حسام البدراوى وتصريحات خطيرة جداااا عن الاخوان وخارطة طريق مصر
.
حسام بدراوى: هذه تفاصيل اتفاقاتى مع الإخوان.. وأسرار دعم المخابرات الأمريكية لوصولهم للحكم.. أقول لـ«مبارك»: التاريخ لا يكتب فى لحظة انفعال.. وأقول للمشير طنطاوى: «استمتع بحياتك» وسأنتخب السيسى
كشف الدكتور حسام بدراوى الأمين العام السابق للحزب الوطنى «المنحل» عدة مفاجآت أثبتت أن الرجل لم يزل لديه الكثير، عن الفترة التى حدثت خلالها ثورة 25 يناير، وتسليم الرئيس مبارك للسلطة، وبحكم كونه آخر رجال الحزب الوطنى، الذى تسلمه أثناء غرق سفينة النظام، كان من الطبيعى أن نتوجه بأسئلتنا لأنه سيظل شاهدا، بما فى جعبته عن أحداث هذه الفترة، «اليوم السابع» التقت «بدراوى» وحدثها عن علاقته بالإخوان، وأعضاء لجنة الخمسين، مؤكدا أنه أرسل رأيه إلى لجنة «الخمسين» وعملوا به، وإلى نص الحوار.
فى ظل الأحداث المتواترة فى الشارع المصرى، كيف ترى الوضع الآن؟
- على أى حال مصر الآن أفضل من الوضع فى زمن الإخوان، حيث كانوا يتحكمون فى جميع السلطات، وجميع مؤسسات الدولة التنفيذية وأقصوا الآخرين، ووصلت مصر إلى أدنى مستوى اقتصادى، وإلى أعلى مستويات بطالة، وإلى أقل مستوى من الاحتياطى فى البنك المركزى، وإلى توقف فى خدمة المواطنين، وأزمات فى الطاقة.
ما رأيك فى الدستور الجديد؟ وبماذا ستصوت عليه؟
- قرأت الدستور وأعدت قراءته، وعدت إلى أوراقى، وبالقطع أوافق عليه، وأدعو الناس أن تبدى رأيها بالإيجاب فيه، بالرغم من أنه لدى تحفظات على بعض الأشياء، إلا أنه فى المجمل دستور يتكلم عن حقوق المواطنين، ويضع أساسا يحترم فيه تعددية الشعب المصرى، ويحترم ثقافات الشعب المصرى المختلفة، والقضية فى النهاية ليست امتلاك مواد دستورية جيدة قدر كيفية تطبيق تلك المواد، وبالرغم من كل الضغوط التى تمت ممارستها على لجنة الخمسين من أشخاص لا ينتظروا النتائج، إلا أنها وضعت دستورا يستحق الموافقة عليه.
ما الفرق بين الدستور الجديد ودستور 1971؟
- دستور 71 كان جيدا، ولكن كان ينقصه أشياء، مثل تداول السلطة، ومحاسبة رئيس الجمهورية، كما عابه تغول السلطة التنفيذية على باقى السلطات الأخرى، وهو ما عالجه الدستور الجديد.
هل وجدت من يمثلك داخل لجنة الخمسين؟
- بالطبع كان هناك تنوع ممثل للشعب، غير أننى وضعت آرائى فى خطاب وأرسلته للجنة الخمسين وأعضائها ورئيسها، فبالتالى شاركت برأيى من خلال خبرتى السياسية، وكان من بين تلك الآراء، حق المواطنة المصرية فى أن يحوز أولادها الجنسية بدلا من أن ينظمه قانون يكون حقا دستوريا، وهو ما وجدته بالدستور الجديد، وهناك أشياء أخرى لم أجدها، ولكنها متاحة مثل إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، وكذلك إجراء الانتخابات بالنظام الفردى وهو ما أتاحه الدستور.
كيف ترى حزب النور الذى أثار الجدل بمواقفه فى الفترة الأخيرة؟
- موقفهم بالمشاركة فى الاستفتاء ودعوتهم للتصويت عليه بنعم شىء إيجابى، وأحييهم على هذا، وتصرفهم داخل لجنة الخمسين سياسى وليس دينيا، وعلى الدولة أن تطبق الإطار الدستورى على الأحزاب الدينية.
كيف ترى الفرق بينهم وبين الإخوان؟
- مواقف الدعوة السلفية واضحة واختلافاتنا معهم واضحة، لكن الإخوان يخدعون ويكذبون، ويتفقون ثم يتراجعون عن اتفاقهم.
هل اتفق الإخوان معك وخانوك؟
- نعم، قبل يناير كانت تجمعنى بهم علاقة ود، وكنت أرى أن لهم حقا سياسيا فى التواجد، طالما يحترمون القانون، وبعد ذلك وضعوا مادة بالدستور لإقصائى سياسيا، ومنعى من ممارسة حياتى السياسية.
هل تتذكر آخر مرة تواصل فيها الإخوان المسلمين معك؟
- كان ذلك نهاية 2010، حدثنى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وكان الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، وكانت هناك دعوة شديدة لنقل مقر الأطباء العرب من مصر لتونس، وقال لى هناك جمعية عامة وهناك أفراد قادمون من سوريا وفلسطين، وممنوعون من الدخول لأسباب سياسية، وأصواتهم ستكون مع بقاء النقابة فى مصر، فتحدثت مع جهات الدولة المختلفة وأقنعتها بدخولهم.
