تامر حسني: أعذر من هاجموني...
.
يقول إنه تعرض لتضليل إعلامي عندما كان خارج مصر، وينفي أن يكون قد تعرض لأي ضغوط سياسية ليتحدث الى التلفزيون المصري وقت الثورة ويدافع عن الرئيس المصري السابق، ويكشف لنا تفاصيل وأسرار كل ما حدث منذ أن كان في هولندا وقت اندلاع الثورة وحتى نزوله الى ميدان التحرير ليشارك فيها. إنه النجم تامر حسني الذي يبدي دهشته ممن انتقدوا بكاءه ويتساءل: ألست لحماً ودماً؟ كما يكشف للمرة الأولى عن رفضه الغناء لحسني مبارك، ويوجه رسالة الى الجميع من خلال حوارنا معه.
- كنت خارج مصر وتحديداً في هولندا قبل بداية الثورة لارتباطك بحفلات هناك. لماذا لم تلغ الجولة وتعدْ إلى مصر فوراً؟
كنت موجوداً بالفعل خارج مصر قبل بداية الأحداث، وكنت أتخيل في البداية أنها تظاهرات عادية، وذلك لأننا لم نمر بمثل هذه الأحداث منذ وقت طويل. وحينما ازداد الموقف تأزماً ألغيت سبع حفلات بعدما فشلت تماماً في تكوين صورة واضحة للموقف في مصر، سواء عن طريق اتصالاتي الهاتفية بوالدتي أو حتى أصدقائي.
وبناء عليه سددت الشرط الجزائي لبعض منظمي الحفلات، أما البعض الآخر فقد أدرك الموقف. لذا أتعجب ممن يتهمني بتعمد إطالة فترة إقامتي في الخارج، لأن هذا ليس صحيحاً، فقد كان أحد أسباب تأخري هو توقف جميع رحلات مصر للطيران إلى القاهرة، وما إن أُعلن عن عودة الخطوط إلى العمل حزمت حقائبي وعدت إلى مصر فوراً.
وفي اليوم نفسه وتأكيداً لمشاعري تجاه إخوتي في التحرير قررت الذهاب إليهم بمفردي كي أشرح حقيقة الموقف والتضليل الإعلامي الذي تعرضت له بسبب وجودي خارج مصر. وبعد تفهمي لأبعاد الموقف، وتحديداً تفاصيل 'موقعة الخيول والجمال'، تحدثت هاتفياً إلى أحد البرامج الحوارية، وشرحت تفصيلياً ما حدث معي منذ البداية. لكنني أعذر كل من هاجموني، لأنني أقدر تماماً قسوة ما شاهدوه من ظلم وتعذيب وقوع شهداء أمام أعينهم.
وأتمنى ألا يشكك أحد في وطنيتي، فقد نصحني البعض بالبقاء في الخارج حتى يعود الهدوء إلى شوارع مصر، لكنني رفضت ذلك بشدة، وهاجمت كل من نصحوني بهذه النصيحة، لأن مصر كانت تمر بظروف قاسية تستوجب عودتي، لذا صممت على موقفي كي أشعر بما يمر به إخوتي.
- ذكرت أنك فشلت في تكوين صورة كاملة عن الموقف والأحداث ورغم ذلك دافعت عن الرئيس السابق حسني مبارك في اتصال هاتفي مع التلفزيون المصري!
أولاً، ما وصلني من معلومات أثناء وجودي في الخارج كان يدل على أن هناك أيادي أجنبية وأحزاباً سياسية تسيطر على الأحداث داخل الميدان بالكامل، بل وتقوم هذه الجهات بأعمال تخريبية، مثل فتح السجون وحرق البلد واغتصاب فتيات.
لكنني كنت متأكداً أن هذه الأفعال لا تخرج من شبابنا الطاهر، فأجريت اتصالاً هاتفياً بالتلفزيون لأطلب من الشباب العودة إلى المنازل حرصاً على سلامتهم وعلى عدم تعرض أحدهم للقتل، وقد كان حبي لهم وخوفي عليهم هو دافعي الأول والوحيد للمكالمة، بالإضافة إلى عدم إهانة رمز الدولة، خاصة في ظل وجود أجانب وأحزاب تسيطر على الموقف.
