيم الْإِنْصَات عَلَى الِاسْتِمَاع.
++وأين الأمة من وصيته من عدم التكفير : روى مالك في الموطإ والبخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا>
إنك إن تعجب فقد تعجب من حدثاء الأسنان صبية الزمان الذين ليس لهم إلا أياما قلائل في التوبة من الندم نصبوا أنفسهم قضاة يكفرون شيوخا لهم قدم راسخ في الدعوة وأيام طوال في العلم .عنما مات شيخ من شيوخ الدعوة اجتمع بعض الشباب فقال بعضهم لبعض ما تقولون في فلان قال أحدهم كافر وآخر أنا متوقف وآخر وآخر ...إن ظاهرة الغلو في التكفير قديم بزغ ببزوغ الخوارج .روى البخاري ومالك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَتَمَارَى فِي الْفُوقِ.
وروى البخاري \عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ>
في كتاب \ ظاهرة التكفير.. عوامل النشأة وطرق العلاج د. محمد شقير **
إنَّ ظاهرة التكفير المنفَلِت، واحدةٌ من أخطر الظواهر التي تُعاني منها أمّتنا الإسلاميَّة، والتي ساهمت إلى حدٍ بعيدٍ في إضعاف عُرى الوحدة بين المسلمين، والتي كانت السبب في تمزيق المجتمعات الإسلاميَّة وإحلال التنازع فيها بدل التَّعاون، والفُرقة بدل الوحدة .ولذا، كان من الأهميَّة بمكانٍ الوقوف عند هذه الظاهرة لاستجلاء أسبابها والعوامل التي ساهمت في نشأتها، يُجمل الدكتور نعمان عبد الرزاق السامرائيّ أسباب التكفير في العصر الحاضر بما يَلي:
2271>
أ ـ الاضطهاد السياسيّ: حيث يتناول تاريخ الاضطهاد السياسيِّ الذي عانى منه المسلمون وصولا إلى عصرنا الحالي، حيث نتَجَ عن ذلك الميل إلى تكفير الحُكَّام ورجالات الدولة وأهل السلطة.
ب ـ فقدان الثِّقَة بالعلماء الرسميِّين: أي علماء البلاط وفقهاء السلاطين الذين اتَّخذوا من علمهم مطيَّة للتزلّف إلى السلطان ونيل ما لديه من حُطَام، فكانت النتيجة أن فُقِدَت الثِّقة بهؤلاء العلماء وانعدم تأثيرهم في أبناء الأمَّة، وهذا ما استدعى إقبال أبناء الأمَّة بأنفسهم على القرآن والسنّة متجاوزين أولئك العلماء، مع ما لذلك من محاذير سوف تتضّح فيما يلي.
ج ـ محاولة أخْذِ الأحكام من القرآن مباشرة: حيث إنَّ فهم القرآن الكريم فهما صحيحا غير مغلوط، يَحتاج إلى المعرفة بجملةٍ من العلوم ذات الصِّلَة وإلى توفّر الاستعداد العلميِّ الخاصّ، وإلا سوف يكون الاستنباط والفهم غير موافقٍ لمُراد القرآن الكريم، وخصوصا إذا ما تناول ذلك الفهم قضايا خطيرة مثل قضيَّة الإيمان والكفر، وما يُمكِن أن يترتّب عليها من تكفيرٍ لشرائحَ كبيرة من المسلمين وعامَّة الناس، بل والخوض في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
دـ الخلط بين الكُفْر الأصغر والكُفْر الأكبر: حيث إنَّ لفظَ الكفر قد ورد كثيرا في القرآن الكريم والسنّة، ولكنَّه لم يأتِ دائما بمعنى الخروج من الإسلام، وهو الكفر الأكبر، بل أتى أيضا بمعنى كفْر النِعم مثلا، وهو من الكفر الأصغر، ولذا، فإنَّ الخلط بين هذين الكفرين يؤدِّي إلى التوسّع في دائرة الكفر وبالتالي استسهاله، ويقود إلى الخطأ في إطلاق حكم الكفر الأكبر على كثيرٍ من المسلمين، لينتهي الأمر إلى ارتكاب أعمال تنافي الدين وصريح القرآن والسنّة.
هـ ـ التعلّق ببعض ما قاله سيّد قطب والمودودي: إذ إنَّ بعض ما جاء في كتابات هذين الرجلين يُفهَم منه إخراج الكثير من المسلمين من الإسلام والحكم بكفرِهم. ولذا، لا بدّ من التوقّف عند العديد ممّا قاله هذان الرجلان والتأمّل فيه مليَّا، ومحاولة عرضه على الكتاب والسنّة، حتَّى إذا تبيّن خطؤه فينبغي ردَّه وعدم القبول به، والخطأ في الفهم ليس عزيزا على علماء الأمَّة ومفكِّريه (التكفير: جذوره، أسبابه، مبرّراته، دار المنارة، جدّة، 1992م، ط3، صص 45 141).
