عجائب ا لرؤيا
.
عجائب ا لرؤيا
فرعون وميلاد موسى عليه السلام
كـان بنو إسرائيل يقيمون بمصر منذ مجيء يوسف عليه السلام إلى مصر وإحضار أمه وأبيه واخوته للإقامة بمصر. ورأى فرعون في منامه نارا قد أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت المصريين وتـركت بني إسرائيل..فــدعا فرعون الكهنة والسحرة والمنـجمين فسألهم عن تفسير رؤياه، فقالوا له: يولد في بني إسرائيل بمصر غلام يسلبك الملك، ويغلبك على سلطانك، يخرجك وقومك من أرضك ويـبدل ديـنك، وقـد أظلك زمـانه الذي يولد فيه.
لم يكن بنو إسرائيل وهم على حال الذل الـتي كانوا بها قادرين على الانتصاف لأنفسهم فضلا عن سلب ملك فرعون بجبروته، فصـعق فرعون لهذا الخبر وصرخ قائلا: بعزتي وجبروتي لن يكون هذا المولود في أرض مصر، وأمر بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل، وأقام الحراس لتنفيذ ذلك، ولكن إرادة الله كانت فوق تدبير فرعون، فولد موسى عليه السلام وكان سببا في هلاك فرعون غريقا وبذلك تحققت الرؤيا
المأمون يرى أرسو
ومن أطرف الأحلام رؤية الخليفة العباسي المأمون للفيلسوف اليوناني أرسو طاليس في منامه فكأنه رجل أبيض اللون مشربا بحمرة واسع الجبهة، مقرون الحاجب أجلح الرأس، أشهل العينين، حسن الشمائل جالس على سريره . وعند سأله من أنت؟ قال: أنا أرسو..فسأله المأمون: ما الحسن؟ قال ما حسن في العقل ثم قال: ثم ماذا؟ قال: ما حسن في الشرع، ثم قال: ثم مـاذا فقال ثم لا ثم
ولعل هذا رمز لعصر المأمون الذي شهد نهضة علمية وثقافية ترجمت فيه أهم كتب الفلاسفة اليونان
انهيار سد مأرب
في عهد الملك عمرو بن عامر الذي حكم اليمن قبل انهيار سد مأرب رأت كاهنته التي تدعى (طريفة الخبر) في منامها أن سحابة غشيت أرضهم وأرعدت وأبرقت ثم صعقت فأحرقت ما وقعت عليه، ووقعت إلى العارض فلم تقع على شيء إلا أحرقته. ففزعت طريفة الخبر لذلك وذعرت ذعرا شديدا وانتبهت وهي تقول: ما رأيت مثل اليوم قد أذهب عني النوم، رأيت غيما أبرق وأرعد طويلا ثم أصعق فما وقع على شيء إلا أحرق فما بعد هذا إلا الغرق
فأتت قصر عمرو بن عامر وبينما هو في حديقة قصره فأسرعت نحوه وأمرت وصيفاً لها أن يتبعها فلما برزت من باب بيتها عارضها ثلاث مناجذ منتصبات على أرجلهن واضعات أيديهن على أعينهن وهي دواب تشبه اليرابيع، فوضعت طريفة يديها على عينيها وقالت لوصيفها إذا ذهبت هذه المناجذ فأعلمني، فلما ذهبت أعلمها، فانطلقت مسرعه، فلما عارضها خليج الحديقة التي فيها عمرو وثبت من الماء سلحفاة فوقعت على الطريق على ظهرها وجعلت تريد الانقلاب فلا تستطيع فتستعين بذنبها وتحثو التراب على بطنها وجنبها وتقذف بالبول، فلما رأتها طريفة جلست إلى الارض، فلما عادت السلحفاة إلى الماء مضت طريفة إلى عمرو في الحديقة حين انتصف النهار في ساعة شديد حرها فإذا الشجر يتكفأ من غير ريح فنفذت حتى دخلت على عمرو فقالت له: والنور والظلماء والأرض والسماء إن الشجر لتالف، وسيعود الماء لما كان في الدهر السالف
