الصبر الحسن
.
الصبـــــــــــــــــــــــــــــر
..:: بسم الله الرحمن الرحيم ::..
الســلام عليكــم و رحمــة اللــه و بركاتــه ، أما بعد :
..: الصـبــر :..
(( الصَبر في الحديث النبوي الشريف ))
عن أبي سعيد سعد بن مـالك بن سنان الخدري رضي الله عنهما: أن نـاسـاً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسـلم فـأعطاهم , ثم سألوه فـأعطاهم , حتى نفد مـا عنده , فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده : (( مـا يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم , ومن يستعفف يعفه الله , ومن يستغن يغنه الله , ومن يتصبَّر يصبَّره الله . ومـا أُعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر )) .( متفق عليه ) وعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن :إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )) .( رواه مسلم )
(( الصَبر في القرآن الكريم ))
( يَـأَيُّـهَا اُلَّذِينَ ءَامَنُواْ اُصْبِرُواْ وَصَاِبرُواْ وَرَابِطُواْ وَاُتَّقُواْ الله اُلَّلهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( آية 200 سورة آل عمران )
يأمرهم بالصبر والمصابرة , والمرابطة , والتقوى ..
والصبر هو زاد الطريق إلى الله . إنه طريق طويل شاق , حـافل بالعقبات والأشواك , مفروش بالدمـاء والأشلاء , وبالإيذاء .. الصبرعلى أشياء كثيرة : الصبر على شهوات النفس ورغـائبها , وأطماعها ومطامحها , وضعفها ونقصها , عجلتها وملالها من قريب ! والصبر على شهوات الناس ونقصهم وضعفهم وجهلهم وسوء تصورهم , وانحراف طباعهم , وأثرتهم , وغرورهم , والتوائهم , واستعجالهم للثمار ! والصبر على تنفج الباطل , ووقاحة الطغيان ,وانتفاش الشر , وغلبة الشهوة تصعير الغرور والخيلاء ! الصبر على قلة الناصر , وضعف المعين وطول الطريق , ووساوس الشيطان في ساعات الكرب والضيق ! والصبر على مرارة الجهاد لهذا كله , ومـا تثيره في النفس من انفعالات متنوعة . من الألم والغيظ , والحنق , والضيق,
وضعف الثقة أحيانا في الخير , وقلة الرجـاء أحيـانا في الفطرة البشرية ؛ والملل والسأم واليأس أحيانا والقنوط ! والصبر بعد ذلك كله على ضبط النفس في ساعة القدرة والانتصار والغلبة , واستقبال الرخاء في تواضع وشكر , وبدون خيـلاء وبدون اندفـاع إلى الانتقام , وتجـاوز القصاص الحق إلى الاعتداء ! والبقاء في السراء والضراء على صلة بالله , واستسلام لقدره , ورد الأمر إليه كله في طمأنينة وثقة وخشوع .
( في ظلال القرآن _ بتصرف )
(( أقسَـام الصَبر ))
اعلم أن الصبر على ضربين :
أحدهمـا : بدنـي , كتحمل المشـاق بالبـدن , وكتعـاطي الأعمال الشاقـة من العبـادات أو من غيرها .
الضرب الآخر : هو الصبر النفساني عن مشتهيات الطبع ومقتضيات الهوى , وهذا الضرب إن كان صبراً عن شهوة البطن والفرج , سمي عفة , وإن كان الصبر في قتال , سمي شجاعة , وإن كان في كظم غيظ ,سمي حلماً ,وإن كان في نائمة مضجرة , سمي سعة صدر , وإن كان في إخفاء أمر , سمي كتمان سر , وإن كان في فضول عيش , سمي زهداً , وإن كان صبراً على قدر يسير من الحظوظ , سمي قناعة .
( من مختصر منهاج القصدين قدامه بتصرف )
(( قالوا في الصَبر ))
_ قال علي رضي الله عنه : من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك ,ولا تذكر مصيبتك .
_ وقال الحسن : الصبر كنز من كنوز الخير , لا يعطيه الله ز وجل إلا لعبد كريم عنده .
_وقال الأحنف : لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة , مـا ذكرتها لأحد .
_ وقال شـقـيق البـلخـي : من شـكا مصيبة به إلى غير الله , لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوة أبدا .
_ وقال بعض الحكماء : من كنوز البر كتمان المصائب .
_ وقال بعضهم : الجـزع لا يـرد الفائت , ولكن يسر الشامت .
( من مختصر منهاج القاصدين لابن قدامه )
(( الصَبر على العلم ))
تصبر على طول الجفا من معلم فإن رسوخ العلم في نفراته ومن لم يذق ذل التعلم ساعة تجرع كأس الجهل طول حياته .
..:: و السلام مسك الختام ::..
__________________
قال عمرُ بن الخطَّـاب رضي الله عنه : ثلاث يُثبتن لك الـود في صـدر أخيـك :
• أن تبدأَه بالسَّـلام
• و توسعَ له في المجلِـسِ
• وتدعوه بأحب الأسماء اليه
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
..:: بسم الله الرحمن الرحيم ::..
الســلام عليكــم و رحمــة اللــه و بركاتــه ، أما بعد :
..: الصـبــر :..