وهنا لا بدّ من مناقشة تلك الأسباب لمعرفة إلى أي مدى تُساهِم في قضيَّة التكفير، أو إذا كان من ملاحظة أو نقدٍ يُمكن أن يُوجَّه إليها.
أمَّا فقدان الثِّقةِ بالعلماء الرسميِّين، فيُمكن القول إنَّ هذا الأمر قد يصّح فيما لو كان جميع العلماء الرسميِّين على درجةٍ عاليةٍ من الوعي والورع الدينيِّين. لكن ماذا لو كان بعض هؤلاء العلماء ممَّن ينزلقُ إلى ممارسةِ شكلٍ أو آخرَ من التكفير ولو المستَتِر منه، وليس بالضرورة أن يُمارس هذا التكفير تِجَاه الحكّام وأرباب الدولة، بل قد يُمارس ذلك تِجَاه فئاتٍ أُخرى من المسلمين، وخصوصا إذا ما كانت الصِّراعات السياسيَّة تدفع بأولئك الحكّام إلى استنبات جميع ألوان العصبيَّات والتي منها المذهبيَّة، فيُصبح ـ والحال هذه ـ أولئك العلماء الرسميِّين إحدى أهمّ أدوات الصِّراع السياسيِّ، وخصوصا أنَّ الحكّام هم أولياء نعمتهم، وأنَّ أرزاقهم ـ كما يَعتقدون ـ بيدهم، وهذا ما
2272>
نَلحظه في العديد من الأنظمة، حيث تحوّل العالم فيها إلى صوت للفتنةِ ومستنهِضٍ للعصبيَّة، يَنطق بها ما كان للسلطان غرضٌ بها، حتَّى إذا بدّل غرضه تغيّر منطِقَه (مقالات على طريق الوحدة الإسلامية، إعداد جمعية علماء البقاع، دار المحجَة البيضاء، بيروت، 2008م، ط1، ص 289)
رأي القرضاوي في أسباب ظاهرة التكفير يُرجع الشيخ القرضاوي أسباب ظهور تيَّار التكفير إلى ما يلي:
أـ انتشار الكفر والرِدَّة الحقيقيَّة جهرة في مجتمعاتنا، وممارستهم للكفر والردّة بكلِّ جرأةٍ واستخدام وسائل الإعلام في نشر الكُفر دون زاجرٍ من أحد.
ب ـ التَّساهل الذي يُبديه بعض العلماء مع هؤلاء الكَفَرة، وعدّهم في المسلمين، مع أنَّهم خارجون عن الإسلام.
ج ـ ممارسة الاضطهاد لحاملي الفكر الإسلاميِّ والتضييق عليهم.
دـ عدم تعمّق العديد من الشباب ـ ممّن يُمارِس التكفير ـ بالإسلام، وقلّة معرفتهم فيه وفي فقهه وأصوله وعلومه (القرضاوي، ظاهرة الغلو في التكفير، ص 18 19 (عن: الشيباني رضوان أحمد شمسان، الحركات الأصولية الإسلامية في العالم الغربي، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2005م، ط1، ص242)).
وفي مقام مناقشة هذه الأسباب، لا بدّ من القول:
أولا، فيما يرتبط بانتشار الكفر والرِدَّة الحقيقيَّة في مجتمعاتنا الإسلاميَّة، فهو ما سوف يؤدِّي تلقائيَّا إلى تصنيف كلِّ من كفَرَ أو ارتَدَّ في خانة الكفر والرِدَّة، ولكن الكفر الذي تنطبق عليه ضوابط الشرع وقواعد الدِّين مجاله محدودٌ جدا، مقارنة مع ما يذهب إليه دُعاة التكفير أو التكفيريِّون، ولذا سوف يكون من يُصنَّف في دائرة الكفر ـ بناء على تلك الضَّوابط والقواعد ـ قليلٌ جدا مقايسة مع ما يذهب إليه أولئك، وهذا المستوى لا يُبرِّر ظهور تيَّار من التكفير الذي يُمارَس تِجَاه الكثير من المسلمين، ويُخرج الكثير من المجتمعات الإسلاميَّة ومذاهبَ إسلاميَّة بأكملِها من الإسلام.
ولذا، فإنَّ تحّول التكفير إلى تيَّارٍ يَجرف في وحوله الكثير من المسلمين والمُجتمَعات الإسلاميَّة يَكمن بشكلٍ أساسٍ في أسبابَ أُخرى. وكون النصِّ الإسلاميِّ (القرآن والسنّة) قد تحدّث عن الكفر لا يبرّر ظهور هذا التيَّار التكفيريّ الجارِف، وتوسّعه غير المنضبِط في التكفير، واستسهاله واستسهال ترتيب آثاره عليه.
