تفسير الاحلام في رؤيا الصوم والفطر
.
في تفسير رؤيا الصوم والفطر
قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه، اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم، فقال بعضهم: من رأى أنه في شهر الصوم، دلت رؤياه على غلاء السعر و ضيق الطعام، و قال بعضهم: إن هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا، و الخروج من الغموم، و الشفاء من الأمراض، و قضاء الديون. فإن رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر، فإن كان في شك يأتيه البيان، و لقوله تعالى هدى للناس و بينات ) البقرة 185فإن كان صاحب الرؤيا أميا حفظ القرآن، فإن رأى أنه أفطر شهر رمضان عامدا جاحدا، فإنه يستخف ببعض الشرائع. فإن رأى أنه أقر بحقيقة الصوم و أشتهى قضاءه، فهو رزق يأته عاجلا من حيث لا يحتسب و قال بعضهم : إن من رأى أنه يفطر في شهر رمضان، فإنه يصيب الفطرة، و قال بعضهم إنه يسافر في رضا الله تعالى ، لقوله تعالى فمن كان منكم مريضا أو على سفر ) البقرة 184. و قيل: أنه من رأى أنه أفطر في شهر رمضان متعمدا. فإنه يقتل رجلا متعمدا، و من رأى أنه قتل مؤمنا متعمدا، فإنه يفطر في شهر رمضان متعمدا، و من رأى كأنه صام شهرين متتابعين لكفارة، فإنه يتوب من ذنب هو فيه، و من رأى كأنه يقضي صيام رمضان بعد خروج الشهر، فإنه يمرض و من صام تطوعا لم يمرض تلك السنة، لما روى في الخبر: :" صوموا تصحوا " و من رأى كأنه صائم دهره، فإنه يجتنب المعاصي. و من رأي كأنه صائم لغير الله تعالى، بل للرياء و السمعة، فإنه لا يجد ما يطلبه. فإن رأى إنسان تعود صيام الدهر أنه أفطر، فإنه يغتاب إنسانا أو يمرض مرضا شديدا و من رأى أنه صائم و لم يدر أفرض هو أم نفل، فإن عليه قضاء نذر، لقول الله تعالى إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) مريم 26. و ربما يلزم الصمت لأن أصل الصوم السكوت. و من رأى كأنه في يوم عيد، فإنه يخرج من الهموم و يعود إليه السرور و اليسر
في تأويل رؤيا الطهارة
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: أولى الطهارات بتقديم الذكر الختان، و هو من الفطرة، فمن رأى كأنه اختتن، فقد عمل خيرا طهره الله به من الذنوب و أحسن القيام بأمر الله تعالى. و لو قال قائل: إنه يخرج من الهموم لم يبعد فإن رأى كأنه أقلف فإن القلفة زيادة مال و وهن في الدين، و هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يترك الدين لأجل الدنيا فإن رأى أنه اختتن فسال منه دم كثير، خرج من ذنوبه و أقبل على إقامة سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم و السواك من الفطرة أيضا، و هذه رؤيا أهل السنة فمن رأى أنه يستاك، فإنه يكون محسنا إلى أقاربه، واصلا لرحمه. فإن رأى أنه يستاك بشيء نجس، فإنه ينفق مالا حراما في طاعة
و من رأى أنه يتوضأ وضوء للصلاة فإنه أمان من الله تعالى و من رأى أنه جنب، فإنه يسافر و يطلب حاجة لا سوى لها و من رأى أنه اغتسل فإنه يقضي حاجة، و الاغتسال يطهر الذنوب، و يكشف الهموم و من رأى أنه أغتسل ثيابا جددا، فإن كان معزولا عن ولايته ردت إليه، و إن كان فقيرا أثري و غني، و إن كان مسجونا خلي سبيله، و إن كان مريضا عوفي، و إن كان تاجرا كسدت تجارته، أو صانعا قد تعذرت عليه صنعته، استقام أمرهما و تجدد لهما أمر في أتم دولة. و إن كان صرورا حج و إن كان مهموما فرج الله همه، و إن كان مديونا قضي الله دينه لأن أيوب حين اغتسل و لبس ثيابا جددا وهب الله له أهله و مثلهم معهم، و ذهب همه و صح جسمه فإن رأى أنه اغتسل و لبس خلقا فإنه يذهب همه و يفتقر و من رأى أنه يغتسل إلا أنه لم يتم اغتساله لم يتم أمره، و لم ينل ما يطلبه و من رأى أنه يتوضأ أو يغتسل في سرب فإنه يظفر بشيء كأنه سرق له و من رأى كأنه يتوضأ و دخل في الصلاة، خرج من الهموم و شكر الله تعالى على الفرج و من رأى كأنه يتوضأ بما لا يجوز الوضوء به، فهو في هم ينتظر الفرج و لا يناله و إن رأى تاجر أنه يصلي بغير وضوء، فإنه يتاجر من غير رأس مال . و إن رأى أمير هذه الرؤيا فلا يجتمع له جند، و إن رآها محترف لم يستقر به قرار و من رأى أنه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه، فإنه متحير في أمر لا يجد منه خلاصا. و قيل الوضوء في المنام أمانة يؤديها أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها و روى النبي صلى الله عليه و سلم قال : " رأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه العذاب في القبر فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك " و من رأى أنه يتيمم فقد دنا فرجه، و قربت راحته، لأن التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى
