تفسير الاحلام في السلاطين والملوك
.
تفسير الأحلام لإبن سيرين
في السلاطين والملوك
في السلاطين والملوك وحشمهم وأعوانهم ومن يصحبهم السلطان
في النوم هو الله تعالى ، ورؤيته راضيا دالة على رضاه ، ورؤيته عابسا تدل على إظهار صاحب الرؤيا أمرا يرجع إلى فساد الدين ، ورؤيته ساخطا دليل على سخط الله تعالى .ومن رأى كأنه ولي الخلافة نال عزا وشرفا ، فإنه رأى أنه تحول خليفة بعينه وكان للخلافة أهلا نال رفعة ، وإن لم يكن للخلافة أهلا نال ذلا وتفرق أمره وأصابته مصيبة . ومن رأى أنه تحول ملكا من الملوك أو السلاطين ، نال جدة في الدنيا مع فساد دين ،
وقيل : من رأى كذلك ولم يكن أهلا له مات سريعا ، وكذلك إن كان مريضا دل على موته ، لأن من مات لم يكن للناس عليه سلطان ، كما أن الملك لا سلطان عليه . وإن رأى ذلك عبد أعتق فإن رأى أن الإمام عاتبه بكلام جميل ، فإن ذلك صلاح ما بينهما . فإن رأى أنه خاصم الإمام بكلام حكمة ، ظفر بحاجته . فمن رأى أنه سائر مع الإمام ، فإنه يقتدي به . فإن رأى كأنه صدمه في مسيره ، فإنه يخالفه . وإن كان رديفه على دابة ، فإنه يستخلفه في حياته أو بعد مماته . فإن رأى أنه يؤاكله نال شرفا بقدر الطعام الذي أكل ، وقيل :يلقى حربا ومكاشفة . فإن رأى نفسه قائما مع الإمام ليس بينهما حاجز ، ثم قام الإمام وبقي هو نائما ، دل على أن الإمام يحقد عليه .وإن ثبت بينهما المصاحبة يصير ماله للإمام ، لأن النائم كالميت ، ووجود الميت وجود مال . فإن رأى كأنه نام قبل الإمام ، سلم مما خاطر بنفسه ،فإن النوم معه مساو له بنفسه ، وهي مخاطرة ، فإن رأى كأنه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفا ، فإنه ينال منه أو من بعض المتصلين به امرأة أو جارية أو مالا ، يجعله في مهر امرأة أو ثمن جارية ، وإن كان الفراش مجهولا قلده الإمام بعض الولايات . فإن رأى أن الإمام كلمه ، نال رفعة لقوله تعالى ( فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ) ــ يوسف : 54 وإن كان تاجرا نال ربحا ، وإن كان في خصومة ظفر . وإن كان محبوسا أطلق . ومن ساير الإمام خالطه في سلطانه . ومن رأى الإمام أو السلطان دخل دارا أو محلة أو موضعا ينكر دخوله إليه ، أو قرية ، أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة ، وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن ، فهو حسن حال رعيته ومن رأى في جوارحه من فضل ، فهو قوته في سلطانه
. ومن رأى في بطنه من زيادة أو نقص ، فهي في ماله وولده . فإن رأى أنه دخل دار الإمام ، فإنه يتولى أمور أهله ، وينال سعة من العيش . ومن رأى كأنه ضاجع حرم الإمام ، اختلف في تأويله ، فمنهم من قال : إنه يصيب منه خاصية ،وقيل : يغتاب حرمه . فإن رأى أنه أعطاه شيئا ، نال شرفا ، فإن أعطاه ديباجة وهب له جارية ، أو يتزوج بامرأة متصلة ببعض السلاطين ومن دخل دار الإمام ساجدا ، نال عفوا