ثانيا، وفيما يرتبط بالسَّبب الثاني، يُمكن القول إنَّ التَّساهل الذي قد يُبديِه بعضٌ من العلماء مع من يَخرج من الإسلام ويرتدَّ عنه ليلتحق بالكفر، نتيجته جعل أولئك العلماء في دائرة النَّقد أو النُّصح أو غير ذلك؛ وليس أمرا ضروريَّا ولازما لذلك التساهل أن يَتمَّ التوسّع في التكفير، والتفلّت من كثيرٍ من ضوابطه بما يُؤدِّي إلى إطلاق العنان لأحكام التكفير بحقِّ الكثير من المسلمين وإخراجهم من ربقة الدِّين...اهـ
" وَالْعَافِيَةُ "قَالَ الْقَارِي : مَعْنَاهُ السَّلَامَةُ فِي الدِّينِ مِنْ الْفِتْنَةِ وَفِي الْبَدَنِ مِنْ سَيِّئِ الْأَسْقَامِ وَشِدَّةِ الْمِحْنَةِ اِنْتَهَى .قُلْت : لَا حَاجَةَ إِلَى زِيَادَةِ لَفْظِ سَيِّئ . قَالَ فِي النِّهَايَةِ : الْعَافِيَةُ أَنْ تَسْلَمَ مِنْ الْأَسْقَامِ وَالْبَلَايَا وَهِيَ الصِّحَّةُ وَضِدُّ الْمَرَضِ اِنْتَهَى
" بَعْدَ الْيَقِينِ " أَيْ الْإِيمَانِ" خَيْرًا مِنْ الْعَافِيَةِ "قَالَ الطِّيبِيُّ وَهِيَ السَّلَامَةُ مِنْ الْآفَاتِ فَيَنْدَرِجُ فِيهَا الْعَفْوُ اِنْتَهَى ، يَعْنِي وَلِعُمُومِ مَعْنَى الْعَافِيَةِ الشَّامِلَةِ لِلْعَفْوِ اِكْتَفَى بِذَكَرِهَا عَنْهُ وَالتَّنْصِيصُ عَلَيْهِ سَابِقًا لِلْإِيمَاءِ إِلَى أَنَّهُ أَهَمُّ أَنْوَاعِهَا .قَوْلُهُ : ( وَهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ )وَأَخْرَجَهُ أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَابْنُ حِبَّانَ وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ .
تنبيه\\ كيف لايخاف على أمته ولا يبكيه حالها وما وصلت إليهمن تدهور في الأخلاق فهذا فساد المرأة المسلمة قد انكشف أمره لم يصبح يخفى على أحد فلقد صدق إذ قال :روى البخاري ومالك عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا قَوْمٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ مُمِيلَاتٌ مَائِلَاتٌ رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ لَا يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلَا يَجِدْنَ رِيحَهَا وَإِنَّ رِيحَهَا لَيُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ كَذَا وَكَذَا
2268>
++.وهذا باب الزنا قد فتح على مصراعيه حتى أصبح هم الإعلام تخصيص برامج لما تتعرض له الفتيات من اغتصاب عن رضا منهن إلا في حالة ناذرة كما دواعي الزنا كرسها المجتمع وساعدت المرأة في ذالك أنظروا كيف أصبح التعدد المشروع غير مقبولفالوصول إليه اصبح غير سهللا المنال بينما اتخاذ الخليلات متاح لكل من يريد ذالك بل يعرض ذالك على من لم يريد من هنا ضبطت الخيانات الزوجية غير مامرة قال سيد الخلق مشيرا لهذا الواقع المر : عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَثْبُتَ الْجَهْلُ وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَظْهَرَ الزِّنَا> رواه البخاري . قَوْله : ( وَيَظْهَر الزِّنَا )أَيْ : يَفْشُو كَمَا فِي رِوَايَة مُسْلِم . عن رسول الله قال : « إذا اقترب الزمان كثر لبس الطيالسة ، وكثرت التجارة ، وكثر المال ، وعظم رب المال بماله ، وكثرت الفاحشة ، وكانت إمارة الصبيان ، وكثر النساء ، وجار السلطان ، وطفف في المكيال والميزان ، ويربي الرجل جرو كلب خير له من أن يربي ولدا له ، ولا يوقر كبير ، ولا يرحم صغير ، ويكثر أولاد الزنا ، حتى أن الرجل ليغشى المرأة على قارعة الطريق ، فيقول أمثلهم في ذلك الزمان : لو اعتزلتما عن الطريق ، ويلبسون جلود الضأن على قلوب الذئاب ، أمثلهم في ذلك الزمان المداهن » « هذا حديث تفرد به سيف بن مسكين ، عن المبارك بن فضالة والمبارك بن فضالة ثقة »...