(( الصَبر في الحديث النبوي الشريف ))
عن أبي سعيد سعد بن مـالك بن سنان الخدري رضي الله عنهما: أن نـاسـاً من الأنصار سألوا رسول الله صلى الله عليه وسـلم فـأعطاهم , ثم سألوه فـأعطاهم , حتى نفد مـا عنده , فقال لهم حين أنفق كل شيء بيده : (( مـا يكن عندي من خير فلن أدخره عنكم , ومن يستعفف يعفه الله , ومن يستغن يغنه الله , ومن يتصبَّر يصبَّره الله . ومـا أُعطي أحد عطاءً خيراً وأوسع من الصبر )) .( متفق عليه ) وعن أبي يحيى صهيب بن سنان رضي الله عنه قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله له خير , وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن :إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له , وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له )) .( رواه مسلم )
(( الصَبر في القرآن الكريم ))
( يَـأَيُّـهَا اُلَّذِينَ ءَامَنُواْ اُصْبِرُواْ وَصَاِبرُواْ وَرَابِطُواْ وَاُتَّقُواْ الله اُلَّلهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) ( آية 200 سورة آل عمران )
يأمرهم بالصبر والمصابرة , والمرابطة , والتقوى ..
والصبر هو زاد الطريق إلى الله . إنه طريق طويل شاق , حـافل بالعقبات والأشواك , مفروش بالدمـاء والأشلاء , وبالإيذاء .. الصبرعلى أشياء كثيرة : الصبر على شهوات النفس ورغـائبها , وأطماعها ومطامحها , وضعفها ونقصها , عجلتها وملالها من قريب ! والصبر على شهوات الناس ونقصهم وضعفهم وجهلهم وسوء تصورهم , وانحراف طباعهم , وأثرتهم , وغرورهم , والتوائهم , واستعجالهم للثمار ! والصبر على تنفج الباطل , ووقاحة الطغيان ,وانتفاش الشر , وغلبة الشهوة تصعير الغرور والخيلاء ! الصبر على قلة الناصر , وضعف المعين وطول الطريق , ووساوس الشيطان في ساعات الكرب والضيق ! والصبر على مرارة الجهاد لهذا كله , ومـا تثيره في النفس من انفعالات متنوعة . من الألم والغيظ , والحنق , والضيق,
وضعف الثقة أحيانا في الخير , وقلة الرجـاء أحيـانا في الفطرة البشرية ؛ والملل والسأم واليأس أحيانا والقنوط ! والصبر بعد ذلك كله على ضبط النفس في ساعة القدرة والانتصار والغلبة , واستقبال الرخاء في تواضع وشكر , وبدون خيـلاء وبدون اندفـاع إلى الانتقام , وتجـاوز القصاص الحق إلى الاعتداء ! والبقاء في السراء والضراء على صلة بالله , واستسلام لقدره , ورد الأمر إليه كله في طمأنينة وثقة وخشوع .
( في ظلال القرآن _ بتصرف )
(( أقسَـام الصَبر ))
اعلم أن الصبر على ضربين :
أحدهمـا : بدنـي , كتحمل المشـاق بالبـدن , وكتعـاطي الأعمال الشاقـة من العبـادات أو من غيرها .
الضرب الآخر : هو الصبر النفساني عن مشتهيات الطبع ومقتضيات الهوى , وهذا الضرب إن كان صبراً عن شهوة البطن والفرج , سمي عفة , وإن كان الصبر في قتال , سمي شجاعة , وإن كان في كظم غيظ ,سمي حلماً ,وإن كان في نائمة مضجرة , سمي سعة صدر , وإن كان في إخفاء أمر , سمي كتمان سر , وإن كان في فضول عيش , سمي زهداً , وإن كان صبراً على قدر يسير من الحظوظ , سمي قناعة .
( من مختصر منهاج القصدين قدامه بتصرف )
(( قالوا في الصَبر ))
_ قال علي رضي الله عنه : من إجلال الله ومعرفة حقه أن لا تشكو وجعك ,ولا تذكر مصيبتك .
_ وقال الحسن : الصبر كنز من كنوز الخير , لا يعطيه الله ز وجل إلا لعبد كريم عنده .
_وقال الأحنف : لقد ذهبت عيني منذ أربعين سنة , مـا ذكرتها لأحد .
_ وقال شـقـيق البـلخـي : من شـكا مصيبة به إلى غير الله , لم يجد في قلبه لطاعة الله حلاوة أبدا .
_ وقال بعض الحكماء : من كنوز البر كتمان المصائب .
_ وقال بعضهم : الجـزع لا يـرد الفائت , ولكن يسر الشامت .
( من مختصر منهاج القاصدين لابن قدامه )
(( الصَبر على العلم ))
تصبر على طول الجفا من معلم فإن رسوخ العلم في نفراته ومن لم يذق ذل التعلم ساعة تجرع كأس الجهل طول حياته .
..:: و السلام مسك الختام ::..
__________________
قال عمرُ بن الخطَّـاب رضي الله عنه : ثلاث يُثبتن لك الـود في صـدر أخيـك :
• أن تبدأَه بالسَّـلام
• و توسعَ له في المجلِـسِ
• وتدعوه بأحب الأسماء اليه
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////