لكن بمعرفتي بتفاصيل موقعة 'الجمال والخيول' اكتملت الصورة لدي، تماماً مثلما اكتملت في أذهان جميع المصريين، وتأكدت من حقيقة الموقف، سواء الظلم الذي تعرض له أولادنا، أو تضليل الإعلام للكثير منا، ومن هنا قررت الذهاب بمفردي، ولم أذهب لأبحث عن شهرة مثلما اتهمني البعض، فالجميع يعرف مشوار حياتي الذي بدأته من تحت الصفر، والنجاحات التي حققتها. ذهبت إليهم وقلبي ملهوف لمشاركتهم.
وللعلم عند ذهابي كان الرئيس مبارك لايزال في السلطة، لكنني نويت الاستمرار معهم، حتى لو هجم البلطجية والشرطة علينا، كنت سأظل بينهم، حتى لو أدى ذلك إلى نهاية حياتي.
- هل هناك ضغوط سياسية مورست عليك لتتصل بالتلفزيون وتدافع عن الرئيس السابق؟
لم ولن يحدث أبداً، وأرفض دائماً أن يساومني أحد أو يفرض عليَّ ما يجب أن فعله. وسوف أكشف موقفاً، لم أكن أرغب في التحدث عنه لكنني مضطر لذلك الآن حتى أوضح حقيقة موقفي من أي ضغوط.
فقد اتصل بي أحد الوزراء السابقين بعد عودة الرئيس مبارك من رحلته العلاجية لأقوم بتلحين وغناء أغنية له لأهنئه فيها على سلامة الوصول، لكنني رفضت ذلك في المكالمة نفسها مع هذا الشخص رغم أهميته الشديدة في النظام السابق، وقلت له بالحرف الواحد 'أنا آسف يا فندم، بس أنا ممكن أعمل أغنية عن مصر بشكل عام'، وهو ما رفضه هذا المسؤول، الى درجة أنني كنت أتوقع الغدر منه في أي لحظة لكن للأمانه لم يفعل شيئاً، وكلف آخرين بعملها.
- كيف تفسر رفضك الغناء للرئيس بعد عودته من رحلة العلاج في ألمانيا ودفاعك الصريح عنه عبر التلفزيون؟
أولاً، تعاطفي مع الرئيس جاء مع تعاطف ملايين المصريين، خاصة بعد أن رأينا هذا الرمز الكبير مكسوراً أثناء خطاب إعلانه عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، فهذا شعور اشترك فيه ملايين. ثانياً، ازداد تعاطفي معه عندما قالوا لي إن الرئيس سيرحل بأيادٍ أجنبية وأنها ليست رغبة أولادنا.
أكررها مرة أخرى، فقد دافعت عن الرمز وليس الشخص، ودعنا نتفق على أن هناك أسراراً كثيرة لم نكن نعرفها من قبل تخص النظام الفاسد، وبعد الإعلان عنها اتفق الجميع على رأي واحد واتضحت لنا الصورة كاملة.
ثالثاُ: دعنا نبتعد عن أسماء أصحاب التجارب الغنائية السياسية في الفترة الماضية، لأننا بذلك نكون كمن يريد لف حبل حول رقاب أبرياء، والأفضل أن نقدم لهم الأعذار ونبحث عنها قبل أي شيء. ومن المعروف أن لكل مرحلة سياسية مفرداتها وأساليبها، وبحكم عملي في الموسيقى والسينما أكاد أجزم بأن هناك الكثير من الفنانين تعرضوا لضغوط كبيرة من أجل غناء أغنية معينة أو حتى تمثيل دور في فيلم بعينه، دون رغبته في ذلك.
- ما رأيك في الفنانين الذين هاجموا الثورة مع بداية الأحداث؟
أستطيع أن أؤكد لك أن كل من هاجم الثورة لم يستوعب الأمر منذ البداية نتيجة المعلومات الخاطئة، لكن يكفي أنهم اعتذروا عن ذلك، وقدموا توضيحاً لما بدر منهم. وكما ذكرت لا يمكن أن نشكك في وطنية أي مصري إذا كانت المنافسة بيننا في حب مصر، فهل يعقل مثلاً أن يكون هناك فنان أو فنانة لا يتمنى أن تكون مصر من أجمل دول العالم وأكثرها حضارة وديموقراطية؟ بالطبع لا، لكن هناك بالتأكيد من تعرض لضغط بشكل أو بآخر، أو من تحدث من منطلق خوفه على البلد واستقراره، ومنهم من اختار مبدأ 'اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش'.