الطيالسة : جمع طيلسان ، وهو ثوب يلبس على الكتف يحيط بالبدن ينسج للبس خال من التفصيل والخياطة.....الضأن : ذو الصوف من الغنم.... الجرو : اسم يطلق على الكلب الصغير وعلى سائر السباع. [رواه الحاكم والطبراني] فقد بات استحلال الزنا ظاهرة مرعبة حقا، اشارة الى أخر الزمان أو كما جاء في حديث النواس رضي الله عنه " ويبقى شرار الناس ، يتهارجون فيها تهارج الحمر ، فعليهم تقوم الساعة "...فقد روى مسلم عَنْ النَّوَّاسِ بْنِ سَمْعَانَ قَالَ ذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ فَخَفَّضَ فِيهِ وَرَفَّعَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَيْهِ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا فَقَالَ مَا شَأْنُكُمْ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ غَدَاةً فَخَفَّضْتَ فِيهِ وَرَفَّعْتَ حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَقَالَ غَيْرُ الدَّجَّالِ أَخْوَفُنِي عَلَيْكُمْ إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ......وفيه : وَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ فِيهَا تَهَارُجَ الْحُمُرِ فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ>قال النووي \قوله قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَتَهَارَجُونَ تَهَارُج الْحُمُر )أَيْ يُجَامِع الرِّجَال النِّسَاء بِحَضْرَةِ النَّاس كَمَا يَفْعَل الْحَمِير ، وَلَا يَكْتَرِثُونَ لِذَلِكَ : ( وَالْهَرْج ) بِإِسْكَانِ الرَّاء الْجِمَاع ، يُقَال : هَرَجَ زَوْجَته أَيْ جَامَعَهَا يَهْرَجُهَا ، بِفَتْحِ الرَّاء وَضَمّهَا وَكَسْرهَا .قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( يَسِيرُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا إِلَى جَبَل الْخَمَر ) في مسند أبي يعلى عن أبي حازم ، عن أبي هريرة ، عن النبي قال : « والذي نفسي بيده ، لا تفنى هذه الأمة حتى يقوم الرجل إلى المرأة فيفترشها >في الطريق ، فيكون خيارهم يومئذ من يقول لو واريتها وراء هذا الحائط » وارى : ستر وأخفى وغيب وغطى إنه إعجاز نبوي عظيم فقد تحقق هذا تنبئك عن هذا أندية الزنا المختلط وتحدثك هذه البحار في بلاد المسلمين وهذه الملاهي الليلة
2269>
أيضا بل لقد حلت لعنة الفضائيات الإباحية على البشرية فشوهت الأخلاق ودخلت البيوت المحصنة فجرت لعنة قاتمة وفتحت شهية كل غافل وغافلة لله ماأصدق نبينا عليه الصلاة والسلام
++وهذه العهود أصبحت منقوضة معهودة لدى جم غفير من الناس لايبالون بها بنقضها. روى البخاري عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَيْرُكُمْ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ قَالَ عِمْرَانُ لَا أَدْرِي أَذَكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْدُ قَرْنَيْنِ أَوْ ثَلَاثَةً قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ بَعْدَكُمْ قَوْمًا يَخُونُونَ وَلَا يُؤْتَمَنُونَ وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ وَيَنْذِرُونَ وَلَا يَفُونَ وَيَظْهَرُ فِيهِمْ السِّمَنُ> في الفتح قال \قَوْلُهُ : ( يَخُونُونَ )