هل ينتمى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لجماعة الإخوان؟
- بالطبع، إخوانى أصيل.
على الجانب الآخر، هناك دعوات كثيرة من شأنها تعطيل الاستفتاء على الدستور، كيف ترى ذلك؟
- هناك فرق كبير بين حرية إبداء الرأى وارتكاب الجريمة، فمن حق أى شخص أن يبدى برأى مخالف لى، ولكن الخروج على القانون ليس ملك أحد، والتخويف والترهيب والاعتداء ليس سياسة ولكنه خروج على القانون وممارسة إرهاب، وعلى الدولة أن تواجه المخربين بالقانون، والواقع يجعل لدى انطباع بأن جماعة الإخوان المسلمين توقف مسيرة الديمقراطية فى مصر، وإن كان هذا الانطباع صحيحا على الدولة أن تثبته أمام القضاء، وأنا ضد جماعة الإخوان سياسيا، ولكنى ضد الجريمة بشكل أكبر.
فى نفس السياق، كيف ترى خطابات أنصار الإخوان المحرضة على العنف؟
- من يدعو للعنف يجب محاكمته، ولكن يجب إثبات جريمته أولا، وأرى خطابات قيادات الإخوان أو المناصرين لهم عبارة عن «فرفرة» وجهل بقيمة مصر وعدم احترام لأغلبية الشعب المصرى، وعلى الدولة أن تجمع الأدلة الكافية لمحاكمتهم، لأن الدولة القوية هى التى تستطيع جمع الأدلة التى تعاقب المخطئين.
كيف ترى محاولاتهم لتعطيل الدراسة بالجامعات؟
- تعطيل مسيرة التعليم والاعتداء على المنشآت الجامعية والاعتداء على المدرسين الجامعيين جرائم، ويجب تطبيق القانون داخل الجامعات، والطالب الذى لا يحضر الامتحان لابد أن يرسب.
الانتخابات البرلمانية تعد نقطة أخرى بارزة على جدول خارطة الطريق، أى نظام تفضل أن تجرى به؟ وما تصورك لملامح البرلمان القادم؟
- النظام الفردى أنسب للمرحلة الحالية، ولدى تخوف شديد، أن تتحكم الأقلية المنظمة فى البرلمان، فى الأغلبية التى ليس لها التزامات حزبية، الأغلبية البرلمانية داخل البرلمان تحتاج لعمل جاد حتى تسيطر على الأمور، فى البرلمان الإنجليزى أم الديمقراطيات، هناك شىء اسمه «الكرباج» للم الشمل، وكذلك التحفيز، وهذا يحتاج قوة وعملا جادا ومالا، وهذا صعب بناؤه فى شهور، وهو ما يقلقنى.
هل ستحصد الأحزاب السياسية المدنية أغلبية فى البرلمان القادم؟
- ليس هناك أحزاب سياسية لها ثقل فى الشارع، لأن الحزب ليس فكرة فقط، الأحزاب تنظيم فى الشارع، وعليها أن تدق الباب فى القرية والمركز، وتدفع المواطنين لإبداء الرأى، والأحزاب الموجودة لديها آراء جيدة وتمثل توجهات، ولكن ليس لها ثقل فى الشارع يضمن لها أغلبية فى البرلمان. مما سيجعل الأقلية المنظمة ذات التنظيم تحصد الأصوات، ويتحول حكم الأغلبية إلى حكم الأقلية المنظمة.
من تقصد بالأقلية المنظمة؟
- الإسلام السياسى، المتمثل فى الإخوان، ولو كانت الانتخابات بالقائمة، سيكون لهم دور فى البرلمان، و%20 منظمة أقوى من %80 مشرذمة بلا قيادة، والأقلية المنظمة تفرض رأيها.
بمناسبة الحديث حول الأحزاب، ما ثقل حزب الاتحاد الذى قمت بتأسيسه فى الشارع؟
- حزبى كان له هدف واضح بعد أحداث يناير، أن يكون له تمثيل داخل البرلمان يسمح له بمعرفة ما يحدث وقتها، وكان لنا ثلاثة نواب داخل البرلمان، ولكن الحزب يقرر الآن موقفه من الانتخابات البرلمانية القادمة.
هل يتواصل حزب الاتحاد مع القوى المدنية الأخرى؟ وكذلك أعضاء الحزب الوطنى المنحل؟
- بالطبع نتواصل مع أغلب الأحزاب، وكذلك مع أعضاء الحزب الوطنى كأفراد، لأن عددا كبيرا منهم يتصل بى فى المناسبات، وعلى فكرة أغلب الأحزاب دعت أعضاء من الوطنى للدخول لها، وبالفعل كثير منهم اندمجوا مع تلك الأحزاب.
هل هناك ثمة تواصل بينك وبين نشطاء الثورة؟
- أتواصل معهم أحيانا، وتزورنى مجموعات من الشباب من مختلف المحافظات والجماعات، ليطلبوا مشورتى ونصائحى، وأتواصل مع القوى المدنية والأحزاب، ولا أفرض نفسى، وأقول لهم إن الثورات تغير واقعا، لكن بناء المستقبل يحتاج للعلم، والعمل والخبرة والحكمة والمعرفة.
