رأى الرسول لما يحدث فى مصر الأن
.
فإن من المؤسف جهل بعض الناس عن السنن التي شرعها الشارع في التعامل مع
ظلم
الحكام، وخاض الكثير منهم في هذه المسألة، وأجج الناس، وهيجهم على الحكام،
وجعلهم يخوضون معارك ليس لهم بها طاقة، مما أدى إلى القتل والتخريب
والدمار
الملاحظ في بعض المجتمعات.
وسأذكر في هذا المقال شيئاً من صور تعامل السلف مع الحكام، لعل أن يستفيد
منها
من يشرح الله صدره للهدى والحق.
وقبل أن أبدأ بذكر هذه الصور، أقدم بمقدمة، أذكر فيها الأدلة من القرآن
الكريم
والسنة النبوية المطهرة، ما يدل على وجوب السمع والطاعة لولاة أمور
المسلمين،
وعدم الخروج عليهم، والصبر على أذاهم، والله الموفق والهادي إلى سواء
السبيل.
الدليل من القرآن الكريم
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
(النساء:59)
الأدلة من السنة النبوية المطهرة
جاء في صحيح مسلم عن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر رضي
الله عنه
إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية
فقال:
اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثاً
سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله . سمعت رسول الله يقول: ( من خلع يداً
من
طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة
جاهلـــية) صحيح مسلم رقم( 1851).
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كره
من
أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات
عليه
إلا مات ميتة جاهلية). صحيح مسلم رقم( 1849).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من
خرج من
الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب
لعصبية
أو يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب
برها
وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه).
صحيح
مسلم رقم( 1848).
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي إدريس الخولاني قال: سمعت حذيفة ابن اليمان
رضي
الله عنه يقول : ( كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن
الشر
مخافة أن يدركني فقلت: يارسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله
بهذا
الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال : نعم فقلت : فهل بعد ذلك الشر من خير؟
قال :
نعم وفيه دخن قلت وما دخنه ؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي
تعرف
منهم وتنكر فقلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم دعاة على أبواب
جهنم من
أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال:
تلزم
جماعة المسلمين وإمامهم فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال:
فاعتزل
تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
صحيح
مسلم رقم ( 1847).
وفي صحيح مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إنها
ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف
كائناًمن كان). صحيح مسلم باب حكم من فرق أمر المسلمين وهي مجتمعة.
قال رسول الله : ( لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله
واصبروا فإن الأمر قريب). حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني.
وعن عياض بن غنيم رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( من أراد أن ينصح
لذي
سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي
عليه).
حديث صحيح رواه أحمد وابن أبي عاصم والحاكم والبيهقي وصححه الألباني
ويا للعجب من بعض شباب هذا الزمان، تذكر لهم هذه الأحاديث، فلا يقيمون لها
وزناً، بل وصل الحال ببعضهم إلى الاستهزاء بها.
فتعجب لحالهم، يطالبون الحكام بتحكيم شرع الله، وهم لم يحكموا شرع الله في
أنفسهم، وها هي نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية، تدعو للسمع والطاعة
لولاة
الأمر والصبر واحتساب الأجر على أذيتهم ، وعدم الخروج عليهم، وعدم سبهم
وشتمهم
.
فيا شباب الإسلام، يقول الله تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى
يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ
حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) ويقول:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ
تَوَلَّيْتُمْ
فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)
(المائدة:92)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة في معرض كلامه عن
ذلك ما
يلي ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج على
الأئمة
وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة
المستفيضة
عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد
الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة. فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام
أدناهما
ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد
ما
هو أعظم من الفساد الذي أزالته) [ منهاج السنة النبوية: 3/390].
وأما الآن أتركك – أخي القارئ – مع هذه الصور التي
سطّرها لنا التاريخ:
صورة من تعامل الإمام أحمد مع ظلم الحاكم
اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله،
وقالوا له:
إن الأمر قد تفاقهم وفشا – يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك – ولا
نرضى
بإمرته ولا سلطنه، فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا
تخلعوا
يدً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين
معكم،
وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح برٌّ، أو يُستراح من فاجر.
وقال:
ليس هذا بصواب ، هذا خلاف الآثار.