قال عمرو: من أخبرك بذلك؟
قالت: أخبرني المناجذ بسنين شدائد يقطع فيها الولد والوالد
قال: وما علامة ذلك؟
قالت: تذهب إلي السد فإذا رأيت جرذا يكثر بيديه في السد الحفر، ويقلب برجليه من الجبل الصخر، فاعلم أن النقر عقر وأنه وقع الأمر
وانطلق عمرو إلى السد فإذا الجرذ يقلب برجليه صخرة ما يقلبها خمسون رجلاً، فرجع إلى طريفة فأخبرها الخبر، فقالت: إن من علامة ذلك أن تجلس في مجلسك بين الجنتين ثم تأمر بزجاجة فتوضع بين يديك فإنها ستمتلئ من تراب البطحاء من سملة الوادي، وقد علمت أن الجنان مظلمة لا يدخلها شمس ولا ريح فأمر عمرو بزجاجة فوضعت بين يديه فلم يلبث إلا قليلا حتى امتلأت من تراب البطحاء
فذهب إلى طريفة فأخبرها بذلك وقال: متى ترين هلاك السد؟
قالت: فيما بين السبع سنين
قال:ففي أيها يكون؟
قالت: لا يعلم ذلك إلا الله تعالى. ولو علمه أحد لعلمته ولا يأتي عليك ليلة فيما بينك وبين السبع سنين إلا ظننت هلاكه في غدها أو في تلك الليلة
ورأى عمرو في منامه سيل العرم وقيل له: إن آية ذلك أن ترى الحصباء قد ظهرت في سعف النخل، فذهب إلى سرب النخل وسعفه فوجد الحصباء قد ظهرت فيها
فأخفى الأمر عن الجميع وأجمع أن يبيع كل شيء له بـأرض سـبأ ويخرج منها هو وولده ثم خشي أن يستنكر الناس ذلك، فلم يكن مفر من الحيلة..فصنع طعاما وأمـر بـإبل فنحرت وبغنم فذبحت وأعد مائدةً عظيمةً، ثم بعث إلى أهل مأرب أن عمرو صنع يوم مجذود وذكر فاحضروا طعامه ثم دعا ابنا له يقال له: مالك،وكان أصغر أبناءه، فقال له إذا جلست للطعام فاجلس عندي ونازعني الحديث واردده علي وافعل بي مثل ما أفعل بك
فتنازع مالك مع أبيه فضرب الملك ابنه على وجهه وشتمه فرد الولد على أبيه الصفعة والشتائم كما أمره تماما، فقام عمرو وصاح، وأذلاه يوم فخر عمرو ومجده يضرب على وجهه.وحلف ليقتلنه فلم يزالوا به حتى تركه، ثم قال : والله لا أقيـم ببلد صنع هذا بي فيه أصغر أبنائي، ولأبيعن عقـاري فيه وأموالي، فقال الناس بعضهم لبعض، اغتنموا الفرصة لغضب عمرو واشتروا منه أمواله قبل أن يتراجع، وباع الرجل كل أمـواله. ولكن الخبر بدأ يتسرب فتوقف الناس عن الشراء للممـتلكات وبدأت قـبائل بأكملها تـرحل من اليمن للـنجاة من الخطر المرتقب فاسـتقرت كل قبيلة في مكان من جزيرة العـرب ليبدأ عهد جديد في تاريخها بسبب حلم أنقذ عرب اليمن
رؤيا كسرى..وخمود نار فارس
روى البيهقي في دلائـل النبوة عن مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس (ارتجف) إيوان كـسرى ، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد من قبل بألف عام، وغاصت بحيرة ساوة ورأى الموبذان (فقيه الفرس) إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها
فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وتصبر عليه تشجعا، ثم رأى أن لا يدخر ذلك عن وزرائه ومرازبته (جمع رئيس من الفرس) حين عيل صبره، فجـمعهم ولبس تـاجه، وقعد على سريره، ثم بعث إليهم فاجتمعوا عنده، قال: أتدرون فيم بعثت إليكم؟