فى رأيك، ما الفرق بين 25 يناير و30 يونيو؟
- 30 يونيو أكثر تلقائية، وضمت مجموعات أكثر من شعب مصر، وكانت ضد حكم الإخوان فلم يستطيعوا ركوبها كما فعلوا فى يناير، كذلك كانت الشرطة معهم وليست فى الطرف الآخر، ولم يكن بها عنف ولا هروب من السجون ولا استيلاء على أسلحة إلا أنه فى الحالتين كان رغبة المصريين فى الانتقال لمرحلة جديدة لها كرامة أكبر وفيها احترام.
هل خطط الإخوان خلال أحداث يناير لافتعال أحداث تتصادم مع الأمن وتأجج الأمور فى الشارع؟
- تحليلى للأمور وقتها، يدفعنى بأن أقول «ذلك حدث بالفعل»، لأنه كلما كانت الأمور تأخذ شكلا مستقرا، يقوموا باستنفار الشعب، فضلا عن أن موقعة الجمل، والهجوم على كل السجون فى وقت واحد، وكذلك الهجوم على أقسام الشرطة، والاستيلاء على الأسلحة، ودخول عناصر مسلحة إلى داخل البلاد، لم يقم به شباب يناير، ولكن تم ذلك بإجراءات تنظيمية لجماعات مثل الإخوان المسلمين، وهذا مجرد تحليل لى، يجب أن تثبته الدولة.
من خلال تحليلك للأحداث وقتها، هل شارك الإخوان فى موقعة الجمل؟
- دائما أقول «ابحث عن المستفيد»، موقعة الجمل تلت خطاب الرئيس الأسبق مبارك، الذى تعاطف الشعب معه فيه، فبالعقل والمنطق، الموقعة ضده وضد الحزب الحاكم، فى 25 يناير، كل القوى العالمية والمخابرات العالمية دخلت علينا، وبالقطع كل مجموعة كانت تحرك من تستطيع تحريكه لمصالحها الشخصية، مثلما حركت الإخوان الأمور لصالحها، والمخابرات الأمريكية كان لها دور كبير فى دعم الإخوان.
كيف رأيت تنحى مبارك وقتها، وتسليم السلطة إلى المجلس العسكرى؟
- كانت وجهة نظرى أننا أمام فرصة لانتهاء حكم الرئيس الأسبق مبارك، والانتقال فى إطار شرعى ودستورى لمرحلة سياسية جديدة بدون الدخول فى ثلاث سنوات من الفوضى، وهذا ما نصحت به، وكان لا يجوز إلغاء الدستور وقت الاختلاف، لأنه تم وضع الدستور لتنظيم الاختلاف، ولكن على كل حال لم يكن للشعب أن يكشف هزلية وضعف الكفاءة السياسية للإخوان، إلا لو كانوا جاءوا إلى الحكم، فهناك مميزات للخطأ، ولو كنت أمينا عاما للحزب الوطنى قبل إشغالى له بعامين، لما قامت ثورة يناير، لتنفيذى ما يتطلبه الشعب.
هل وضع المجلس العسكرى الإخوان فى الحسبان وقتها؟
- بالفعل حدث، وأى جهة مخابراتية وقتها كانت تعلم أن الإخوان هى المسؤولة عن تنظيم الأحداث فى الشارع، وحضورى لاجتماع جمع بين نائب الرئيس عمر سليمان ومحمد مرسى وهو هارب من السجن، وضع العديد من علامات الاستفهام.
ما الموقف الدستورى لتسليم السلطة للمجلس العسكرى؟
- تسليم السلطة للمجلس العسكرى غير موجود بالدستور فى يناير، ولكن حسب الدستور كان يجب تسليم السلطة لنائب الرئيس، ولكن ما حدث استدعى إلغاء الدستور.
ماذا تقول الآن للمشير طنطاوى؟
- أقول له: «أرجو أن تستمتع بحياتك مع أسرتك الآن».
كيف رأيت محاكمة مبارك خلال عهد المجلس العسكرى؟
- حكم المحكمة فى النهاية هو الفيصل، ولكن التهم التى وجهها الشعب له وقتها، لم أرها، ولم أر أنه حرض على القتل، وهو رأى وقتها أنه لا يستحق ذلك.
لو طلبت منك توجيه رسالة للرئيس مبارك، ماذا تقول له؟
- أقول له «التاريخ لا يكتب فى لحظة الانفعال، ولكن سيكتب بعد سنين».
هل تتواصل مع أسرة مبارك الآن، وهل زرت مبارك بالمستشفى؟
- لا أتواصل معهم الآن، ولم أزر مبارك بالمستشفى.
كيف رأيت الحكم ببراءة جمال وعلاء مبارك والفريق شفيق فى قضية أرض الطيارين؟
- أرى أن الظروف السياسية، تدفع المجتمع لاتهامات غير حقيقية، وأثق فى القضاء المصرى.
البعض يسأل، أين أموال الحزب الوطنى المنحل؟
- العقل والقانون، يقول إن أموال الحزب الوطنى رجعت للدولة.
هل حرقت كل ملفات الحزب الوطنى؟
- لدى كل الملفات السياسية الخاصة بجهود الحزب، ومحتفظ بها، والناس بتطلبها، ومحتفظ بكل الشغل الأكاديمى والسياسى، وهذا ليس ملكى، ولكنه ملك مصر.
كيف ترى كلمة «فلول» التى يطلقونها على أعضاء الحزب الوطنى المنحل؟
- فقدت معناها، الفلول الآن هم الإخوان، لأن الفلول تعنى الفريق المنهزم.