وقال المرذوي: سمعتُ أبا عبد الله يأمر بكف الدماء وينكر الخروج إنكاراً
شديداً، وقال في رواية إسماعيل بن سعيد: الكفُّ لأنا نجدُ عن النبي صلى
الله
عليه وسلم: "ما صلوا فلا". خلافاً للمتكلمين فيجواز قتالهم كالبغاة.
[الآداب
الشرعية (1/237)]
صورة من وصية السلف لأبناءهم في مسألة
الحكام
قال عمرو بن العاص لابنه: يا بني احفظ عني ما أوصيك به:
إمامٌ
عدلٌ خيرٌ من مطرٍ وابلٍ، وأسدٌ حطوم خيرٌ من إمام ظلوم، وإمام ظلومٌ غشوم
خيرٌ
من فتنةٍ تدوم. [الآداب الشرعية (1/238)]
توجيه ابن الجوزي حول مسألة نصح الحكام
قال ابن الجوزي: الجائز من الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر مع
السلاطين التعريف والوعظ، فأما تخشينُ القولِ نحو: يا ظالم، يا من لا يخاف
الله، فإن كان ذلك يُحركُ فتنةً يتعدى شرها إلى الغير، لم يجز، وإن لم يخف
إلا
على نفسه فهو جائز عند جمهور العلماء.
قال: والذي أراه المنع من ذلك، لأن المقصود إزالة المنكر، وحمل السلطان
بالانبساط عليه على فعل المنكر أكثر من فعل المنكر الذي قصد إزالته. قال
الإمام
أحمد رحمه الله: لا يُتعرض للسلطان فإن سيفهُ مسلولٌ وعصاه. [الآداب
الشرعية
(1/238)]
صورة من وعظ السلف بحضور الخليفة
وعظ ابن الجوزي في سنة أربع وسبعين وخمس مئة بحضور
الخليفة
المستضيء بأمر الله وقال: لو أني مثلتُ بين يدي السدةِ الشريفة لقلت: يا
أمير
المؤمنين، كُن لله سبحانه مع حاجتك إليه، كما كان لك مع غناه عنك؛ إنه لم
يجعل
أحداً فوقك، فلا ترضَ أن يكون أحدٌ أشكر له منك، فتصدق أمير المؤمنين
بصدقات،
وأطلق محبوسين. [الآداب الشرعية (1/239)]
صور من تهدئة السلف غضب الحكام
أراد المنصور خراب المدينة لإطباق أهلها على حربه مع محمد
بن عبد
الله بن حسن، فقال له جعفر بن محمد: يا أمير المؤمنين، إن سليمان أُعطي
فشكر،
وإن أيوب عليه السلام ابتلي فصبر، وإن يوسف عليه السلام قدر فغفر، وقد
جعلك
الله عز وجل من نسل الذي يعفون ويصفحون فطفئ غضبه وسكت. [الآداب الشرعية
(1/248)]
وقال ابن عقيل في "الفنون": قال بعض أهل العلم قولاً بمحضرٍ من السلطان،
فأخذ
السلطان في الاحتدد عليه، وأخذ بعض من حضر يترفقُ ويسكنُ غضبه، ولم يكُ
محله
بحيث يشفع في مثل ذلك العالم، فالتفت العالمُ فقال للشافع: يا هذا، غضبُ
هذا
الصدر، وكلامه إياي بما يشق أحبُّ إلي من شفاعتك إليه، فإن غضبه لا يغُضُّ
مني
وهو سلطاني، وشفاعتك هي غضاضةٌ علي – وكان القائلُ حنبلياً – فأفحكم
الشافع،
وأرضى السلطان. [الآداب الشرعية (1/249)]
صورة من مناصحة السلف للخارجين على
الحاكم
كتب المهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره ، وينهاه عن
الخروج
على إمامه وقال: إنك يا ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل ، أبق على
أمة
محمد صلى الله عليه وسلم ، الله الله !! انظر لنفسك فلا تهلكها ، ودماء
المسلمين فلا تسفكها ، والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها، فإن قلت
أخاف
الناس على نفسي ، فالله أحق أن تخافه من الناس ، فلا تعرضها لله في سفك دم
أو
استحلال محرم ، والسلام عليك . [خطبة بعنوان (فتنة ابن الاشعث) للشيخ
سلطان
العيد]
ندم الإمام الشعبي لخروجه على الحجاج
لما هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلك الحرث والنسل
فقتل من
أتباعه من قتل ، وأسر كثير منهم ، فقتلهم الحجاج بن يوسف ، وهرب من بقي
منهم .