أما في حال استمرار تركنا بناء البلد وتفرغنا لإلقاء الاتهامات بيننا، فأنا أعتقد أن مصر لن تنهض مرة أخرى، ولن تتحول في أحد الأيام إلى تركيا، أو ماليزيا مثلاً، فالفترة المقبلة تحتاج إلى بناء اقتصاد قوي، ليؤهلنا في المستقبل لأن نكون إحدى الدول ذات الشأن السياسي المهم في العالم كله، نظراً لارتباط الاقتصاد والسياسة بمدى ضعف الدولة أو قوتها.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
- كنت خارج مصر وتحديداً في هولندا قبل بداية الثورة لارتباطك بحفلات هناك. لماذا لم تلغ الجولة وتعدْ إلى مصر فوراً؟
كنت موجوداً بالفعل خارج مصر قبل بداية الأحداث، وكنت أتخيل في البداية أنها تظاهرات عادية، وذلك لأننا لم نمر بمثل هذه الأحداث منذ وقت طويل. وحينما ازداد الموقف تأزماً ألغيت سبع حفلات بعدما فشلت تماماً في تكوين صورة واضحة للموقف في مصر، سواء عن طريق اتصالاتي الهاتفية بوالدتي أو حتى أصدقائي.
وبناء عليه سددت الشرط الجزائي لبعض منظمي الحفلات، أما البعض الآخر فقد أدرك الموقف. لذا أتعجب ممن يتهمني بتعمد إطالة فترة إقامتي في الخارج، لأن هذا ليس صحيحاً، فقد كان أحد أسباب تأخري هو توقف جميع رحلات مصر للطيران إلى القاهرة، وما إن أُعلن عن عودة الخطوط إلى العمل حزمت حقائبي وعدت إلى مصر فوراً.
وفي اليوم نفسه وتأكيداً لمشاعري تجاه إخوتي في التحرير قررت الذهاب إليهم بمفردي كي أشرح حقيقة الموقف والتضليل الإعلامي الذي تعرضت له بسبب وجودي خارج مصر. وبعد تفهمي لأبعاد الموقف، وتحديداً تفاصيل 'موقعة الخيول والجمال'، تحدثت هاتفياً إلى أحد البرامج الحوارية، وشرحت تفصيلياً ما حدث معي منذ البداية. لكنني أعذر كل من هاجموني، لأنني أقدر تماماً قسوة ما شاهدوه من ظلم وتعذيب وقوع شهداء أمام أعينهم.
وأتمنى ألا يشكك أحد في وطنيتي، فقد نصحني البعض بالبقاء في الخارج حتى يعود الهدوء إلى شوارع مصر، لكنني رفضت ذلك بشدة، وهاجمت كل من نصحوني بهذه النصيحة، لأن مصر كانت تمر بظروف قاسية تستوجب عودتي، لذا صممت على موقفي كي أشعر بما يمر به إخوتي.
- ذكرت أنك فشلت في تكوين صورة كاملة عن الموقف والأحداث ورغم ذلك دافعت عن الرئيس السابق حسني مبارك في اتصال هاتفي مع التلفزيون المصري!
أولاً، ما وصلني من معلومات أثناء وجودي في الخارج كان يدل على أن هناك أيادي أجنبية وأحزاباً سياسية تسيطر على الأحداث داخل الميدان بالكامل، بل وتقوم هذه الجهات بأعمال تخريبية، مثل فتح السجون وحرق البلد واغتصاب فتيات.
لكنني كنت متأكداً أن هذه الأفعال لا تخرج من شبابنا الطاهر، فأجريت اتصالاً هاتفياً بالتلفزيون لأطلب من الشباب العودة إلى المنازل حرصاً على سلامتهم وعلى عدم تعرض أحدهم للقتل، وقد كان حبي لهم وخوفي عليهم هو دافعي الأول والوحيد للمكالمة، بالإضافة إلى عدم إهانة رمز الدولة، خاصة في ظل وجود أجانب وأحزاب تسيطر على الموقف.
لكن بمعرفتي بتفاصيل موقعة 'الجمال والخيول' اكتملت الصورة لدي، تماماً مثلما اكتملت في أذهان جميع المصريين، وتأكدت من حقيقة الموقف، سواء الظلم الذي تعرض له أولادنا، أو تضليل الإعلام للكثير منا، ومن هنا قررت الذهاب بمفردي، ولم أذهب لأبحث عن شهرة مثلما اتهمني البعض، فالجميع يعرف مشوار حياتي الذي بدأته من تحت الصفر، والنجاحات التي حققتها. ذهبت إليهم وقلبي ملهوف لمشاركتهم.