التسريبات الأخيرة التى كشفت عن العلاقة بين الإخوان وأمريكا، أوحت للبعض أن مرسى جاء للحكم ضمن صفقة، ما رأيك؟
- لا أعرف، ولكن كان للخارج دور فى أن يحكم الإخوان مصر.
ما شعورك حينما شاهدت مرسى فى قفص الاتهام؟
- قلت: «إن دامت لغيرك ما كنتش جت»، ولم أتوقع أن يحدث ما حدث خلال سنة واحدة، ولكن الشعب المصرى بجينات الحضارة انتفض ضد الغباء السياسى والمستوى المتدنى من إدارة الدولة، وهو ما لم تستطع أى دولة فى العالم القيام به.
كيف ترى تصرفات «مرسى» والقيادات المحبوسة داخل القفص خلال محاكمتهم؟
- تصرفاتهم تحتاج لتحليل نفسى، وأقول لهم «يكفى ذلك، لأن الزمن تحرك».
على الجانب الآخر، ما رسالتك لمن يقول إن 30 يونيو «انقلاب»؟
- الانقلاب حسب قواعد التعريفات العالمية، أن جزءا من الحكومة يقوم بالانقلاب على الشرعية ويستولى على الحكم، ولكن لأول مرة فى التاريخ، يقول الشعب إنه فى يوم 30 يونيو سنخرج على الحكومة، وعدد الملايين التى خرجت، والشريحة الاجتماعية التى ثارت، خرجت لتعبر عن رفض الإخوان وحكمهم، وأيدتها القوات المسلحة، إذن هذا ليس انقلابا، ولكن تعبير شعبى محترم سانده القوات المسلحة، كما سانده أيام يناير.
كيف ترى مواقف الدكتور محمد البرادعى؟
- دعمت الدكتور البرادعى فى الوقت الذى هاجمه فيه كل الناس، قبل يناير، ولم يعجبنى سياسيا موقفه من الانسحاب من الحكومة، وتعطيله إنهاء الفوضى والإرهاب.
كيف تريد المرحلة القادمة سياسيا؟ وهل أنت متفائل؟
- هدف السياسة هو إسعاد المواطنين وليس الجدل حول الكلمات أو الدفاع عن المواقف بغض النظر عن الحقيقة، والساسة المحترمون يتفقون ويختلفون حول أساليب تطبيق سياسات ترفع مستوى المواطن فى حياته وتعليم أولاده وتدريب كوادره ورعايتهم صحيا، ومواصلات عامة تحترم آدميته وضمانات ليس لدعم فقرائه ولكن لتوفير فرص خروجهم من دائرة الفقر، ليس المطلوب هو رؤية وسياسة فقط، فهى متاحة، لكن القضية الرئيسية هى مواجهة تحديات التطبيق التى تستلزم شجاعة فى المواجهة، وقدرة على إقناع المواطنين ومشاركتهم، وهو العمل الرئيسى للسياسيين، وأنا متفائل لأنه لا يوجد أدنى مما كنا فيه تحت حكم الإخوان، ولأن الشعب المصرى يحمل جينات حضارة ستجعله يرفض الهدم، ويعى أهمية الاستقرار والبناء.
ما اقتراحاتك للحكومة؟
- المطلوب ليس حكومة تحاول إرضاء الأقليات ذات الصوت العالى، أو التى تهدد وتتوعد المجتمع، ولكن حكومة تحافظ على حقوق شباب الوطن فى المستقبل. فتثبيت عمالة لا احتياج لها أو صرف أرباح لشركات خاسرة ليس حلا ولكنه خلق مشاكل لمستقبل البلاد، الحل هو خلق فرص عمل جديدة تستوعب هذه العمالة، الحلول فى جذب الاستثمار وتحقيق الأرباح وسداد الضرائب.
هل لديك من الأفكار ما يرتقى بمنظومتى التعليم والصحة؟
- بالطبع هناك رؤية موجودة، ولكن هناك تحديات فى التطبيق، لأنه لم يتم مشاركة المجتمع فيها، والمفترض تنفيذها على مراحل، مما يتطلب تشريعات تحمى تلك الخطوات، ومن هنا الشعب يشعر بطفرة فى التغيير، فتثق فيك وتساعدك فيما هو قادم، وإشغال المستشفيات %42، ولكن هناك ازدحام وتكدس فى عدد قليل من المستشفيات والباقى لا يعمل، والحكومة
مشغولة بالحاضر والماضى ولا تنظر للمستقبل، ونحن فى جدل مستمر ليس له علاقة بالواقع.
وماذا بشأن الحد الأدنى والأقصى للأجور؟
- أؤيده وهو حق للعمال، ولكن يجب أن يكون بجانبه حق العمل، ومن يطالب بالحد الأدنى والأقصى، يجب أن يعمل عدد ساعات عمله، لو بيدى تطبيق الحد الأدنى للأجور لطبقته بالساعة، بحيث من لا يعمل لا يأخذ.