ومنهم عامر الشعبي الإمام الثقة ، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به
حتى دخل
على الحجاج .
قال الشعبي : فسلمت عليه بالإمرة ، ثم قلت :
أيها الأمير ، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه
الحق ،
ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق ، قد والله تمردنا عليك وحرضنا ،
وجهدنا
كل الجهد ، فما كنا بالأتقياء البررة ، ولا بالأشقياء الفجرة ، لقد نصرك
الله
علينا ، وأظفرك بنا ، فإن سطوت فبذنوبنا ، وما جرت إليك أيدينا، وإن عفوت
عنا
فبحلمك ، وبعد فالحجة لك علينا .
فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره : أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل
علينا
يقطر سيفه من دمائنا، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت ، قد أمنت عندنا يا شعبي .
ثم قال الحجاج : يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟ وكان الحجاج
يكرمه قبل
دخوله في الفتنة .
فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة : أصلح الله الأمـير ؛ قد
اكتحـلت بعدك السـهر !! واستـوعرت السـهول !! واستجلـست الخوف !! واستحليت
الهم
!! وفقدت صالح الإخوان !! ولم أجد من الأمير خلفا !!
فقال الحجاج : انصرف يا شعبي ، فانصرف آمنا [خطبة بعنوان (فتنة ابن
الاشعث)
للشيخ سلطان العيد]
أنّ طاعة الله و رسوله واجبة ، فلا داعي للعاطفة
الزائدة التي تفقد الواحد منا صوابه و لا يدري ما يخرج من رأسه
و لابد من الانقياد لكلام الله و رسوله عملا بقوله تعالى : " فلا و ربّك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، و لا يجدوا
في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما " ( الآية 65 : النساء ) ،
و قوله تعالى : " وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى
الله و رسوله أمرا أن يكون لهم من أمرهم "( الآية 36 : الأحزاب ) و
غيرها من الايات الدالة على وجوب طاعة الله و رسوله .
و إليكم الأحاديث :
عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال : قلت (( يا
رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير , فنحن فيه , فهل وراء هذا الخير
شر ؟! قال : نعم . قلت : هل وراء ذلك الخير شر ؟ قال نعم . قلت : كيف ؟ قال
: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي , و لا يستنون بسنتي , و سيقوم فيهم
رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس , قال : قلت : كيف أصنع يا رسول
الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع و تطيع للأمير , وإن ضرب ظهرك , وأخذ مالك
فاسمع و أطع )) . أخرجه البخاري و مسلم و غيرهما و اللفظ لمسلم .
عن عياض بن غنم – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية , وليأخذ
بيده فإن سمع منه فذاك , وإلا كان أدى الحق الذي عليه . حديث صحيح
أخرجه بن أبي عاصم في السنة و أحمد في المسند و غيرهما . و عن سويد بن غفلة
قال : قال لي عمر رضي الله عنه يا أبا أمية ! لعلي لا
ألقاك بعد عامي هذا , فإن أمر عليك عبد حبشي مجدع فاسمع واطع , وإن ضربك
فاصبر وإن حرمك فاصبر وإن أراد أن ينقص من دينك شي فقل سمع و طاعة , دمي
دون ديني , و لاتفارق الجماعة . أثر صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في
المصنف وغيره .
و عن سعيد بن جهمان قال : (أتيت عبدالله بن أبي أوفى و هو محجوب البصرة ,
فسلمت عليه , قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان , قال : فما فعل
والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزارقة . قال : لعن الله الأزارقة , لعن الله
الأزارقة , حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم
كلاب النار . قال : قلت : الأزارقة و حدهم أم الخوارج كلها ؟ قال :
بلى الخوارج كلها . قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس و
يفعل بهم . قال فتناول يدي فغمزها بيده غمزه
شديدة , ثم قال : ويحك يابن جهمان , عليك بالسواد الأعظم , عليك بالسواد
الأعظم , إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم , وإلا
فدعه فلست بأعلم منه . حديث حسن أخرجه أحمد في مسنده .