ورياسة . فإن اختلف إلى بابه ، ظفر بأعدائه . فإن رأى أن باب دار الملك حول ، فإن عاملا من عمال الملك يتحول عن سلطانه ، أو يتزوج الملك بأخرى ومشي الإمام راجلا : كتمان سره وظفر بعدوه . وثناء الرعية عليه ظفر له ، ونثرهم عليه بالسكر ، إسماعهم إياه كلاما جميلا . ونثرهم عليه الدراهم كذلك ونثرهم عليه الدنانير إسماعهم إياه ما يكره ، ورميهم إياه بالحجارة ، إسماعهم إياه كلام قسوة وجفوة . ورميهم إياه بالنبال ، ودعاؤهم عليه في لياليه لظلمة أيامهم فإن أصابه نبل ، أصابته نقمة وسجود الرعية له : حسن الطاعة له . وقذفه إياهم بالنار ، يدل على أنه يدعوهم إلى الضلال . وعمله برأي امرأته ، وقوعه في حرب طويل وذهاب ملكه ، فإن آدم عليه السلام لما أطاع أهله رأى ما رأى . ومخالفته امرأته ، بالضد من ذلك وركوبه الفرس في سلاح : إصابة زيادة في ولايته . وركوبه عقابا مطواعا ، إصابة ملك المشرق والمغرب ، ثم زوال ذلك الملك عنه ، لقصة نمرود ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك …. الآية ) ـ البقرة 258 .
ومن رأى كأنه يصارع أسدا عظيما فصرعه ، فإنه يغلب ملكا عظيما فإن رأى سلطان أنه قاتل سلطانا آخر ، فصرعه ، فإن المغلوب منهما ينصر على الغالب في اليقظة ويقهره فإن رأى كأنه قعد بنفسه عن الولاية من غير أن يعزل ، فإنه عمل يندم عليه ، لقصة يونس عليه السلام حين ذهب مغاضبا . فإن صرفه غيره فهو ذل وهوان فإن رأى الإمام أنه يمشي فاستقبله بعض العامة فساره في أذنه مات فجأة ، لما حكي أن شداد بن عاد ، لما سار إلى الجنة التي اتخذها ، تلقاه ملك الموت في هيئة بعض العامة ، فأسر في أذنه وقبض روحه فإن رأى للإمام قرنين ، فإنه يملك المشرق والمغرب ، لقصة الإسكندر . فإن رأى الإمام هيئته هيئة السوقة ، أو رأى كأنه يمشي في السوق مع غيره تواضعا ، لم يخل ذلك بسلطانه ،بل زاده قوة ومرض الإمام : دليل ظلمه ، ويصح جسمه في تلك السنة . وموته خلل يقع في مملكته . وحمل الرجال إياه على أعناقهم ، قوة ولايته وضعف دينه ودين رعيته من غير رجاء صلاح . فإن لم يدفن فإن الصلاح يرجى له وتأويل حياة الميت قوة ودولة لعقبه . ورفعة مجلس السلطان ، ارتفاع أمره . واتضاع مجلسه ، فساد أمره. فإن رأى الملك كأن بعض خدمه أطعمه من غير أن رأى مائدة ، لم ينازع في ملكه وطال عمره ، وطاب عيشه إن كان في الطعام دسم . فإن رأى إنسان أن الإمام ولاه من أقاصي أطراف ثغور المسلمين نائبا عنه ، فإنه عز وشرف واسم وذكر وسلطان ، بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام فإن رأى وال أن عهده أتاه ، فهو عزله في الوقت . وكذلك إن نظر في مرآة فهو عزله ، ولا يلبث أن يرى مكانه مثله ، إلا أن يكون منتظرا الولد ، فإنه يصيب حينئذ غلاما . وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته ، فإنه يعزل وأما أخذ الإمام أغنام الرعية ظلما ، فهو ظلم أشرافهم .