من تتوقع أن يكون رئيسا لمصر؟
- الفريق عبدالفتاح السيسى هو من لديه شعبية كبيرة ويستطيع تجميع الشعب، ونحن فى لحظة نحتاج أن تتوحد الناس وتتجمع ولا تتفرق، ولو ترشح السيسى فى الانتخابات الرئاسية القادمة سأنتخبه، وأنا رأيته كبطل، ولكنى أريد أن أراه كرئيس منمٍ للاقتصاد، وأريد آراءه فى العلم والصحة والدعم والعلاقات الخارجية، لأن انتقاله من العمل كوزير للدفاع للعمل كرئيس سيعرضه للنقد والتحليل، والحب وقتها لن يكون كافياً.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
كشف الدكتور حسام بدراوى الأمين العام السابق للحزب الوطنى «المنحل» عدة مفاجآت أثبتت أن الرجل لم يزل لديه الكثير، عن الفترة التى حدثت خلالها ثورة 25 يناير، وتسليم الرئيس مبارك للسلطة، وبحكم كونه آخر رجال الحزب الوطنى، الذى تسلمه أثناء غرق سفينة النظام، كان من الطبيعى أن نتوجه بأسئلتنا لأنه سيظل شاهدا، بما فى جعبته عن أحداث هذه الفترة، «اليوم السابع» التقت «بدراوى» وحدثها عن علاقته بالإخوان، وأعضاء لجنة الخمسين، مؤكدا أنه أرسل رأيه إلى لجنة «الخمسين» وعملوا به، وإلى نص الحوار.
فى ظل الأحداث المتواترة فى الشارع المصرى، كيف ترى الوضع الآن؟
- على أى حال مصر الآن أفضل من الوضع فى زمن الإخوان، حيث كانوا يتحكمون فى جميع السلطات، وجميع مؤسسات الدولة التنفيذية وأقصوا الآخرين، ووصلت مصر إلى أدنى مستوى اقتصادى، وإلى أعلى مستويات بطالة، وإلى أقل مستوى من الاحتياطى فى البنك المركزى، وإلى توقف فى خدمة المواطنين، وأزمات فى الطاقة.
ما رأيك فى الدستور الجديد؟ وبماذا ستصوت عليه؟
- قرأت الدستور وأعدت قراءته، وعدت إلى أوراقى، وبالقطع أوافق عليه، وأدعو الناس أن تبدى رأيها بالإيجاب فيه، بالرغم من أنه لدى تحفظات على بعض الأشياء، إلا أنه فى المجمل دستور يتكلم عن حقوق المواطنين، ويضع أساسا يحترم فيه تعددية الشعب المصرى، ويحترم ثقافات الشعب المصرى المختلفة، والقضية فى النهاية ليست امتلاك مواد دستورية جيدة قدر كيفية تطبيق تلك المواد، وبالرغم من كل الضغوط التى تمت ممارستها على لجنة الخمسين من أشخاص لا ينتظروا النتائج، إلا أنها وضعت دستورا يستحق الموافقة عليه.
ما الفرق بين الدستور الجديد ودستور 1971؟
- دستور 71 كان جيدا، ولكن كان ينقصه أشياء، مثل تداول السلطة، ومحاسبة رئيس الجمهورية، كما عابه تغول السلطة التنفيذية على باقى السلطات الأخرى، وهو ما عالجه الدستور الجديد.
هل وجدت من يمثلك داخل لجنة الخمسين؟
- بالطبع كان هناك تنوع ممثل للشعب، غير أننى وضعت آرائى فى خطاب وأرسلته للجنة الخمسين وأعضائها ورئيسها، فبالتالى شاركت برأيى من خلال خبرتى السياسية، وكان من بين تلك الآراء، حق المواطنة المصرية فى أن يحوز أولادها الجنسية بدلا من أن ينظمه قانون يكون حقا دستوريا، وهو ما وجدته بالدستور الجديد، وهناك أشياء أخرى لم أجدها، ولكنها متاحة مثل إجراء الانتخابات الرئاسية قبل البرلمانية، وكذلك إجراء الانتخابات بالنظام الفردى وهو ما أتاحه الدستور.
كيف ترى حزب النور الذى أثار الجدل بمواقفه فى الفترة الأخيرة؟
- موقفهم بالمشاركة فى الاستفتاء ودعوتهم للتصويت عليه بنعم شىء إيجابى، وأحييهم على هذا، وتصرفهم داخل لجنة الخمسين سياسى وليس دينيا، وعلى الدولة أن تطبق الإطار الدستورى على الأحزاب الدينية.
كيف ترى الفرق بينهم وبين الإخوان؟
- مواقف الدعوة السلفية واضحة واختلافاتنا معهم واضحة، لكن الإخوان يخدعون ويكذبون، ويتفقون ثم يتراجعون عن اتفاقهم.
هل اتفق الإخوان معك وخانوك؟
- نعم، قبل يناير كانت تجمعنى بهم علاقة ود، وكنت أرى أن لهم حقا سياسيا فى التواجد، طالما يحترمون القانون، وبعد ذلك وضعوا مادة بالدستور لإقصائى سياسيا، ومنعى من ممارسة حياتى السياسية.
هل تتذكر آخر مرة تواصل فيها الإخوان المسلمين معك؟
- كان ذلك نهاية 2010، حدثنى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح وكان الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب، وكانت هناك دعوة شديدة لنقل مقر الأطباء العرب من مصر لتونس، وقال لى هناك جمعية عامة وهناك أفراد قادمون من سوريا وفلسطين، وممنوعون من الدخول لأسباب سياسية، وأصواتهم ستكون مع بقاء النقابة فى مصر، فتحدثت مع جهات الدولة المختلفة وأقنعتها بدخولهم.
هل ينتمى الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح لجماعة الإخوان؟
- بالطبع، إخوانى أصيل.