وفي الختام
أقول: يا شباب الإسلام عليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، والزموا
العلماء،
فهم ورثة الأنبياء، وكونوا سبباً لنصرة هذا الدين، ولا تكونوا سبباً
لتكالب
الأعداء على الإسلام والمسلمين.
والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من المتمسكين
بالكتاب
والسنة على منهج سلفنا الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[/size]
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
فإن من المؤسف جهل بعض الناس عن السنن التي شرعها الشارع في التعامل مع
ظلم
الحكام، وخاض الكثير منهم في هذه المسألة، وأجج الناس، وهيجهم على الحكام،
وجعلهم يخوضون معارك ليس لهم بها طاقة، مما أدى إلى القتل والتخريب
والدمار
الملاحظ في بعض المجتمعات.
وسأذكر في هذا المقال شيئاً من صور تعامل السلف مع الحكام، لعل أن يستفيد
منها
من يشرح الله صدره للهدى والحق.
وقبل أن أبدأ بذكر هذه الصور، أقدم بمقدمة، أذكر فيها الأدلة من القرآن
الكريم
والسنة النبوية المطهرة، ما يدل على وجوب السمع والطاعة لولاة أمور
المسلمين،
وعدم الخروج عليهم، والصبر على أذاهم، والله الموفق والهادي إلى سواء
السبيل.
الدليل من القرآن الكريم
قال تعالى : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا
اللَّهَ
وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ
فِي
شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً)
(النساء:59)
الأدلة من السنة النبوية المطهرة
جاء في صحيح مسلم عن نافع قال: جاء عبد الله بن عمر رضي
الله عنه
إلى عبد الله بن مطيع حين كان من أمر الحرة ما كان زمن يزيد بن معاوية
فقال:
اطرحوا لأبي عبد الرحمن وسادة فقال إني لم آتك لأجلس أتيتك لأحدثك حديثاً
سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوله . سمعت رسول الله يقول: ( من خلع يداً
من
طاعة لقي الله يوم القيامة ولا حجة له ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة
جاهلـــية) صحيح مسلم رقم( 1851).
وعن ابن عباس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( من كره
من
أميره شيئاً فليصبر عليه فإنه ليس أحد من الناس خرج من السلطان شبراً فمات
عليه
إلا مات ميتة جاهلية). صحيح مسلم رقم( 1849).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من
خرج من
الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب
لعصبية
أو يدعوا لعصبية أو ينصر عصبية فقتل فقتلته جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب
برها
وفاجرها ولا يتحاشا من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه).
صحيح
مسلم رقم( 1848).
وفي صحيح مسلم أيضاً عن أبي إدريس الخولاني قال: سمعت حذيفة ابن اليمان
رضي
الله عنه يقول : ( كان الناس يسألون رسول الله عن الخير وكنت أسأله عن
الشر
مخافة أن يدركني فقلت: يارسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله
بهذا
الخير فهل بعد هذا الخير شر؟ قال : نعم فقلت : فهل بعد ذلك الشر من خير؟
قال :
نعم وفيه دخن قلت وما دخنه ؟ قال: قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هدي
تعرف
منهم وتنكر فقلت : فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال : نعم دعاة على أبواب
جهنم من
أجابهم إليها قذفوه فيها فقلت: يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك ؟ قال:
تلزم
جماعة المسلمين وإمامهم فقلت : فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام ؟ قال:
فاعتزل
تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
صحيح
مسلم رقم ( 1847).
وفي صحيح مسلم عن عرفجة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
(إنها
ستكون هنات وهنات فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف
كائناًمن كان). صحيح مسلم باب حكم من فرق أمر المسلمين وهي مجتمعة.
قال رسول الله : ( لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واتقوا الله
واصبروا فإن الأمر قريب). حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وصححه الألباني.
وعن عياض بن غنيم رضي الله عنه قال : قال رسول الله : ( من أراد أن ينصح
لذي
سلطان فلا يبده علانية وليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي
عليه).