قالوا: لا، إلا أن يخبرنا الملك بذلك
فبينما هم كذلك إذ أتاه كتاب بخمود نار فارس فازداد غما إلى غمه ثم أخبرهم بما هاله، فقال الموبذان: وأنا قد رأيت هذه الليلة ثم قص عليه رؤياه في الإبل
قال: وأي شيء يكون هذا يا موبذان ؟ وكان أعلمهم في أنفسهم
قال: حديث يكون من ناحية العرب
فكتب كسرى عن ذلك: من ملك المـلوك كسرى إلى النـعمان بن المنذر..أما بعد: فوجه إلى برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه
فوجـه إليه بعبد المسـيح بن عمرو بن حيان بن بـقبلة الغـساني..فلما قدم علـيه قال: ألك علم بما أريد أن أسألك عنه؟
قال: يسألني أو يخبرني الملك، فان كان عندي منه علم أخبرته، وإلا دللته على من يعلمه
قال: فأخبره بما رأى
قال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح
قال: فاذهب إليه..فأساله وائتني بتأويل ما عنده. فنهض عبد المسيح حتى قدم على سطيح وقد أشفى (اقترب) على الموت فسلم عليه وحياه،فلم يجبه
ففتح سطيح عينيه ثم قال: عبد المسيح على جمل مسيح إلى سطيح وقد أوفى على الصريح، بعثك ملك ساسان ، لارتجاس الديوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً، قد قطعت دجلة في بلادها ، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، فليس الشام لـسطيح شاما، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات، وكل ما هو آتٍ آت.قـال : فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بقول سطيح فقال: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا تكون أمور وأمور..فملك منهم عشرة في أربع سنين، وملك الباقون الى خلافة عثمان رضي الله عنه
من يوليوس قيصر إلى هانيبال
هناك حلم أثر بشدة على تصرفات يوليوس قيصر الإمبراطور الروماني وأدي إلى استيلائه على روما الذي كان مقدمة لمتاعب طويلة شهدتها ، فقد رأي نفسه ينام في فراش واحد مع أمه ويرضع ثديها .. وفسر المفسرون الحلم بأن الأم تـعني روما التي كان يرمز لها دائـما بذئبه ترضع أطفالها ، فقام بالزحف على روما ونصب نفسه إمبراطورا على البلاد
ويحكي المؤرخ الروماني ماكسيموس أن هانيبال كان يكره روما والإمبراطورية الرومانية بشكل كبير .. فحلم يوماً حلما رأي فيه شاباً جميلاً كالملائكة يقول له : أرنه رسول السماء لبحث هانيبال على غزوة إيطاليا وروما عاصمتها . وفي الحلـم أيضاً رأي هانيبال حية ضخمة تحطم كل شيء يعترض طريقها وقد امتلأت من خلفها بالسحب الداكنة .. أنطلق فيها وميض البرق في تتابع ولما سأل هانيبال في الحلم الفتي الجميل عن معني ما يراه قال : إن ما تره هو دمار إيطاليا على يديك
وتـشجع هانيبال وقام بغزو إيـطاليا واحتـلال رومـا محطماً كل مـا قبله كما حطمت الحية الضخمة كل شيء في المنام
إلياس هاو وماكينة الخياطة