كَذَا فِي جَمِيعِ اَلرِّوَايَاتِ اَلَّتِي اِتَّصَلَتْ لَنَا بِالْخَاء اَلْمُعْجَمَةِ وَالْوَاوِ مُشْتَقٌّ مِنْ اَلْخِيَانَةِ وَزَعَمَ اِبْن حَزْمٍ أَنَّهُ وَقَعَ فِي نُسْخَةٍ يَحْرِبُونَ بِسُكُونِ الْمُهْمَلَة وَكَسْرِ اَلرَّاءِ بَعْدَهَا مُوَحَّدَة ؛ قَالَ : فَإِنْ كَانَ مَحْفُوظًا فَهُوَ مِنْ قَوْلِهِمْ حَرَبَهُ يَحْرِبُهُ إِذَا أَخَذَ مَالَهُ وَتَرَكَهُ بِلَا شَيْء ، وَرَجُل مَحْرُوب أَيْ مَسْلُوب اَلْمَال .قَوْلُهُ : ( وَلَا يُؤْتَمَنُونَ )
أَيْ لَا يَثِقُ اَلنَّاسُ بِهِمْ وَلَا يَعْتَقِدُونَهُمْ أُمَنَاءَ بِأَنْ تَكُونَ خِيَانَتُهُمْ ظَاهِرَةً بِحَيْثُ لَا يَبْقَى لِلنَّاسِ اِعْتِمَادٌ عَلَيْهِمْ .قَوْلُهُ : ( وَيَشْهَدُونَ وَلَا يُسْتَشْهَدُونَ )يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ اَلْمُرَاد اَلتَّحَمُّلَ بِدُونِ اَلتَّحْمِيلِ أَوْ اَلْأَدَاءَ بِدُونِ طَلَبٍ ، وَالثَّانِي أَقْرَب وَيُعَارِضُهُ مَا رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيثِ زَيْد بْن خَالِد مَرْفُوعًا " أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ اَلشُّهَدَاءِ ؟ اَلَّذِي يَأْتِي بِالشَّهَادَةِ قَبْلَ أَنْ يُسْأَلَهَا " وَاخْتَلَفَ اَلْعُلَمَاءُ فِي تَرْجِيحِهِمَا فَجَنَحَ اِبْن عَبْد اَلْبَرّ إِلَى تَرْجِيح حَدِيث زَيْد بْن خَالِد لِكَوْنِهِ مِنْ رِوَايَةِ أَهْلِ اَلْمَدِينَةِ فَقَدَّمَهُ عَلَى رِوَايَةِ أَهْلِ اَلْعِرَاقِ وَبَالَغَ فَزَعَمَ أَنَّ حَدِيثَ عِمْرَانَ هَذَا لَا أَصْلَ لَهُ . وَجَنَحَ غَيْرُهُ إِلَى تَرْجِيح حَدِيث عِمْرَانَ لِاتِّفَاقِ صَاحِبَيْ اَلصَّحِيحِ عَلَيْهِ وَانْفِرَادِ مُسْلِمٍ بِإِخْرَاجِ حَدِيثِ زَيْد بْن خَالِد . وَذَهَبَ آخَرُونَ إِلَى اَلْجَمْعِ بَيْنَهُمَا فَأَجَابُوا بِأَجْوِبَة : أَحَدُهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ بِحَدِيثِ زَيْد : مَنْ عِنْدَهُ شَهَادَة لِإِنْسَانٍ بِحَقٍّ لَا يَعْلَمُ بِهَا صَاحِبُهَا فَيَأْتِي إِلَيْهِ فَيُخْبِرُهُ بِهَا أَوْ يَمُوتُ صَاحِبُهَا اَلْعَالِمُ بِهَا وَيَخْلُفُ وَرَثَةً فَيَأْتِي اَلشَّاهِدُ إِلَيْهِمْ أَوْ إِلَى مَنْ يَتَحَدَّثُ عَنْهُمْ فَيُعْلِمُهُمْ بِذَلِكَ وَهَذَا أَحْسَنُ اَلْأَجْوِبَةِ وَبِهَذَا أَجَابَ يَحْيَى بْن سَعِيد شَيْخُ مَالِك وَمَالِكٌ وَغَيْرُهُمَا . ثَانِيهَا : أَنَّ اَلْمُرَادَ بِهِ شَهَادَة اَلْحِسْبَة وَهِيَ مَا لَا يَتَعَلَّقُ بِحُقُوقِ اَلْآدَمِيِّينَ اَلْمُخْتَصَّةِ بِهِمْ مَحْضًا ، وَيَدْخُلُ فِي اَلْحِسْبَةِ مِمَّا يَتَعَلَّقُ بِحَقِّ اَللَّهِ أَوْ فِيهِ شَائِبَة مِنْهُ اَلْعَتَاقُ وَالْوَقْفُ وَالْوَصِيَّة اَلْعَامَّة وَالْعِدَّة وَالطَّلَاق وَالْحُدُود وَنَحْوُ ذَلِكَ ، قَوْلُهُ : ( وَيَنْذِرُونَ )بِفَتْحِ أَوَّلِهِ وَبِكَسْرِ اَلذَّالِ اَلْمُعْجَمَةِ وَبِضَمِّهَا )( وَلَا يَفُونَ )يَأْتِي اَلْكَلَام عَلَيْهِ فِي كِتَاب اَلنُّذُور .وَقَوْلُهُ : ( وَيَظْهَرُ فِيهِمْ اَلسِّمَنُ )بِكَسْرِ الْمُهْمَلَة وَفَتْحِ اَلْمِيمِ بَعْدَهَا نُونٌ أَيْ يُحِبُّونَ اَلتَّوَسُّعَ فِي اَلْمَآكِل وَالْمَشَارِب وَهِيَ أَسْبَابُ اَلسِّمَنِ بِالتَّشْدِيدِ .....ويتأكد هذا التنكر لمبادئ الشريعة الغراء ما في شعب الإيمان للبيهقي عن علي بن أبي طالب ، رضي الله عنه قال : قال رسول الله : « يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه ، ولا يبقى من القرآن إلا رسمه ، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى ، علماؤهم شر من تحت أديم) السماء من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود ». أديم السماء : ما يظهر من السماء