حديث صحيح رواه أحمد وابن أبي عاصم والحاكم والبيهقي وصححه الألباني
ويا للعجب من بعض شباب هذا الزمان، تذكر لهم هذه الأحاديث، فلا يقيمون لها
وزناً، بل وصل الحال ببعضهم إلى الاستهزاء بها.
فتعجب لحالهم، يطالبون الحكام بتحكيم شرع الله، وهم لم يحكموا شرع الله في
أنفسهم، وها هي نصوص القرآن الكريم، والسنة النبوية، تدعو للسمع والطاعة
لولاة
الأمر والصبر واحتساب الأجر على أذيتهم ، وعدم الخروج عليهم، وعدم سبهم
وشتمهم
.
فيا شباب الإسلام، يقول الله تعالى : (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ
حَتَّى
يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي
أَنْفُسِهِمْ
حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (النساء:65) ويقول:
(وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ
تَوَلَّيْتُمْ
فَاعْلَمُوا أَنَّمَا عَلَى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ)
(المائدة:92)
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في منهاج السنة في معرض كلامه عن
ذلك ما
يلي ولهذا كان المشهور من مذهب أهل السنة أنهم لايرون الخروج على
الأئمة
وقتالهم بالسيف وإن كان فيهم ظلم ، كما دلت على ذلك الأحاديث الصحيحة
المستفيضة
عن النبي صلى الله عليه وسلم لأن الفساد في القتال والفتنة أعظم من الفساد
الحاصل بظلمهم بدون قتال ولا فتنة. فلا يدفع أعظم الفسادين بالتزام
أدناهما
ولعله لا يكاد يعرف طائفة خرجت على ذي سلطان إلا وكان في خروجها من الفساد
ما
هو أعظم من الفساد الذي أزالته) [ منهاج السنة النبوية: 3/390].
وأما الآن أتركك – أخي القارئ – مع هذه الصور التي
سطّرها لنا التاريخ:
صورة من تعامل الإمام أحمد مع ظلم الحاكم
اجتمع فقهاء بغداد في ولاية الواثق إلى أبي عبد الله،
وقالوا له:
إن الأمر قد تفاقهم وفشا – يعنون إظهار القول بخلق القرآن وغير ذلك – ولا
نرضى
بإمرته ولا سلطنه، فناظرهم في ذلك، وقال: عليكم بالإنكار بقلوبكم ولا
تخلعوا
يدً من طاعة، ولا تشقوا عصا المسلمين، ولا تسفكوا دماءكم ودماء المسلمين
معكم،
وانظروا في عاقبة أمركم، واصبروا حتى يستريح برٌّ، أو يُستراح من فاجر.
وقال:
ليس هذا بصواب ، هذا خلاف الآثار.
وقال المرذوي: سمعتُ أبا عبد الله يأمر بكف الدماء وينكر الخروج إنكاراً
شديداً، وقال في رواية إسماعيل بن سعيد: الكفُّ لأنا نجدُ عن النبي صلى
الله
عليه وسلم: "ما صلوا فلا". خلافاً للمتكلمين فيجواز قتالهم كالبغاة.
[الآداب
الشرعية (1/237)]
صورة من وصية السلف لأبناءهم في مسألة
الحكام
قال عمرو بن العاص لابنه: يا بني احفظ عني ما أوصيك به:
إمامٌ
عدلٌ خيرٌ من مطرٍ وابلٍ، وأسدٌ حطوم خيرٌ من إمام ظلوم، وإمام ظلومٌ غشوم
خيرٌ
من فتنةٍ تدوم. [الآداب الشرعية (1/238)]
توجيه ابن الجوزي حول مسألة نصح الحكام
قال ابن الجوزي: الجائز من الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر مع
السلاطين التعريف والوعظ، فأما تخشينُ القولِ نحو: يا ظالم، يا من لا يخاف
الله، فإن كان ذلك يُحركُ فتنةً يتعدى شرها إلى الغير، لم يجز، وإن لم يخف
إلا
على نفسه فهو جائز عند جمهور العلماء.