على الجانب الآخر، هناك دعوات كثيرة من شأنها تعطيل الاستفتاء على الدستور، كيف ترى ذلك؟
- هناك فرق كبير بين حرية إبداء الرأى وارتكاب الجريمة، فمن حق أى شخص أن يبدى برأى مخالف لى، ولكن الخروج على القانون ليس ملك أحد، والتخويف والترهيب والاعتداء ليس سياسة ولكنه خروج على القانون وممارسة إرهاب، وعلى الدولة أن تواجه المخربين بالقانون، والواقع يجعل لدى انطباع بأن جماعة الإخوان المسلمين توقف مسيرة الديمقراطية فى مصر، وإن كان هذا الانطباع صحيحا على الدولة أن تثبته أمام القضاء، وأنا ضد جماعة الإخوان سياسيا، ولكنى ضد الجريمة بشكل أكبر.
فى نفس السياق، كيف ترى خطابات أنصار الإخوان المحرضة على العنف؟
- من يدعو للعنف يجب محاكمته، ولكن يجب إثبات جريمته أولا، وأرى خطابات قيادات الإخوان أو المناصرين لهم عبارة عن «فرفرة» وجهل بقيمة مصر وعدم احترام لأغلبية الشعب المصرى، وعلى الدولة أن تجمع الأدلة الكافية لمحاكمتهم، لأن الدولة القوية هى التى تستطيع جمع الأدلة التى تعاقب المخطئين.
كيف ترى محاولاتهم لتعطيل الدراسة بالجامعات؟
- تعطيل مسيرة التعليم والاعتداء على المنشآت الجامعية والاعتداء على المدرسين الجامعيين جرائم، ويجب تطبيق القانون داخل الجامعات، والطالب الذى لا يحضر الامتحان لابد أن يرسب.
الانتخابات البرلمانية تعد نقطة أخرى بارزة على جدول خارطة الطريق، أى نظام تفضل أن تجرى به؟ وما تصورك لملامح البرلمان القادم؟
- النظام الفردى أنسب للمرحلة الحالية، ولدى تخوف شديد، أن تتحكم الأقلية المنظمة فى البرلمان، فى الأغلبية التى ليس لها التزامات حزبية، الأغلبية البرلمانية داخل البرلمان تحتاج لعمل جاد حتى تسيطر على الأمور، فى البرلمان الإنجليزى أم الديمقراطيات، هناك شىء اسمه «الكرباج» للم الشمل، وكذلك التحفيز، وهذا يحتاج قوة وعملا جادا ومالا، وهذا صعب بناؤه فى شهور، وهو ما يقلقنى.
هل ستحصد الأحزاب السياسية المدنية أغلبية فى البرلمان القادم؟
- ليس هناك أحزاب سياسية لها ثقل فى الشارع، لأن الحزب ليس فكرة فقط، الأحزاب تنظيم فى الشارع، وعليها أن تدق الباب فى القرية والمركز، وتدفع المواطنين لإبداء الرأى، والأحزاب الموجودة لديها آراء جيدة وتمثل توجهات، ولكن ليس لها ثقل فى الشارع يضمن لها أغلبية فى البرلمان. مما سيجعل الأقلية المنظمة ذات التنظيم تحصد الأصوات، ويتحول حكم الأغلبية إلى حكم الأقلية المنظمة.
من تقصد بالأقلية المنظمة؟
- الإسلام السياسى، المتمثل فى الإخوان، ولو كانت الانتخابات بالقائمة، سيكون لهم دور فى البرلمان، و%20 منظمة أقوى من %80 مشرذمة بلا قيادة، والأقلية المنظمة تفرض رأيها.
بمناسبة الحديث حول الأحزاب، ما ثقل حزب الاتحاد الذى قمت بتأسيسه فى الشارع؟
- حزبى كان له هدف واضح بعد أحداث يناير، أن يكون له تمثيل داخل البرلمان يسمح له بمعرفة ما يحدث وقتها، وكان لنا ثلاثة نواب داخل البرلمان، ولكن الحزب يقرر الآن موقفه من الانتخابات البرلمانية القادمة.
هل يتواصل حزب الاتحاد مع القوى المدنية الأخرى؟ وكذلك أعضاء الحزب الوطنى المنحل؟
- بالطبع نتواصل مع أغلب الأحزاب، وكذلك مع أعضاء الحزب الوطنى كأفراد، لأن عددا كبيرا منهم يتصل بى فى المناسبات، وعلى فكرة أغلب الأحزاب دعت أعضاء من الوطنى للدخول لها، وبالفعل كثير منهم اندمجوا مع تلك الأحزاب.
هل هناك ثمة تواصل بينك وبين نشطاء الثورة؟
- أتواصل معهم أحيانا، وتزورنى مجموعات من الشباب من مختلف المحافظات والجماعات، ليطلبوا مشورتى ونصائحى، وأتواصل مع القوى المدنية والأحزاب، ولا أفرض نفسى، وأقول لهم إن الثورات تغير واقعا، لكن بناء المستقبل يحتاج للعلم، والعمل والخبرة والحكمة والمعرفة.
فى رأيك، ما الفرق بين 25 يناير و30 يونيو؟
- 30 يونيو أكثر تلقائية، وضمت مجموعات أكثر من شعب مصر، وكانت ضد حكم الإخوان فلم يستطيعوا ركوبها كما فعلوا فى يناير، كذلك كانت الشرطة معهم وليست فى الطرف الآخر، ولم يكن بها عنف ولا هروب من السجون ولا استيلاء على أسلحة إلا أنه فى الحالتين كان رغبة المصريين فى الانتقال لمرحلة جديدة لها كرامة أكبر وفيها احترام.