2270>
+كيف لايبكي على حال أمته الآن وقد قتل بعضهم بعضا وكفربعضهم بعضا فأين هم الآن من وصيته الخالدة .روى البخاري عَنْ جَرِيرٍأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ فِي حَجَّةِ الْوَدَاعِ اسْتَنْصِتْ النَّاسَ فَقَالَ لَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ>
في الفتح \ ، وَالْمَعْنَى لَا تَفْعَلُوا فِعْل الْكُفَّار فَتُشْبِهُوهُمْ فِي حَالَة قَتْل بَعْضهمْ بَعْضًا . قَالَ اِبْن بَطَّال : فِيهِ أَنَّ الْإِنْصَات لِلْعُلَمَاءِ لَازِم لِلْمُتَعَلِّمِينَ ؛ لِأَنَّ الْعُلَمَاء وَرَثَة الْأَنْبِيَاء .. وَقَدْ وَقَعَ التَّفْرِيق بَيْن الْإِنْصَات وَالِاسْتِمَاع فِي قَوْله تَعَالَى : ( وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآن فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا ) وَمَعْنَاهُمَا مُخْتَلِف ، فَالْإِنْصَات هُوَ السُّكُوت وَهُوَ يَحْصُل مِمَّنْ يَسْتَمِع وَمِمَّنْ لَا يَسْتَمِع كَأَنْ يَكُون مُفَكِّرًا فِي أَمْر آخَر ، وَكَذَلِكَ الِاسْتِمَاع قَدْ يَكُون مَعَ السُّكُوت وَقَدْ يَكُون مَعَ النُّطْق بِكَلَامٍ آخَر لَا يَشْتَغِل النَّاطِق بِهِ عَنْ فَهْم مَا يَقُول الَّذِي يَسْتَمِع مِنْهُ ، وَقَدْ قَالَ سُفْيَان الثَّوْرِيّ وَغَيْره : أَوَّل الْعِلْم الِاسْتِمَاع ، ثُمَّ الْإِنْصَات ، ثُمَّ الْحِفْظ ، ثُمَّ الْعَمَل ، ثُمَّ النَّشْر . وَعَنْ الْأَصْمَعِيّ تَقْدِيم الْإِنْصَات عَلَى الِاسْتِمَاع.
++وأين الأمة من وصيته من عدم التكفير : روى مالك في الموطإ والبخاري عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ قَالَ لِأَخِيهِ كَافِرٌ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا>
إنك إن تعجب فقد تعجب من حدثاء الأسنان صبية الزمان الذين ليس لهم إلا أياما قلائل في التوبة من الندم نصبوا أنفسهم قضاة يكفرون شيوخا لهم قدم راسخ في الدعوة وأيام طوال في العلم .عنما مات شيخ من شيوخ الدعوة اجتمع بعض الشباب فقال بعضهم لبعض ما تقولون في فلان قال أحدهم كافر وآخر أنا متوقف وآخر وآخر ...إن ظاهرة الغلو في التكفير قديم بزغ ببزوغ الخوارج .روى البخاري ومالك عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَخْرُجُ فِيكُمْ قَوْمٌ تَحْقِرُونَ صَلَاتَكُمْ مَعَ صَلَاتِهِمْ وَصِيَامَكُمْ مَعَ صِيَامِهِمْ وَأَعْمَالَكُمْ مَعَ أَعْمَالِهِمْ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ وَلَا يُجَاوِزُ حَنَاجِرَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ مِنْ الرَّمِيَّةِ تَنْظُرُ فِي النَّصْلِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الْقِدْحِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَنْظُرُ فِي الرِّيشِ فَلَا تَرَى شَيْئًا وَتَتَمَارَى فِي الْفُوقِ.