قال: والذي أراه المنع من ذلك، لأن المقصود إزالة المنكر، وحمل السلطان
بالانبساط عليه على فعل المنكر أكثر من فعل المنكر الذي قصد إزالته. قال
الإمام
أحمد رحمه الله: لا يُتعرض للسلطان فإن سيفهُ مسلولٌ وعصاه. [الآداب
الشرعية
(1/238)]
صورة من وعظ السلف بحضور الخليفة
وعظ ابن الجوزي في سنة أربع وسبعين وخمس مئة بحضور
الخليفة
المستضيء بأمر الله وقال: لو أني مثلتُ بين يدي السدةِ الشريفة لقلت: يا
أمير
المؤمنين، كُن لله سبحانه مع حاجتك إليه، كما كان لك مع غناه عنك؛ إنه لم
يجعل
أحداً فوقك، فلا ترضَ أن يكون أحدٌ أشكر له منك، فتصدق أمير المؤمنين
بصدقات،
وأطلق محبوسين. [الآداب الشرعية (1/239)]
صور من تهدئة السلف غضب الحكام
أراد المنصور خراب المدينة لإطباق أهلها على حربه مع محمد
بن عبد
الله بن حسن، فقال له جعفر بن محمد: يا أمير المؤمنين، إن سليمان أُعطي
فشكر،
وإن أيوب عليه السلام ابتلي فصبر، وإن يوسف عليه السلام قدر فغفر، وقد
جعلك
الله عز وجل من نسل الذي يعفون ويصفحون فطفئ غضبه وسكت. [الآداب الشرعية
(1/248)]
وقال ابن عقيل في "الفنون": قال بعض أهل العلم قولاً بمحضرٍ من السلطان،
فأخذ
السلطان في الاحتدد عليه، وأخذ بعض من حضر يترفقُ ويسكنُ غضبه، ولم يكُ
محله
بحيث يشفع في مثل ذلك العالم، فالتفت العالمُ فقال للشافع: يا هذا، غضبُ
هذا
الصدر، وكلامه إياي بما يشق أحبُّ إلي من شفاعتك إليه، فإن غضبه لا يغُضُّ
مني
وهو سلطاني، وشفاعتك هي غضاضةٌ علي – وكان القائلُ حنبلياً – فأفحكم
الشافع،
وأرضى السلطان. [الآداب الشرعية (1/249)]
صورة من مناصحة السلف للخارجين على
الحاكم
كتب المهلب بن أبي صفرة إلى ابن الأشعث يحذره ، وينهاه عن
الخروج
على إمامه وقال: إنك يا ابن الأشعث قد وضعت رجلك في ركاب طويل ، أبق على
أمة
محمد صلى الله عليه وسلم ، الله الله !! انظر لنفسك فلا تهلكها ، ودماء
المسلمين فلا تسفكها ، والجماعة فلا تفرقها والبيعة فلا تنكثها، فإن قلت
أخاف
الناس على نفسي ، فالله أحق أن تخافه من الناس ، فلا تعرضها لله في سفك دم
أو
استحلال محرم ، والسلام عليك . [خطبة بعنوان (فتنة ابن الاشعث) للشيخ
سلطان
العيد]
ندم الإمام الشعبي لخروجه على الحجاج
لما هرب ابن الأشعث بعد أن أثار فتنة أهلك الحرث والنسل
فقتل من
أتباعه من قتل ، وأسر كثير منهم ، فقتلهم الحجاج بن يوسف ، وهرب من بقي
منهم .
ومنهم عامر الشعبي الإمام الثقة ، فأمر الحجاج أن يؤتى بالشعبي فجيء به
حتى دخل
على الحجاج .
قال الشعبي : فسلمت عليه بالإمرة ، ثم قلت :
أيها الأمير ، إن الناس قد أمروني أن أعتذر إليك بغير ما يعلم الله أنه
الحق ،
ووالله لا أقول في هذا المقام إلا الحق ، قد والله تمردنا عليك وحرضنا ،
وجهدنا
كل الجهد ، فما كنا بالأتقياء البررة ، ولا بالأشقياء الفجرة ، لقد نصرك
الله
علينا ، وأظفرك بنا ، فإن سطوت فبذنوبنا ، وما جرت إليك أيدينا، وإن عفوت
عنا
فبحلمك ، وبعد فالحجة لك علينا .
فقال الحجاج لما رأى اعترافه وإقراره : أنت يا شعبي أحب إلي ممن يدخل
علينا
يقطر سيفه من دمائنا، ثم يقول ما فعلت ولا شهدت ، قد أمنت عندنا يا شعبي .