وللعلم عند ذهابي كان الرئيس مبارك لايزال في السلطة، لكنني نويت الاستمرار معهم، حتى لو هجم البلطجية والشرطة علينا، كنت سأظل بينهم، حتى لو أدى ذلك إلى نهاية حياتي.
- هل هناك ضغوط سياسية مورست عليك لتتصل بالتلفزيون وتدافع عن الرئيس السابق؟
لم ولن يحدث أبداً، وأرفض دائماً أن يساومني أحد أو يفرض عليَّ ما يجب أن فعله. وسوف أكشف موقفاً، لم أكن أرغب في التحدث عنه لكنني مضطر لذلك الآن حتى أوضح حقيقة موقفي من أي ضغوط.
فقد اتصل بي أحد الوزراء السابقين بعد عودة الرئيس مبارك من رحلته العلاجية لأقوم بتلحين وغناء أغنية له لأهنئه فيها على سلامة الوصول، لكنني رفضت ذلك في المكالمة نفسها مع هذا الشخص رغم أهميته الشديدة في النظام السابق، وقلت له بالحرف الواحد 'أنا آسف يا فندم، بس أنا ممكن أعمل أغنية عن مصر بشكل عام'، وهو ما رفضه هذا المسؤول، الى درجة أنني كنت أتوقع الغدر منه في أي لحظة لكن للأمانه لم يفعل شيئاً، وكلف آخرين بعملها.
- كيف تفسر رفضك الغناء للرئيس بعد عودته من رحلة العلاج في ألمانيا ودفاعك الصريح عنه عبر التلفزيون؟
أولاً، تعاطفي مع الرئيس جاء مع تعاطف ملايين المصريين، خاصة بعد أن رأينا هذا الرمز الكبير مكسوراً أثناء خطاب إعلانه عدم الترشح لفترة رئاسية جديدة، فهذا شعور اشترك فيه ملايين. ثانياً، ازداد تعاطفي معه عندما قالوا لي إن الرئيس سيرحل بأيادٍ أجنبية وأنها ليست رغبة أولادنا.
أكررها مرة أخرى، فقد دافعت عن الرمز وليس الشخص، ودعنا نتفق على أن هناك أسراراً كثيرة لم نكن نعرفها من قبل تخص النظام الفاسد، وبعد الإعلان عنها اتفق الجميع على رأي واحد واتضحت لنا الصورة كاملة.
ثالثاُ: دعنا نبتعد عن أسماء أصحاب التجارب الغنائية السياسية في الفترة الماضية، لأننا بذلك نكون كمن يريد لف حبل حول رقاب أبرياء، والأفضل أن نقدم لهم الأعذار ونبحث عنها قبل أي شيء. ومن المعروف أن لكل مرحلة سياسية مفرداتها وأساليبها، وبحكم عملي في الموسيقى والسينما أكاد أجزم بأن هناك الكثير من الفنانين تعرضوا لضغوط كبيرة من أجل غناء أغنية معينة أو حتى تمثيل دور في فيلم بعينه، دون رغبته في ذلك.
- ما رأيك في الفنانين الذين هاجموا الثورة مع بداية الأحداث؟
أستطيع أن أؤكد لك أن كل من هاجم الثورة لم يستوعب الأمر منذ البداية نتيجة المعلومات الخاطئة، لكن يكفي أنهم اعتذروا عن ذلك، وقدموا توضيحاً لما بدر منهم. وكما ذكرت لا يمكن أن نشكك في وطنية أي مصري إذا كانت المنافسة بيننا في حب مصر، فهل يعقل مثلاً أن يكون هناك فنان أو فنانة لا يتمنى أن تكون مصر من أجمل دول العالم وأكثرها حضارة وديموقراطية؟ بالطبع لا، لكن هناك بالتأكيد من تعرض لضغط بشكل أو بآخر، أو من تحدث من منطلق خوفه على البلد واستقراره، ومنهم من اختار مبدأ 'اللي نعرفه أحسن من اللي مانعرفوش'.
أما في حال استمرار تركنا بناء البلد وتفرغنا لإلقاء الاتهامات بيننا، فأنا أعتقد أن مصر لن تنهض مرة أخرى، ولن تتحول في أحد الأيام إلى تركيا، أو ماليزيا مثلاً، فالفترة المقبلة تحتاج إلى بناء اقتصاد قوي، ليؤهلنا في المستقبل لأن نكون إحدى الدول ذات الشأن السياسي المهم في العالم كله، نظراً لارتباط الاقتصاد والسياسة بمدى ضعف الدولة أو قوتها.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////