وروى البخاري \عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ يَأْتِي فِي آخِرِ الزَّمَانِ قَوْمٌ حُدَثَاءُ الْأَسْنَانِ سُفَهَاءُ الْأَحْلَامِ يَقُولُونَ مِنْ خَيْرِ قَوْلِ الْبَرِيَّةِ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَا يُجَاوِزُ إِيمَانُهُمْ حَنَاجِرَهُمْ فَأَيْنَمَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ قَتْلَهُمْ أَجْرٌ لِمَنْ قَتَلَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ>
في كتاب \ ظاهرة التكفير.. عوامل النشأة وطرق العلاج د. محمد شقير **
إنَّ ظاهرة التكفير المنفَلِت، واحدةٌ من أخطر الظواهر التي تُعاني منها أمّتنا الإسلاميَّة، والتي ساهمت إلى حدٍ بعيدٍ في إضعاف عُرى الوحدة بين المسلمين، والتي كانت السبب في تمزيق المجتمعات الإسلاميَّة وإحلال التنازع فيها بدل التَّعاون، والفُرقة بدل الوحدة .ولذا، كان من الأهميَّة بمكانٍ الوقوف عند هذه الظاهرة لاستجلاء أسبابها والعوامل التي ساهمت في نشأتها، يُجمل الدكتور نعمان عبد الرزاق السامرائيّ أسباب التكفير في العصر الحاضر بما يَلي:
2271>
أ ـ الاضطهاد السياسيّ: حيث يتناول تاريخ الاضطهاد السياسيِّ الذي عانى منه المسلمون وصولا إلى عصرنا الحالي، حيث نتَجَ عن ذلك الميل إلى تكفير الحُكَّام ورجالات الدولة وأهل السلطة.
ب ـ فقدان الثِّقَة بالعلماء الرسميِّين: أي علماء البلاط وفقهاء السلاطين الذين اتَّخذوا من علمهم مطيَّة للتزلّف إلى السلطان ونيل ما لديه من حُطَام، فكانت النتيجة أن فُقِدَت الثِّقة بهؤلاء العلماء وانعدم تأثيرهم في أبناء الأمَّة، وهذا ما استدعى إقبال أبناء الأمَّة بأنفسهم على القرآن والسنّة متجاوزين أولئك العلماء، مع ما لذلك من محاذير سوف تتضّح فيما يلي.
ج ـ محاولة أخْذِ الأحكام من القرآن مباشرة: حيث إنَّ فهم القرآن الكريم فهما صحيحا غير مغلوط، يَحتاج إلى المعرفة بجملةٍ من العلوم ذات الصِّلَة وإلى توفّر الاستعداد العلميِّ الخاصّ، وإلا سوف يكون الاستنباط والفهم غير موافقٍ لمُراد القرآن الكريم، وخصوصا إذا ما تناول ذلك الفهم قضايا خطيرة مثل قضيَّة الإيمان والكفر، وما يُمكِن أن يترتّب عليها من تكفيرٍ لشرائحَ كبيرة من المسلمين وعامَّة الناس، بل والخوض في دمائهم وأموالهم وأعراضهم.
دـ الخلط بين الكُفْر الأصغر والكُفْر الأكبر: حيث إنَّ لفظَ الكفر قد ورد كثيرا في القرآن الكريم والسنّة، ولكنَّه لم يأتِ دائما بمعنى الخروج من الإسلام، وهو الكفر الأكبر، بل أتى أيضا بمعنى كفْر النِعم مثلا، وهو من الكفر الأصغر، ولذا، فإنَّ الخلط بين هذين الكفرين يؤدِّي إلى التوسّع في دائرة الكفر وبالتالي استسهاله، ويقود إلى الخطأ في إطلاق حكم الكفر الأكبر على كثيرٍ من المسلمين، لينتهي الأمر إلى ارتكاب أعمال تنافي الدين وصريح القرآن والسنّة.
هـ ـ التعلّق ببعض ما قاله سيّد قطب والمودودي: إذ إنَّ بعض ما جاء في كتابات هذين الرجلين يُفهَم منه إخراج الكثير من المسلمين من الإسلام والحكم بكفرِهم. ولذا، لا بدّ من التوقّف عند العديد ممّا قاله هذان الرجلان والتأمّل فيه مليَّا، ومحاولة عرضه على الكتاب والسنّة، حتَّى إذا تبيّن خطؤه فينبغي ردَّه وعدم القبول به، والخطأ في الفهم ليس عزيزا على علماء الأمَّة ومفكِّريه (التكفير: جذوره، أسبابه، مبرّراته، دار المنارة، جدّة، 1992م، ط3، صص 45 141).
وهنا لا بدّ من مناقشة تلك الأسباب لمعرفة إلى أي مدى تُساهِم في قضيَّة التكفير، أو إذا كان من ملاحظة أو نقدٍ يُمكن أن يُوجَّه إليها.