ثم قال الحجاج : يا شعبي كيف وجدت الناس بعدنا يا شعبي ؟ وكان الحجاج
يكرمه قبل
دخوله في الفتنة .
فقال الشعبي مخبرا عن حاله بعد مفارقته للجماعة : أصلح الله الأمـير ؛ قد
اكتحـلت بعدك السـهر !! واستـوعرت السـهول !! واستجلـست الخوف !! واستحليت
الهم
!! وفقدت صالح الإخوان !! ولم أجد من الأمير خلفا !!
فقال الحجاج : انصرف يا شعبي ، فانصرف آمنا [خطبة بعنوان (فتنة ابن
الاشعث)
للشيخ سلطان العيد]
أنّ طاعة الله و رسوله واجبة ، فلا داعي للعاطفة
الزائدة التي تفقد الواحد منا صوابه و لا يدري ما يخرج من رأسه
و لابد من الانقياد لكلام الله و رسوله عملا بقوله تعالى : " فلا و ربّك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، و لا يجدوا
في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما " ( الآية 65 : النساء ) ،
و قوله تعالى : " وما كان لمؤمن و لا مؤمنة إذا قضى
الله و رسوله أمرا أن يكون لهم من أمرهم "( الآية 36 : الأحزاب ) و
غيرها من الايات الدالة على وجوب طاعة الله و رسوله .
و إليكم الأحاديث :
عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – قال : قلت (( يا
رسول الله ! إنا كنا بشر فجاء الله بخير , فنحن فيه , فهل وراء هذا الخير
شر ؟! قال : نعم . قلت : هل وراء ذلك الخير شر ؟ قال نعم . قلت : كيف ؟ قال
: يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي , و لا يستنون بسنتي , و سيقوم فيهم
رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس , قال : قلت : كيف أصنع يا رسول
الله إن أدركت ذلك ؟ قال : تسمع و تطيع للأمير , وإن ضرب ظهرك , وأخذ مالك
فاسمع و أطع )) . أخرجه البخاري و مسلم و غيرهما و اللفظ لمسلم .
عن عياض بن غنم – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
" من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية , وليأخذ
بيده فإن سمع منه فذاك , وإلا كان أدى الحق الذي عليه . حديث صحيح
أخرجه بن أبي عاصم في السنة و أحمد في المسند و غيرهما . و عن سويد بن غفلة
قال : قال لي عمر رضي الله عنه يا أبا أمية ! لعلي لا
ألقاك بعد عامي هذا , فإن أمر عليك عبد حبشي مجدع فاسمع واطع , وإن ضربك
فاصبر وإن حرمك فاصبر وإن أراد أن ينقص من دينك شي فقل سمع و طاعة , دمي
دون ديني , و لاتفارق الجماعة . أثر صحيح أخرجه ابن أبي شيبة في
المصنف وغيره .
و عن سعيد بن جهمان قال : (أتيت عبدالله بن أبي أوفى و هو محجوب البصرة ,
فسلمت عليه , قال لي : من أنت ؟ فقلت : أنا سعيد بن جهمان , قال : فما فعل
والدك ؟ قال : قلت : قتلته الأزارقة . قال : لعن الله الأزارقة , لعن الله
الأزارقة , حدثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم أنهم
كلاب النار . قال : قلت : الأزارقة و حدهم أم الخوارج كلها ؟ قال :
بلى الخوارج كلها . قال : قلت : فإن السلطان يظلم الناس و
يفعل بهم . قال فتناول يدي فغمزها بيده غمزه
شديدة , ثم قال : ويحك يابن جهمان , عليك بالسواد الأعظم , عليك بالسواد
الأعظم , إن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم , وإلا
فدعه فلست بأعلم منه . حديث حسن أخرجه أحمد في مسنده .
وفي الختام
أقول: يا شباب الإسلام عليكم بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم، والزموا
العلماء،
فهم ورثة الأنبياء، وكونوا سبباً لنصرة هذا الدين، ولا تكونوا سبباً
لتكالب
الأعداء على الإسلام والمسلمين.
والله أسأل أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى، وأن يجعلنا من المتمسكين
بالكتاب
والسنة على منهج سلفنا الصالح، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
[/size]
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////