فإن رأى الملك أنه يهيئ مائدة ويزينها ، فإنه يعانده قوم باغون ، ويشاور فيهم ويظفر بهم . فإن رأى أنه وضع على المائدة طعاما ، فإنه يأتيه رسول في منازعة . فإن كان الطعام حلوا فإنه سرور . وإن كان دسما ، فإن المنازعة بقاء . وإن رفع الحلو وقدم الحامض الدسم ، فإنه خير فيه هم وثبات . فإن كان بغير دسم ، فإنه لا يكون فيه ثبات . فإن طال رفع الطعام ووضعه ، فإنه تطول المنازعة . فإن رأى الإمام أنه تحول عن سلطانه من قبل نفسه ، فإنه يأتي أمرا يندم عليه ، كندامة ذي النون إذ ذهب مغاضبا ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ….) ت الأنبياء : 87 , 88 فإن رأى كأنه يصلي بغير وضوء في موضع لا تجوز فيه الصلاة ، كالمقبرة والمزبلة ، فإنه يطلب ما لا يناله ، أو يلي ولاية بلا جند ومن حمل إلى أمير أو رئيس طعاما ، أصابه حزن ثم أتاه الفرج ، أصاب مالا من حيث لا يرجو . ومن رأى كأنه يجتاز على بعض السلاطين ، أصاب عزا . فإن رأى كأنه دخل عليه ، أصاب غنى وسرورا ودخول الإمام العدل إلى مكان ، نزول الرحمة والعدل على أهل ذلك الموضوع . ومكاشفة الرعية السلطان الجائر ، وهن للسلطان وقوة للرعية والثياب السود للسلطان : زيادة قوته . والبيض زيادة بهاء وخروج من ذنب
. والثياب القطنية ، ظهور الورع منه والتواضع ، وقلة الأعداء ونيل الأمن ما عاش . والثياب الصوف ، كثرة البركة في مملكته ، وظهور الإنصاف والثياب والديباج ظهور أعمال الفراعنة وقبح السير ووضع السلطان والأمير قلنسوته أو حلة قبائه أو منطقته ، توانيه في سلطانه . ولبسه إياها ، قيامه بأسباب سياسته ، ولبسه خفا جديدا ، فوزه بمال أهل الشرك والذمة . وطيرانه بجناح ، قوة له . وسبيه قوما ، نيله مالا من حيث لا يحتسب وفتح بلادهم وظفر بأعدائه ، لقوله تعالى ( فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديارهم ) ـ الأحزاب : 26 , 27 فإن رأى أن الإمام يتبع النبي ،صلى الله عليه وسلم ، فإنه يقفو أثره في سنته . فإن رأى أنه عزل وولي مكانه شيخ ، قوي أمره . وإن ولي مكانه شاب ، ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه . وعزل الوالي في النوم ،ولايته في اليقظة . والجند في النوم ، ملائكة الرحمة ،والعامة ملائكة العذاب . وصاحب الجيش رجل صاحب الرأي والتدبير . ومن رأى أنه ولي الوزارة ، فإنه يقوم بأمر المملكة ورؤية حجاب الأمير قياما ، جدهم في أسباب السياسة . ورؤيتهم قعودا ، توانيهم فيها . وحاجب الملك بشارة ،والقائد رجل النهود ، ومن رأى أنه قائد في الجيش ، نال خيرا . والشرطي ملك الموت ،وقيل : هول وهم
القاضي