هل خطط الإخوان خلال أحداث يناير لافتعال أحداث تتصادم مع الأمن وتأجج الأمور فى الشارع؟
- تحليلى للأمور وقتها، يدفعنى بأن أقول «ذلك حدث بالفعل»، لأنه كلما كانت الأمور تأخذ شكلا مستقرا، يقوموا باستنفار الشعب، فضلا عن أن موقعة الجمل، والهجوم على كل السجون فى وقت واحد، وكذلك الهجوم على أقسام الشرطة، والاستيلاء على الأسلحة، ودخول عناصر مسلحة إلى داخل البلاد، لم يقم به شباب يناير، ولكن تم ذلك بإجراءات تنظيمية لجماعات مثل الإخوان المسلمين، وهذا مجرد تحليل لى، يجب أن تثبته الدولة.
من خلال تحليلك للأحداث وقتها، هل شارك الإخوان فى موقعة الجمل؟
- دائما أقول «ابحث عن المستفيد»، موقعة الجمل تلت خطاب الرئيس الأسبق مبارك، الذى تعاطف الشعب معه فيه، فبالعقل والمنطق، الموقعة ضده وضد الحزب الحاكم، فى 25 يناير، كل القوى العالمية والمخابرات العالمية دخلت علينا، وبالقطع كل مجموعة كانت تحرك من تستطيع تحريكه لمصالحها الشخصية، مثلما حركت الإخوان الأمور لصالحها، والمخابرات الأمريكية كان لها دور كبير فى دعم الإخوان.
كيف رأيت تنحى مبارك وقتها، وتسليم السلطة إلى المجلس العسكرى؟
- كانت وجهة نظرى أننا أمام فرصة لانتهاء حكم الرئيس الأسبق مبارك، والانتقال فى إطار شرعى ودستورى لمرحلة سياسية جديدة بدون الدخول فى ثلاث سنوات من الفوضى، وهذا ما نصحت به، وكان لا يجوز إلغاء الدستور وقت الاختلاف، لأنه تم وضع الدستور لتنظيم الاختلاف، ولكن على كل حال لم يكن للشعب أن يكشف هزلية وضعف الكفاءة السياسية للإخوان، إلا لو كانوا جاءوا إلى الحكم، فهناك مميزات للخطأ، ولو كنت أمينا عاما للحزب الوطنى قبل إشغالى له بعامين، لما قامت ثورة يناير، لتنفيذى ما يتطلبه الشعب.
هل وضع المجلس العسكرى الإخوان فى الحسبان وقتها؟
- بالفعل حدث، وأى جهة مخابراتية وقتها كانت تعلم أن الإخوان هى المسؤولة عن تنظيم الأحداث فى الشارع، وحضورى لاجتماع جمع بين نائب الرئيس عمر سليمان ومحمد مرسى وهو هارب من السجن، وضع العديد من علامات الاستفهام.
ما الموقف الدستورى لتسليم السلطة للمجلس العسكرى؟
- تسليم السلطة للمجلس العسكرى غير موجود بالدستور فى يناير، ولكن حسب الدستور كان يجب تسليم السلطة لنائب الرئيس، ولكن ما حدث استدعى إلغاء الدستور.
ماذا تقول الآن للمشير طنطاوى؟
- أقول له: «أرجو أن تستمتع بحياتك مع أسرتك الآن».
كيف رأيت محاكمة مبارك خلال عهد المجلس العسكرى؟
- حكم المحكمة فى النهاية هو الفيصل، ولكن التهم التى وجهها الشعب له وقتها، لم أرها، ولم أر أنه حرض على القتل، وهو رأى وقتها أنه لا يستحق ذلك.
لو طلبت منك توجيه رسالة للرئيس مبارك، ماذا تقول له؟
- أقول له «التاريخ لا يكتب فى لحظة الانفعال، ولكن سيكتب بعد سنين».
هل تتواصل مع أسرة مبارك الآن، وهل زرت مبارك بالمستشفى؟
- لا أتواصل معهم الآن، ولم أزر مبارك بالمستشفى.
كيف رأيت الحكم ببراءة جمال وعلاء مبارك والفريق شفيق فى قضية أرض الطيارين؟
- أرى أن الظروف السياسية، تدفع المجتمع لاتهامات غير حقيقية، وأثق فى القضاء المصرى.
البعض يسأل، أين أموال الحزب الوطنى المنحل؟
- العقل والقانون، يقول إن أموال الحزب الوطنى رجعت للدولة.
هل حرقت كل ملفات الحزب الوطنى؟
- لدى كل الملفات السياسية الخاصة بجهود الحزب، ومحتفظ بها، والناس بتطلبها، ومحتفظ بكل الشغل الأكاديمى والسياسى، وهذا ليس ملكى، ولكنه ملك مصر.
كيف ترى كلمة «فلول» التى يطلقونها على أعضاء الحزب الوطنى المنحل؟
- فقدت معناها، الفلول الآن هم الإخوان، لأن الفلول تعنى الفريق المنهزم.
التسريبات الأخيرة التى كشفت عن العلاقة بين الإخوان وأمريكا، أوحت للبعض أن مرسى جاء للحكم ضمن صفقة، ما رأيك؟
- لا أعرف، ولكن كان للخارج دور فى أن يحكم الإخوان مصر.