لم تقتصر وظيفة الأحلام على إخـبار أو تحذير الحالم أو عتابه أو غير ذلك من الرسائل ولكنها نبهت العلماء إلى فكرة ما ساعدت في اكتشاف أو أوحت باختراع
وإلياس هاو هو مخترع ماكينة الخياطة في القرن الثامن عشر، ويقول: انه حلم ذات ليلة بأشخاص يرمون رماحا ولكل رمح فتحة في أعـلاه على هيئة شكل العين.. وقد أوحى له ذلك بالمكان المناسب لوجود الفتحة في إبرة الخياطة أثناء تصميمه لماكينة الخياطة
فريدرتش يحلم بتركيب مادة كيمائية
وهو أستاذ ألماني في علم الكيمياء ويدعى (فريدرتش أوجست) حاول طويلا التوصل لمعرفة التركيب الجزيئي لمادة تراي ميثيل بنزينTri methyl benzine وفي سنة 1890م استطاع أن يكتشف تركيب هذه المادة بعد أن جاءته رؤية تركيبها الكيميائي في الحلم
فقد رأى فريدرتش مجموعة من الصيغ الكيميائية تدور أمام عينيه على هيئة ثعبان ثم رأى الثعبان يعض ذيله من الداخل بـينما انحصر في التجويف المحـيط بالـثعبان من الداخل مـكونا صيغة كيـميائية تشير إلى تركيب مادة البنـزين
جيمس وات يحلم
جيمس وات هو مكتشف ما يسمى (محمل الكريات) وهو إطار يستخدم في الميكانيكا يحمل داخله كريات من الرصاص
وقد جاءته فكرة هذا الاكتشاف بعد أن رأى في المنام أنه يسير تحت أمطار ثقيلة من كريات الرصاص، فعندما بحث هذا الأمر بالتجربة وجد أن الرصاص المنصهر إذا سقط من ارتفاع كبير يمكن أن يتحول بالفعل إلى أجسام صلبة دائرية أو كرات صغيرة
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
فرعون وميلاد موسى عليه السلام
كـان بنو إسرائيل يقيمون بمصر منذ مجيء يوسف عليه السلام إلى مصر وإحضار أمه وأبيه واخوته للإقامة بمصر. ورأى فرعون في منامه نارا قد أقبلت من بيت المقدس حتى اشتملت على بيوت مصر فأحرقتها وأحرقت المصريين وتـركت بني إسرائيل..فــدعا فرعون الكهنة والسحرة والمنـجمين فسألهم عن تفسير رؤياه، فقالوا له: يولد في بني إسرائيل بمصر غلام يسلبك الملك، ويغلبك على سلطانك، يخرجك وقومك من أرضك ويـبدل ديـنك، وقـد أظلك زمـانه الذي يولد فيه.
لم يكن بنو إسرائيل وهم على حال الذل الـتي كانوا بها قادرين على الانتصاف لأنفسهم فضلا عن سلب ملك فرعون بجبروته، فصـعق فرعون لهذا الخبر وصرخ قائلا: بعزتي وجبروتي لن يكون هذا المولود في أرض مصر، وأمر بقتل كل غلام يولد في بني إسرائيل، وأقام الحراس لتنفيذ ذلك، ولكن إرادة الله كانت فوق تدبير فرعون، فولد موسى عليه السلام وكان سببا في هلاك فرعون غريقا وبذلك تحققت الرؤيا
المأمون يرى أرسو
ومن أطرف الأحلام رؤية الخليفة العباسي المأمون للفيلسوف اليوناني أرسو طاليس في منامه فكأنه رجل أبيض اللون مشربا بحمرة واسع الجبهة، مقرون الحاجب أجلح الرأس، أشهل العينين، حسن الشمائل جالس على سريره . وعند سأله من أنت؟ قال: أنا أرسو..فسأله المأمون: ما الحسن؟ قال ما حسن في العقل ثم قال: ثم ماذا؟ قال: ما حسن في الشرع، ثم قال: ثم مـاذا فقال ثم لا ثم
ولعل هذا رمز لعصر المأمون الذي شهد نهضة علمية وثقافية ترجمت فيه أهم كتب الفلاسفة اليونان