فمن رأى كأنه ولي القضاء فعدل فيه ، فإن كان صاحب الرؤيا تاجرا كان متعسفا ، وإن كان سوقيا أوفى الكيل والوزن . فإن رأى أنه يقضي بين الناس ، ولا يحسن أن يقضي ويجور في قضائه ولا يعدل ، فإنه إن كان واليا عزل ، وإن كان مسافرا قطع عليه الطريق ، وإلا تغيرت نعم الله عليه ببلية يبتلى بها . كما يصدق القاضي ما يلفظ به من القول ، فإن رأى قاضيا معروفا ، فهو بمنزلة الحكماء والعلماء . فإن رأى قاضيا معروفا يجور في حكمه ، فإن أهل ذلك الموضع يبخسون في موازينهم وينقصون مكاييلهم . فإن تقدم رجل إلى القاضي فأنصفه ، فإن صاحب الرؤيا ينتصف من خصم له . وإن كان مهموما فرج عنه وإن جار القاضي في حكمه، فإنه إن كانت بينه وبين إنسان خصومة ، فلا ينتصف منه . فإن رأى قاضيا وضع في الميزان فرجح ، فإن له عند الله أجرا وثوابا . وإن شال الميزان ، فإنه يدبر له في معصية . فإن رأى أن القاضي يزن فلوسا أو دراهم رديئة ، فإنه يميل ، ويسمع شهادة الزور ويقضي بها والقاضي المجهول في النوم هو الله تعالى . ومن رأى أنه تحول قاضيا أو حكما أو صالحا أو عالما ، فإنه يصيب رفعة وذكرا حسنا وزهدا وعلما . فإن لم يكن لذلك أهلا ، فإنه يبتلى بأمر باطل ، يقبل قوله فيما ابتلى به ، كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به . وقيل : من رأى وجه القاضي مستبشرا طلقا ، فإنه ينال بشرا وسرورا فإن رأى موضع قاض ، نال فزعا وخصومة . وقيل : موضع الحكم والقضاة والمتكلمين والأحكام والمعلمين للسنن والشرائع والفرائض في الرؤيا يدل على اضطراب وحزن وتلف مال كثير في جميع الناس ، وعلى ظهور الأشياء الخفية . ويدل في المرض على البحران . فإن رأى مريض كأنه يقضي له ، فإنه بحرانه يكون إلى خير ويبرأ . فإن رأى المريض كأنه يقضي ع ليه ، فإنه يموت . ومن كان في خصومة فرأى كأنه قاعد في موضع الأحكام ، وانه ا لحاكم ،فإنه لا يغلب وذلك أن الحاكم لا يحكم على نفسه ، لكن على غيره
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
في السلاطين والملوك
في السلاطين والملوك وحشمهم وأعوانهم ومن يصحبهم السلطان
في النوم هو الله تعالى ، ورؤيته راضيا دالة على رضاه ، ورؤيته عابسا تدل على إظهار صاحب الرؤيا أمرا يرجع إلى فساد الدين ، ورؤيته ساخطا دليل على سخط الله تعالى .ومن رأى كأنه ولي الخلافة نال عزا وشرفا ، فإنه رأى أنه تحول خليفة بعينه وكان للخلافة أهلا نال رفعة ، وإن لم يكن للخلافة أهلا نال ذلا وتفرق أمره وأصابته مصيبة . ومن رأى أنه تحول ملكا من الملوك أو السلاطين ، نال جدة في الدنيا مع فساد دين ،
وقيل : من رأى كذلك ولم يكن أهلا له مات سريعا ، وكذلك إن كان مريضا دل على موته ، لأن من مات لم يكن للناس عليه سلطان ، كما أن الملك لا سلطان عليه . وإن رأى ذلك عبد أعتق فإن رأى أن الإمام عاتبه بكلام جميل ، فإن ذلك صلاح ما بينهما . فإن رأى أنه خاصم الإمام بكلام حكمة ، ظفر بحاجته . فمن رأى أنه سائر مع الإمام ، فإنه يقتدي به . فإن رأى كأنه صدمه في مسيره ، فإنه يخالفه . وإن كان رديفه على دابة ، فإنه يستخلفه في حياته أو بعد مماته . فإن رأى أنه يؤاكله نال شرفا بقدر الطعام الذي أكل ، وقيل :يلقى حربا ومكاشفة . فإن رأى نفسه قائما مع الإمام ليس بينهما حاجز ، ثم قام الإمام وبقي هو نائما ، دل على أن الإمام يحقد عليه .