في رؤيا تأويل الزكاة و الصدقة و الإطعام و زكاة الفطر
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جميع الغساني بصيدا قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمداني، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين على الهمداني، عن أبى معمر عبد الله بن عمر المقري، عن عبد الوارث بن سعيد، عن الحسن بن ذكوان المعلم، أن يحي بن كثير حدثهم، أن عكرمة بن خالد حدثه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رأى في المنام، قيل له، تصدق بأرضك ثمغ ( أرض بالمدينة لعمر بن الخطاب ) ثم قيل له ذلك مرات ثلاث، فأتى النبي صلى الله عليه و سلم، فحدثه بذلك، فقال : يا رسول الله إنه لم يكن لنا مال أوصف لنا منه، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم، :" تصدق و أشرط " قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه : من رأى كأنه يوفى زكاة ماله بشرائطها فإنه يصيب مالا و ثروة لقوله تعالى و ما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) الروم 39 و رؤية الصدقة في المنام، تختلف باختلاف أحوال الرائين،فإن رأى عالم كأنه يتصدق، فإنه يبذل للناس علمه، فإن رآها سلطان ولى أقواما. و إن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام. و إن رآها محترف، علم الأجراء حرفته، و من رأى كأنه أطعم مسكينا، خرج من همومه و أمن إن كان خائفا، فإن أطعم كافرا، فإنه يقوى عدوا و تأويل المسكين هو الممتحن، و من رأى كأنه أدى زكاة الفطر فإنه يكثر الصلاة و التسبيح، لقوله تعالى قد أفلح من تزكى و ذكر إسم ربه فصلى) الأعلى 14،15. و يقضي دينا إن كان عليه، و لا يصيبه في عامه ذلك مرض و لا سقم
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه، اختلف المعبرون في تأويلهم الصوم، فقال بعضهم: من رأى أنه في شهر الصوم، دلت رؤياه على غلاء السعر و ضيق الطعام، و قال بعضهم: إن هذه الرؤيا تدل على صحة دين صاحب الرؤيا، و الخروج من الغموم، و الشفاء من الأمراض، و قضاء الديون. فإن رأى كأنه صام شهر رمضان حتى أفطر، فإن كان في شك يأتيه البيان، و لقوله تعالى هدى للناس و بينات ) البقرة 185فإن كان صاحب الرؤيا أميا حفظ القرآن، فإن رأى أنه أفطر شهر رمضان عامدا جاحدا، فإنه يستخف ببعض الشرائع. فإن رأى أنه أقر بحقيقة الصوم و أشتهى قضاءه، فهو رزق يأته عاجلا من حيث لا يحتسب و قال بعضهم : إن من رأى أنه يفطر في شهر رمضان، فإنه يصيب الفطرة، و قال بعضهم إنه يسافر في رضا الله تعالى ، لقوله تعالى فمن كان منكم مريضا أو على سفر ) البقرة 184. و قيل: أنه من رأى أنه أفطر في شهر رمضان متعمدا. فإنه يقتل رجلا متعمدا، و من رأى أنه قتل مؤمنا متعمدا، فإنه يفطر في شهر رمضان متعمدا، و من رأى كأنه صام شهرين متتابعين لكفارة، فإنه يتوب من ذنب هو فيه، و من رأى كأنه يقضي صيام رمضان بعد خروج الشهر، فإنه يمرض و من صام تطوعا لم يمرض تلك السنة، لما روى في الخبر: :" صوموا تصحوا " و من رأى كأنه صائم دهره، فإنه يجتنب المعاصي. و من رأي كأنه صائم لغير الله تعالى، بل للرياء و السمعة، فإنه لا يجد ما يطلبه. فإن رأى إنسان تعود صيام الدهر أنه أفطر، فإنه يغتاب إنسانا أو يمرض مرضا شديدا و من رأى أنه صائم و لم يدر أفرض هو أم نفل، فإن عليه قضاء نذر، لقول الله تعالى إني نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا ) مريم 26. و ربما يلزم الصمت لأن أصل الصوم السكوت. و من رأى كأنه في يوم عيد، فإنه يخرج من الهموم و يعود إليه السرور و اليسر
في تأويل رؤيا الطهارة