انهيار سد مأرب
في عهد الملك عمرو بن عامر الذي حكم اليمن قبل انهيار سد مأرب رأت كاهنته التي تدعى (طريفة الخبر) في منامها أن سحابة غشيت أرضهم وأرعدت وأبرقت ثم صعقت فأحرقت ما وقعت عليه، ووقعت إلى العارض فلم تقع على شيء إلا أحرقته. ففزعت طريفة الخبر لذلك وذعرت ذعرا شديدا وانتبهت وهي تقول: ما رأيت مثل اليوم قد أذهب عني النوم، رأيت غيما أبرق وأرعد طويلا ثم أصعق فما وقع على شيء إلا أحرق فما بعد هذا إلا الغرق
فأتت قصر عمرو بن عامر وبينما هو في حديقة قصره فأسرعت نحوه وأمرت وصيفاً لها أن يتبعها فلما برزت من باب بيتها عارضها ثلاث مناجذ منتصبات على أرجلهن واضعات أيديهن على أعينهن وهي دواب تشبه اليرابيع، فوضعت طريفة يديها على عينيها وقالت لوصيفها إذا ذهبت هذه المناجذ فأعلمني، فلما ذهبت أعلمها، فانطلقت مسرعه، فلما عارضها خليج الحديقة التي فيها عمرو وثبت من الماء سلحفاة فوقعت على الطريق على ظهرها وجعلت تريد الانقلاب فلا تستطيع فتستعين بذنبها وتحثو التراب على بطنها وجنبها وتقذف بالبول، فلما رأتها طريفة جلست إلى الارض، فلما عادت السلحفاة إلى الماء مضت طريفة إلى عمرو في الحديقة حين انتصف النهار في ساعة شديد حرها فإذا الشجر يتكفأ من غير ريح فنفذت حتى دخلت على عمرو فقالت له: والنور والظلماء والأرض والسماء إن الشجر لتالف، وسيعود الماء لما كان في الدهر السالف
قال عمرو: من أخبرك بذلك؟
قالت: أخبرني المناجذ بسنين شدائد يقطع فيها الولد والوالد
قال: وما علامة ذلك؟
قالت: تذهب إلي السد فإذا رأيت جرذا يكثر بيديه في السد الحفر، ويقلب برجليه من الجبل الصخر، فاعلم أن النقر عقر وأنه وقع الأمر
وانطلق عمرو إلى السد فإذا الجرذ يقلب برجليه صخرة ما يقلبها خمسون رجلاً، فرجع إلى طريفة فأخبرها الخبر، فقالت: إن من علامة ذلك أن تجلس في مجلسك بين الجنتين ثم تأمر بزجاجة فتوضع بين يديك فإنها ستمتلئ من تراب البطحاء من سملة الوادي، وقد علمت أن الجنان مظلمة لا يدخلها شمس ولا ريح فأمر عمرو بزجاجة فوضعت بين يديه فلم يلبث إلا قليلا حتى امتلأت من تراب البطحاء
فذهب إلى طريفة فأخبرها بذلك وقال: متى ترين هلاك السد؟
قالت: فيما بين السبع سنين
قال:ففي أيها يكون؟
قالت: لا يعلم ذلك إلا الله تعالى. ولو علمه أحد لعلمته ولا يأتي عليك ليلة فيما بينك وبين السبع سنين إلا ظننت هلاكه في غدها أو في تلك الليلة
ورأى عمرو في منامه سيل العرم وقيل له: إن آية ذلك أن ترى الحصباء قد ظهرت في سعف النخل، فذهب إلى سرب النخل وسعفه فوجد الحصباء قد ظهرت فيها
فأخفى الأمر عن الجميع وأجمع أن يبيع كل شيء له بـأرض سـبأ ويخرج منها هو وولده ثم خشي أن يستنكر الناس ذلك، فلم يكن مفر من الحيلة..فصنع طعاما وأمـر بـإبل فنحرت وبغنم فذبحت وأعد مائدةً عظيمةً، ثم بعث إلى أهل مأرب أن عمرو صنع يوم مجذود وذكر فاحضروا طعامه ثم دعا ابنا له يقال له: مالك،وكان أصغر أبناءه، فقال له إذا جلست للطعام فاجلس عندي ونازعني الحديث واردده علي وافعل بي مثل ما أفعل بك