وإن ثبت بينهما المصاحبة يصير ماله للإمام ، لأن النائم كالميت ، ووجود الميت وجود مال . فإن رأى كأنه نام قبل الإمام ، سلم مما خاطر بنفسه ،فإن النوم معه مساو له بنفسه ، وهي مخاطرة ، فإن رأى كأنه نائم على فراش الإمام وكان الفراش معروفا ، فإنه ينال منه أو من بعض المتصلين به امرأة أو جارية أو مالا ، يجعله في مهر امرأة أو ثمن جارية ، وإن كان الفراش مجهولا قلده الإمام بعض الولايات . فإن رأى أن الإمام كلمه ، نال رفعة لقوله تعالى ( فلما كلمه قال إنك اليوم لدينا مكين أمين ) ــ يوسف : 54 وإن كان تاجرا نال ربحا ، وإن كان في خصومة ظفر . وإن كان محبوسا أطلق . ومن ساير الإمام خالطه في سلطانه . ومن رأى الإمام أو السلطان دخل دارا أو محلة أو موضعا ينكر دخوله إليه ، أو قرية ، أصاب أهل ذلك المكان مصيبة عظيمة ، وكل ما رأى في حال الإمام وهيئته من الحسن ، فهو حسن حال رعيته ومن رأى في جوارحه من فضل ، فهو قوته في سلطانه
. ومن رأى في بطنه من زيادة أو نقص ، فهي في ماله وولده . فإن رأى أنه دخل دار الإمام ، فإنه يتولى أمور أهله ، وينال سعة من العيش . ومن رأى كأنه ضاجع حرم الإمام ، اختلف في تأويله ، فمنهم من قال : إنه يصيب منه خاصية ،وقيل : يغتاب حرمه . فإن رأى أنه أعطاه شيئا ، نال شرفا ، فإن أعطاه ديباجة وهب له جارية ، أو يتزوج بامرأة متصلة ببعض السلاطين ومن دخل دار الإمام ساجدا ، نال عفوا ورياسة . فإن اختلف إلى بابه ، ظفر بأعدائه . فإن رأى أن باب دار الملك حول ، فإن عاملا من عمال الملك يتحول عن سلطانه ، أو يتزوج الملك بأخرى ومشي الإمام راجلا : كتمان سره وظفر بعدوه . وثناء الرعية عليه ظفر له ، ونثرهم عليه بالسكر ، إسماعهم إياه كلاما جميلا . ونثرهم عليه الدراهم كذلك ونثرهم عليه الدنانير إسماعهم إياه ما يكره ، ورميهم إياه بالحجارة ، إسماعهم إياه كلام قسوة وجفوة . ورميهم إياه بالنبال ، ودعاؤهم عليه في لياليه لظلمة أيامهم فإن أصابه نبل ، أصابته نقمة وسجود الرعية له : حسن الطاعة له . وقذفه إياهم بالنار ، يدل على أنه يدعوهم إلى الضلال . وعمله برأي امرأته ، وقوعه في حرب طويل وذهاب ملكه ، فإن آدم عليه السلام لما أطاع أهله رأى ما رأى . ومخالفته امرأته ، بالضد من ذلك وركوبه الفرس في سلاح : إصابة زيادة في ولايته . وركوبه عقابا مطواعا ، إصابة ملك المشرق والمغرب ، ثم زوال ذلك الملك عنه ، لقصة نمرود ( ألم تر إلى الذي حاج إبراهيم في ربه أن آتاه الله الملك …. الآية ) ـ البقرة 258 .