قال الأستاذ أبو سعيد رحمه الله: أولى الطهارات بتقديم الذكر الختان، و هو من الفطرة، فمن رأى كأنه اختتن، فقد عمل خيرا طهره الله به من الذنوب و أحسن القيام بأمر الله تعالى. و لو قال قائل: إنه يخرج من الهموم لم يبعد فإن رأى كأنه أقلف فإن القلفة زيادة مال و وهن في الدين، و هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يترك الدين لأجل الدنيا فإن رأى أنه اختتن فسال منه دم كثير، خرج من ذنوبه و أقبل على إقامة سنن رسول الله صلى الله عليه و سلم و السواك من الفطرة أيضا، و هذه رؤيا أهل السنة فمن رأى أنه يستاك، فإنه يكون محسنا إلى أقاربه، واصلا لرحمه. فإن رأى أنه يستاك بشيء نجس، فإنه ينفق مالا حراما في طاعة
و من رأى أنه يتوضأ وضوء للصلاة فإنه أمان من الله تعالى و من رأى أنه جنب، فإنه يسافر و يطلب حاجة لا سوى لها و من رأى أنه اغتسل فإنه يقضي حاجة، و الاغتسال يطهر الذنوب، و يكشف الهموم و من رأى أنه أغتسل ثيابا جددا، فإن كان معزولا عن ولايته ردت إليه، و إن كان فقيرا أثري و غني، و إن كان مسجونا خلي سبيله، و إن كان مريضا عوفي، و إن كان تاجرا كسدت تجارته، أو صانعا قد تعذرت عليه صنعته، استقام أمرهما و تجدد لهما أمر في أتم دولة. و إن كان صرورا حج و إن كان مهموما فرج الله همه، و إن كان مديونا قضي الله دينه لأن أيوب حين اغتسل و لبس ثيابا جددا وهب الله له أهله و مثلهم معهم، و ذهب همه و صح جسمه فإن رأى أنه اغتسل و لبس خلقا فإنه يذهب همه و يفتقر و من رأى أنه يغتسل إلا أنه لم يتم اغتساله لم يتم أمره، و لم ينل ما يطلبه و من رأى أنه يتوضأ أو يغتسل في سرب فإنه يظفر بشيء كأنه سرق له و من رأى كأنه يتوضأ و دخل في الصلاة، خرج من الهموم و شكر الله تعالى على الفرج و من رأى كأنه يتوضأ بما لا يجوز الوضوء به، فهو في هم ينتظر الفرج و لا يناله و إن رأى تاجر أنه يصلي بغير وضوء، فإنه يتاجر من غير رأس مال . و إن رأى أمير هذه الرؤيا فلا يجتمع له جند، و إن رآها محترف لم يستقر به قرار و من رأى أنه يصلي بغير وضوء في مكان لا تجوز الصلاة فيه، فإنه متحير في أمر لا يجد منه خلاصا. و قيل الوضوء في المنام أمانة يؤديها أو دين يقضيه أو شهادة يقيمها و روى النبي صلى الله عليه و سلم قال : " رأيت رجلا من أمتي قد بسط عليه العذاب في القبر فجاءه وضوءه فاستنقذه من ذلك " و من رأى أنه يتيمم فقد دنا فرجه، و قربت راحته، لأن التيمم دليل الفرج القريب من الله تعالى
في رؤيا تأويل الزكاة و الصدقة و الإطعام و زكاة الفطر
أخبرنا أبو الحسن أحمد بن جميع الغساني بصيدا قال: أخبرنا أبو محمد جعفر بن محمد بن علي الهمداني، قال: حدثنا إبراهيم بن الحسين على الهمداني، عن أبى معمر عبد الله بن عمر المقري، عن عبد الوارث بن سعيد، عن الحسن بن ذكوان المعلم، أن يحي بن كثير حدثهم، أن عكرمة بن خالد حدثه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه، رأى في المنام، قيل له، تصدق بأرضك ثمغ ( أرض بالمدينة لعمر بن الخطاب ) ثم قيل له ذلك مرات ثلاث، فأتى النبي صلى الله عليه و سلم، فحدثه بذلك، فقال : يا رسول الله إنه لم يكن لنا مال أوصف لنا منه، فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم، :" تصدق و أشرط " قال الأستاذ أبو سعيد رضي الله عنه : من رأى كأنه يوفى زكاة ماله بشرائطها فإنه يصيب مالا و ثروة لقوله تعالى و ما آتيتم من زكاة تريدون وجه الله فأولئك هم المضعفون ) الروم 39 و رؤية الصدقة في المنام، تختلف باختلاف أحوال الرائين،فإن رأى عالم كأنه يتصدق، فإنه يبذل للناس علمه، فإن رآها سلطان ولى أقواما. و إن رآها تاجر ارتفق بمبايعته أقوام. و إن رآها محترف، علم الأجراء حرفته، و من رأى كأنه أطعم مسكينا، خرج من همومه و أمن إن كان خائفا، فإن أطعم كافرا، فإنه يقوى عدوا و تأويل المسكين هو الممتحن، و من رأى كأنه أدى زكاة الفطر فإنه يكثر الصلاة و التسبيح، لقوله تعالى قد أفلح من تزكى و ذكر إسم ربه فصلى) الأعلى 14،15. و يقضي دينا إن كان عليه، و لا يصيبه في عامه ذلك مرض و لا سقم
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////