فتنازع مالك مع أبيه فضرب الملك ابنه على وجهه وشتمه فرد الولد على أبيه الصفعة والشتائم كما أمره تماما، فقام عمرو وصاح، وأذلاه يوم فخر عمرو ومجده يضرب على وجهه.وحلف ليقتلنه فلم يزالوا به حتى تركه، ثم قال : والله لا أقيـم ببلد صنع هذا بي فيه أصغر أبنائي، ولأبيعن عقـاري فيه وأموالي، فقال الناس بعضهم لبعض، اغتنموا الفرصة لغضب عمرو واشتروا منه أمواله قبل أن يتراجع، وباع الرجل كل أمـواله. ولكن الخبر بدأ يتسرب فتوقف الناس عن الشراء للممـتلكات وبدأت قـبائل بأكملها تـرحل من اليمن للـنجاة من الخطر المرتقب فاسـتقرت كل قبيلة في مكان من جزيرة العـرب ليبدأ عهد جديد في تاريخها بسبب حلم أنقذ عرب اليمن
رؤيا كسرى..وخمود نار فارس
روى البيهقي في دلائـل النبوة عن مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه قال: لما كانت الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتجس (ارتجف) إيوان كـسرى ، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وخمدت نار فارس، ولم تخمد من قبل بألف عام، وغاصت بحيرة ساوة ورأى الموبذان (فقيه الفرس) إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً قد قطعت دجلة وانتشرت في بلادها
فلما أصبح كسرى أفزعه ذلك وتصبر عليه تشجعا، ثم رأى أن لا يدخر ذلك عن وزرائه ومرازبته (جمع رئيس من الفرس) حين عيل صبره، فجـمعهم ولبس تـاجه، وقعد على سريره، ثم بعث إليهم فاجتمعوا عنده، قال: أتدرون فيم بعثت إليكم؟
قالوا: لا، إلا أن يخبرنا الملك بذلك
فبينما هم كذلك إذ أتاه كتاب بخمود نار فارس فازداد غما إلى غمه ثم أخبرهم بما هاله، فقال الموبذان: وأنا قد رأيت هذه الليلة ثم قص عليه رؤياه في الإبل
قال: وأي شيء يكون هذا يا موبذان ؟ وكان أعلمهم في أنفسهم
قال: حديث يكون من ناحية العرب
فكتب كسرى عن ذلك: من ملك المـلوك كسرى إلى النـعمان بن المنذر..أما بعد: فوجه إلى برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه
فوجـه إليه بعبد المسـيح بن عمرو بن حيان بن بـقبلة الغـساني..فلما قدم علـيه قال: ألك علم بما أريد أن أسألك عنه؟
قال: يسألني أو يخبرني الملك، فان كان عندي منه علم أخبرته، وإلا دللته على من يعلمه
قال: فأخبره بما رأى
قال: علم ذلك عند خال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح
قال: فاذهب إليه..فأساله وائتني بتأويل ما عنده. فنهض عبد المسيح حتى قدم على سطيح وقد أشفى (اقترب) على الموت فسلم عليه وحياه،فلم يجبه
ففتح سطيح عينيه ثم قال: عبد المسيح على جمل مسيح إلى سطيح وقد أوفى على الصريح، بعثك ملك ساسان ، لارتجاس الديوان، وخمود النيران، ورؤيا الموبذان، رأى إبلاً صعاباً تقود خيلاً عراباً، قد قطعت دجلة في بلادها ، يا عبد المسيح إذا كثرت التلاوة، وظهر صاحب الهراوة، وفاض وادي السماوة، وغاضت بحيرة ساوة، وخمدت نار فارس، فليس الشام لـسطيح شاما، يملك منهم ملوك وملكات على عدد الشرفات، وكل ما هو آتٍ آت.قـال : فلما قدم عبد المسيح على كسرى أخبره بقول سطيح فقال: إلى أن يملك منا أربعة عشر ملكا تكون أمور وأمور..فملك منهم عشرة في أربع سنين، وملك الباقون الى خلافة عثمان رضي الله عنه