ما شعورك حينما شاهدت مرسى فى قفص الاتهام؟
- قلت: «إن دامت لغيرك ما كنتش جت»، ولم أتوقع أن يحدث ما حدث خلال سنة واحدة، ولكن الشعب المصرى بجينات الحضارة انتفض ضد الغباء السياسى والمستوى المتدنى من إدارة الدولة، وهو ما لم تستطع أى دولة فى العالم القيام به.
كيف ترى تصرفات «مرسى» والقيادات المحبوسة داخل القفص خلال محاكمتهم؟
- تصرفاتهم تحتاج لتحليل نفسى، وأقول لهم «يكفى ذلك، لأن الزمن تحرك».
على الجانب الآخر، ما رسالتك لمن يقول إن 30 يونيو «انقلاب»؟
- الانقلاب حسب قواعد التعريفات العالمية، أن جزءا من الحكومة يقوم بالانقلاب على الشرعية ويستولى على الحكم، ولكن لأول مرة فى التاريخ، يقول الشعب إنه فى يوم 30 يونيو سنخرج على الحكومة، وعدد الملايين التى خرجت، والشريحة الاجتماعية التى ثارت، خرجت لتعبر عن رفض الإخوان وحكمهم، وأيدتها القوات المسلحة، إذن هذا ليس انقلابا، ولكن تعبير شعبى محترم سانده القوات المسلحة، كما سانده أيام يناير.
كيف ترى مواقف الدكتور محمد البرادعى؟
- دعمت الدكتور البرادعى فى الوقت الذى هاجمه فيه كل الناس، قبل يناير، ولم يعجبنى سياسيا موقفه من الانسحاب من الحكومة، وتعطيله إنهاء الفوضى والإرهاب.
كيف تريد المرحلة القادمة سياسيا؟ وهل أنت متفائل؟
- هدف السياسة هو إسعاد المواطنين وليس الجدل حول الكلمات أو الدفاع عن المواقف بغض النظر عن الحقيقة، والساسة المحترمون يتفقون ويختلفون حول أساليب تطبيق سياسات ترفع مستوى المواطن فى حياته وتعليم أولاده وتدريب كوادره ورعايتهم صحيا، ومواصلات عامة تحترم آدميته وضمانات ليس لدعم فقرائه ولكن لتوفير فرص خروجهم من دائرة الفقر، ليس المطلوب هو رؤية وسياسة فقط، فهى متاحة، لكن القضية الرئيسية هى مواجهة تحديات التطبيق التى تستلزم شجاعة فى المواجهة، وقدرة على إقناع المواطنين ومشاركتهم، وهو العمل الرئيسى للسياسيين، وأنا متفائل لأنه لا يوجد أدنى مما كنا فيه تحت حكم الإخوان، ولأن الشعب المصرى يحمل جينات حضارة ستجعله يرفض الهدم، ويعى أهمية الاستقرار والبناء.
ما اقتراحاتك للحكومة؟
- المطلوب ليس حكومة تحاول إرضاء الأقليات ذات الصوت العالى، أو التى تهدد وتتوعد المجتمع، ولكن حكومة تحافظ على حقوق شباب الوطن فى المستقبل. فتثبيت عمالة لا احتياج لها أو صرف أرباح لشركات خاسرة ليس حلا ولكنه خلق مشاكل لمستقبل البلاد، الحل هو خلق فرص عمل جديدة تستوعب هذه العمالة، الحلول فى جذب الاستثمار وتحقيق الأرباح وسداد الضرائب.
هل لديك من الأفكار ما يرتقى بمنظومتى التعليم والصحة؟
- بالطبع هناك رؤية موجودة، ولكن هناك تحديات فى التطبيق، لأنه لم يتم مشاركة المجتمع فيها، والمفترض تنفيذها على مراحل، مما يتطلب تشريعات تحمى تلك الخطوات، ومن هنا الشعب يشعر بطفرة فى التغيير، فتثق فيك وتساعدك فيما هو قادم، وإشغال المستشفيات %42، ولكن هناك ازدحام وتكدس فى عدد قليل من المستشفيات والباقى لا يعمل، والحكومة
مشغولة بالحاضر والماضى ولا تنظر للمستقبل، ونحن فى جدل مستمر ليس له علاقة بالواقع.
وماذا بشأن الحد الأدنى والأقصى للأجور؟
- أؤيده وهو حق للعمال، ولكن يجب أن يكون بجانبه حق العمل، ومن يطالب بالحد الأدنى والأقصى، يجب أن يعمل عدد ساعات عمله، لو بيدى تطبيق الحد الأدنى للأجور لطبقته بالساعة، بحيث من لا يعمل لا يأخذ.
من تتوقع أن يكون رئيسا لمصر؟
- الفريق عبدالفتاح السيسى هو من لديه شعبية كبيرة ويستطيع تجميع الشعب، ونحن فى لحظة نحتاج أن تتوحد الناس وتتجمع ولا تتفرق، ولو ترشح السيسى فى الانتخابات الرئاسية القادمة سأنتخبه، وأنا رأيته كبطل، ولكنى أريد أن أراه كرئيس منمٍ للاقتصاد، وأريد آراءه فى العلم والصحة والدعم والعلاقات الخارجية، لأن انتقاله من العمل كوزير للدفاع للعمل كرئيس سيعرضه للنقد والتحليل، والحب وقتها لن يكون كافياً.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
الموضوع الأصلي : حسام البدراوى وتصريحات خطيرة جداااا عن الاخوان وخارطة طريق مصر // المصدر : Cairo9 // الكاتب: ahMed abdRabo