أمَّا فقدان الثِّقةِ بالعلماء الرسميِّين، فيُمكن القول إنَّ هذا الأمر قد يصّح فيما لو كان جميع العلماء الرسميِّين على درجةٍ عاليةٍ من الوعي والورع الدينيِّين. لكن ماذا لو كان بعض هؤلاء العلماء ممَّن ينزلقُ إلى ممارسةِ شكلٍ أو آخرَ من التكفير ولو المستَتِر منه، وليس بالضرورة أن يُمارس هذا التكفير تِجَاه الحكّام وأرباب الدولة، بل قد يُمارس ذلك تِجَاه فئاتٍ أُخرى من المسلمين، وخصوصا إذا ما كانت الصِّراعات السياسيَّة تدفع بأولئك الحكّام إلى استنبات جميع ألوان العصبيَّات والتي منها المذهبيَّة، فيُصبح ـ والحال هذه ـ أولئك العلماء الرسميِّين إحدى أهمّ أدوات الصِّراع السياسيِّ، وخصوصا أنَّ الحكّام هم أولياء نعمتهم، وأنَّ أرزاقهم ـ كما يَعتقدون ـ بيدهم، وهذا ما
2272>
نَلحظه في العديد من الأنظمة، حيث تحوّل العالم فيها إلى صوت للفتنةِ ومستنهِضٍ للعصبيَّة، يَنطق بها ما كان للسلطان غرضٌ بها، حتَّى إذا بدّل غرضه تغيّر منطِقَه (مقالات على طريق الوحدة الإسلامية، إعداد جمعية علماء البقاع، دار المحجَة البيضاء، بيروت، 2008م، ط1، ص 289)
رأي القرضاوي في أسباب ظاهرة التكفير يُرجع الشيخ القرضاوي أسباب ظهور تيَّار التكفير إلى ما يلي:
أـ انتشار الكفر والرِدَّة الحقيقيَّة جهرة في مجتمعاتنا، وممارستهم للكفر والردّة بكلِّ جرأةٍ واستخدام وسائل الإعلام في نشر الكُفر دون زاجرٍ من أحد.
ب ـ التَّساهل الذي يُبديه بعض العلماء مع هؤلاء الكَفَرة، وعدّهم في المسلمين، مع أنَّهم خارجون عن الإسلام.
ج ـ ممارسة الاضطهاد لحاملي الفكر الإسلاميِّ والتضييق عليهم.
دـ عدم تعمّق العديد من الشباب ـ ممّن يُمارِس التكفير ـ بالإسلام، وقلّة معرفتهم فيه وفي فقهه وأصوله وعلومه (القرضاوي، ظاهرة الغلو في التكفير، ص 18 19 (عن: الشيباني رضوان أحمد شمسان، الحركات الأصولية الإسلامية في العالم الغربي، مكتبة مدبولي، القاهرة، 2005م، ط1، ص242)).
وفي مقام مناقشة هذه الأسباب، لا بدّ من القول:
أولا، فيما يرتبط بانتشار الكفر والرِدَّة الحقيقيَّة في مجتمعاتنا الإسلاميَّة، فهو ما سوف يؤدِّي تلقائيَّا إلى تصنيف كلِّ من كفَرَ أو ارتَدَّ في خانة الكفر والرِدَّة، ولكن الكفر الذي تنطبق عليه ضوابط الشرع وقواعد الدِّين مجاله محدودٌ جدا، مقارنة مع ما يذهب إليه دُعاة التكفير أو التكفيريِّون، ولذا سوف يكون من يُصنَّف في دائرة الكفر ـ بناء على تلك الضَّوابط والقواعد ـ قليلٌ جدا مقايسة مع ما يذهب إليه أولئك، وهذا المستوى لا يُبرِّر ظهور تيَّار من التكفير الذي يُمارَس تِجَاه الكثير من المسلمين، ويُخرج الكثير من المجتمعات الإسلاميَّة ومذاهبَ إسلاميَّة بأكملِها من الإسلام.
ولذا، فإنَّ تحّول التكفير إلى تيَّارٍ يَجرف في وحوله الكثير من المسلمين والمُجتمَعات الإسلاميَّة يَكمن بشكلٍ أساسٍ في أسبابَ أُخرى. وكون النصِّ الإسلاميِّ (القرآن والسنّة) قد تحدّث عن الكفر لا يبرّر ظهور هذا التيَّار التكفيريّ الجارِف، وتوسّعه غير المنضبِط في التكفير، واستسهاله واستسهال ترتيب آثاره عليه.
ثانيا، وفيما يرتبط بالسَّبب الثاني، يُمكن القول إنَّ التَّساهل الذي قد يُبديِه بعضٌ من العلماء مع من يَخرج من الإسلام ويرتدَّ عنه ليلتحق بالكفر، نتيجته جعل أولئك العلماء في دائرة النَّقد أو النُّصح أو غير ذلك؛ وليس أمرا ضروريَّا ولازما لذلك التساهل أن يَتمَّ التوسّع في التكفير، والتفلّت من كثيرٍ من ضوابطه بما يُؤدِّي إلى إطلاق العنان لأحكام التكفير بحقِّ الكثير من المسلمين وإخراجهم من ربقة الدِّين...اهـ
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////