من يوليوس قيصر إلى هانيبال
هناك حلم أثر بشدة على تصرفات يوليوس قيصر الإمبراطور الروماني وأدي إلى استيلائه على روما الذي كان مقدمة لمتاعب طويلة شهدتها ، فقد رأي نفسه ينام في فراش واحد مع أمه ويرضع ثديها .. وفسر المفسرون الحلم بأن الأم تـعني روما التي كان يرمز لها دائـما بذئبه ترضع أطفالها ، فقام بالزحف على روما ونصب نفسه إمبراطورا على البلاد
ويحكي المؤرخ الروماني ماكسيموس أن هانيبال كان يكره روما والإمبراطورية الرومانية بشكل كبير .. فحلم يوماً حلما رأي فيه شاباً جميلاً كالملائكة يقول له : أرنه رسول السماء لبحث هانيبال على غزوة إيطاليا وروما عاصمتها . وفي الحلـم أيضاً رأي هانيبال حية ضخمة تحطم كل شيء يعترض طريقها وقد امتلأت من خلفها بالسحب الداكنة .. أنطلق فيها وميض البرق في تتابع ولما سأل هانيبال في الحلم الفتي الجميل عن معني ما يراه قال : إن ما تره هو دمار إيطاليا على يديك
وتـشجع هانيبال وقام بغزو إيـطاليا واحتـلال رومـا محطماً كل مـا قبله كما حطمت الحية الضخمة كل شيء في المنام
إلياس هاو وماكينة الخياطة
لم تقتصر وظيفة الأحلام على إخـبار أو تحذير الحالم أو عتابه أو غير ذلك من الرسائل ولكنها نبهت العلماء إلى فكرة ما ساعدت في اكتشاف أو أوحت باختراع
وإلياس هاو هو مخترع ماكينة الخياطة في القرن الثامن عشر، ويقول: انه حلم ذات ليلة بأشخاص يرمون رماحا ولكل رمح فتحة في أعـلاه على هيئة شكل العين.. وقد أوحى له ذلك بالمكان المناسب لوجود الفتحة في إبرة الخياطة أثناء تصميمه لماكينة الخياطة
فريدرتش يحلم بتركيب مادة كيمائية
وهو أستاذ ألماني في علم الكيمياء ويدعى (فريدرتش أوجست) حاول طويلا التوصل لمعرفة التركيب الجزيئي لمادة تراي ميثيل بنزينTri methyl benzine وفي سنة 1890م استطاع أن يكتشف تركيب هذه المادة بعد أن جاءته رؤية تركيبها الكيميائي في الحلم
فقد رأى فريدرتش مجموعة من الصيغ الكيميائية تدور أمام عينيه على هيئة ثعبان ثم رأى الثعبان يعض ذيله من الداخل بـينما انحصر في التجويف المحـيط بالـثعبان من الداخل مـكونا صيغة كيـميائية تشير إلى تركيب مادة البنـزين
جيمس وات يحلم
جيمس وات هو مكتشف ما يسمى (محمل الكريات) وهو إطار يستخدم في الميكانيكا يحمل داخله كريات من الرصاص
وقد جاءته فكرة هذا الاكتشاف بعد أن رأى في المنام أنه يسير تحت أمطار ثقيلة من كريات الرصاص، فعندما بحث هذا الأمر بالتجربة وجد أن الرصاص المنصهر إذا سقط من ارتفاع كبير يمكن أن يتحول بالفعل إلى أجسام صلبة دائرية أو كرات صغيرة
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////