ومن رأى كأنه يصارع أسدا عظيما فصرعه ، فإنه يغلب ملكا عظيما فإن رأى سلطان أنه قاتل سلطانا آخر ، فصرعه ، فإن المغلوب منهما ينصر على الغالب في اليقظة ويقهره فإن رأى كأنه قعد بنفسه عن الولاية من غير أن يعزل ، فإنه عمل يندم عليه ، لقصة يونس عليه السلام حين ذهب مغاضبا . فإن صرفه غيره فهو ذل وهوان فإن رأى الإمام أنه يمشي فاستقبله بعض العامة فساره في أذنه مات فجأة ، لما حكي أن شداد بن عاد ، لما سار إلى الجنة التي اتخذها ، تلقاه ملك الموت في هيئة بعض العامة ، فأسر في أذنه وقبض روحه فإن رأى للإمام قرنين ، فإنه يملك المشرق والمغرب ، لقصة الإسكندر . فإن رأى الإمام هيئته هيئة السوقة ، أو رأى كأنه يمشي في السوق مع غيره تواضعا ، لم يخل ذلك بسلطانه ،بل زاده قوة ومرض الإمام : دليل ظلمه ، ويصح جسمه في تلك السنة . وموته خلل يقع في مملكته . وحمل الرجال إياه على أعناقهم ، قوة ولايته وضعف دينه ودين رعيته من غير رجاء صلاح . فإن لم يدفن فإن الصلاح يرجى له وتأويل حياة الميت قوة ودولة لعقبه . ورفعة مجلس السلطان ، ارتفاع أمره . واتضاع مجلسه ، فساد أمره. فإن رأى الملك كأن بعض خدمه أطعمه من غير أن رأى مائدة ، لم ينازع في ملكه وطال عمره ، وطاب عيشه إن كان في الطعام دسم . فإن رأى إنسان أن الإمام ولاه من أقاصي أطراف ثغور المسلمين نائبا عنه ، فإنه عز وشرف واسم وذكر وسلطان ، بقدر بعد ذلك الطرف عن موضع الإمام فإن رأى وال أن عهده أتاه ، فهو عزله في الوقت . وكذلك إن نظر في مرآة فهو عزله ، ولا يلبث أن يرى مكانه مثله ، إلا أن يكون منتظرا الولد ، فإنه يصيب حينئذ غلاما . وكذلك لو رأى أنه طلق امرأته ، فإنه يعزل وأما أخذ الإمام أغنام الرعية ظلما ، فهو ظلم أشرافهم .
فإن رأى الملك أنه يهيئ مائدة ويزينها ، فإنه يعانده قوم باغون ، ويشاور فيهم ويظفر بهم . فإن رأى أنه وضع على المائدة طعاما ، فإنه يأتيه رسول في منازعة . فإن كان الطعام حلوا فإنه سرور . وإن كان دسما ، فإن المنازعة بقاء . وإن رفع الحلو وقدم الحامض الدسم ، فإنه خير فيه هم وثبات . فإن كان بغير دسم ، فإنه لا يكون فيه ثبات . فإن طال رفع الطعام ووضعه ، فإنه تطول المنازعة . فإن رأى الإمام أنه تحول عن سلطانه من قبل نفسه ، فإنه يأتي أمرا يندم عليه ، كندامة ذي النون إذ ذهب مغاضبا ( وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين ….) ت الأنبياء : 87 , 88 فإن رأى كأنه يصلي بغير وضوء في موضع لا تجوز فيه الصلاة ، كالمقبرة والمزبلة ، فإنه يطلب ما لا يناله ، أو يلي ولاية بلا جند ومن حمل إلى أمير أو رئيس طعاما ، أصابه حزن ثم أتاه الفرج ، أصاب مالا من حيث لا يرجو . ومن رأى كأنه يجتاز على بعض السلاطين ، أصاب عزا . فإن رأى كأنه دخل عليه ، أصاب غنى وسرورا ودخول الإمام العدل إلى مكان ، نزول الرحمة والعدل على أهل ذلك الموضوع . ومكاشفة الرعية السلطان الجائر ، وهن للسلطان وقوة للرعية والثياب السود للسلطان : زيادة قوته . والبيض زيادة بهاء وخروج من ذنب
. والثياب القطنية ، ظهور الورع منه والتواضع ، وقلة الأعداء ونيل الأمن ما عاش . والثياب الصوف ، كثرة البركة في مملكته ، وظهور الإنصاف والثياب والديباج ظهور أعمال الفراعنة وقبح السير ووضع السلطان والأمير قلنسوته أو حلة قبائه أو منطقته ، توانيه في سلطانه . ولبسه إياها ، قيامه بأسباب سياسته ، ولبسه خفا جديدا ، فوزه بمال أهل الشرك والذمة . وطيرانه بجناح ، قوة له . وسبيه قوما ، نيله مالا من حيث لا يحتسب وفتح بلادهم وظفر بأعدائه ، لقوله تعالى ( فريقا تقتلون وتأسرون فريقا * وأورثكم أرضهم وديارهم ) ـ الأحزاب : 26 , 27 فإن رأى أن الإمام يتبع النبي ،صلى الله عليه وسلم ، فإنه يقفو أثره في سنته . فإن رأى أنه عزل وولي مكانه شيخ ، قوي أمره . وإن ولي مكانه شاب ، ناله في ولايته مكروه من بعض أعدائه . وعزل الوالي في النوم ،ولايته في اليقظة . والجند في النوم ، ملائكة الرحمة ،والعامة ملائكة العذاب . وصاحب الجيش رجل صاحب الرأي والتدبير . ومن رأى أنه ولي الوزارة ، فإنه يقوم بأمر المملكة ورؤية حجاب الأمير قياما ، جدهم في أسباب السياسة . ورؤيتهم قعودا ، توانيهم فيها . وحاجب الملك بشارة ،والقائد رجل النهود ، ومن رأى أنه قائد في الجيش ، نال خيرا . والشرطي ملك الموت ،وقيل : هول وهم
القاضي
فمن رأى كأنه ولي القضاء فعدل فيه ، فإن كان صاحب الرؤيا تاجرا كان متعسفا ، وإن كان سوقيا أوفى الكيل والوزن . فإن رأى أنه يقضي بين الناس ، ولا يحسن أن يقضي ويجور في قضائه ولا يعدل ، فإنه إن كان واليا عزل ، وإن كان مسافرا قطع عليه الطريق ، وإلا تغيرت نعم الله عليه ببلية يبتلى بها . كما يصدق القاضي ما يلفظ به من القول ، فإن رأى قاضيا معروفا ، فهو بمنزلة الحكماء والعلماء . فإن رأى قاضيا معروفا يجور في حكمه ، فإن أهل ذلك الموضع يبخسون في موازينهم وينقصون مكاييلهم . فإن تقدم رجل إلى القاضي فأنصفه ، فإن صاحب الرؤيا ينتصف من خصم له . وإن كان مهموما فرج عنه وإن جار القاضي في حكمه، فإنه إن كانت بينه وبين إنسان خصومة ، فلا ينتصف منه . فإن رأى قاضيا وضع في الميزان فرجح ، فإن له عند الله أجرا وثوابا . وإن شال الميزان ، فإنه يدبر له في معصية . فإن رأى أن القاضي يزن فلوسا أو دراهم رديئة ، فإنه يميل ، ويسمع شهادة الزور ويقضي بها والقاضي المجهول في النوم هو الله تعالى . ومن رأى أنه تحول قاضيا أو حكما أو صالحا أو عالما ، فإنه يصيب رفعة وذكرا حسنا وزهدا وعلما . فإن لم يكن لذلك أهلا ، فإنه يبتلى بأمر باطل ، يقبل قوله فيما ابتلى به ، كما يقبل قول القاضي فيما يحكم به . وقيل : من رأى وجه القاضي مستبشرا طلقا ، فإنه ينال بشرا وسرورا فإن رأى موضع قاض ، نال فزعا وخصومة . وقيل : موضع الحكم والقضاة والمتكلمين والأحكام والمعلمين للسنن والشرائع والفرائض في الرؤيا يدل على اضطراب وحزن وتلف مال كثير في جميع الناس ، وعلى ظهور الأشياء الخفية . ويدل في المرض على البحران . فإن رأى مريض كأنه يقضي له ، فإنه بحرانه يكون إلى خير ويبرأ . فإن رأى المريض كأنه يقضي ع ليه ، فإنه يموت . ومن كان في خصومة فرأى كأنه قاعد في موضع الأحكام ، وانه ا لحاكم ،فإنه لا يغلب وذلك أن الحاكم لا يحكم على نفسه ، لكن على غيره
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////