الليرة الذهبية
.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
الليرة الذهبية
يُحكى أنَّ رجلاً ميسوراً كان له ولد وحيد وقد بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه حتى كبر وأصبح شابَّاً لايُتقن أيَّ عمل ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات واللهو واقتراف الملذَّات ، معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ودون علم والده.
ولما أحس الأب بخطورة وضع ابنه قرر أن يبدأ في تقويمه ، ففي صباح أحد الأيام كلَّم الأب ولده وقال له :"لقد كبرت يابني وصرتَ شابَّاً قويَّاً ويمكنك الاعتماد على نفسكَ وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرقك".
قال الابن محتجَّاً:"ولكنني لا أتقنُ أيَّ عملٍ يا أبي" ، قال الأب: "يمكنك أن تتعلَّم .. عليكَ فقط أن تذهب إلى المدينة وتعمل .. ولا تعود منها قبل أن تحصل ليرة ذهبية ، وتحضرها إليَّ".
استاء الفتى وخرج مُغضباً من البيت ، وما إن تجاوز الباب حتى لحقت به أمُّه وأعطته ليرة ذهبية وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ويعود منها في المساء ليقدِّم الليرة إلى والده ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدّ يده.
فَسُرَّ الفتى وفعل ماطلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية وقدَّمها لوالده قائلاً في زهو مصطنع : "لقد عملت وتعبت كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة .. تفضل يا أبي".
تناول الأب الليرة وتأملها جيِّداً ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد وقال : "إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك ، عليكَ أن تذهب غداً مرة أخرى إلى المدينة وتحضر ليرةً أخرى غيرها".
تعجب الفتى من تصرف والده ولكنه لم يتكلم أو يحتج.
وفي صباح اليوم الثاني خرج الولد يريد المدينة وما إن تجاوز الباب حتى لحقت به أمه مرة أخرى وأعطته كذلك ليرة ثانية وقالت له : "لا تعد سريعاً هذه المرة .. امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك".
فوافقها وتابع سيره حتى وصل إلى المدينة وأمضى فيها ثلاثة أيام كما طلبت منه أمه ثم عاد وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً متصنعاً الإرهاق : "عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً هذه المرة حتى حصلتُ على هذه الليرة .. تفضَّل يا أبي".
تناول الأب الليرة وقلبها بين يديه ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً : "كذلك ليست هذه الليرة التي طلبتها منكَ .. عليكَ أن تحضر غيرها".
صُدِمَ الولد هذه المرة وهو يرى ابتسامة واثقة ترتسم على محيَّا أبيه فقبض يده في غضب وبدأت تتبدل ملامح وجهه من الوجوم إلى التصميم والتحدي ثم انصرف سريعاً.
وفي صباح اليوم التالي وقبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها تسلل الابنُ من البيت وقصد المدينة وغاب هناك ما يقرب من شهر ، ثمَّ عاد يحمل ليرة ذهبية وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ، فقد تعب حقَّاً في تحصيلها هذه المرة وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد.
ولما لقى أباه قدَّم الليرة إليه وهو يبتسم في ثقة قائلاً : "أما هذه الليرة يا أبي فقد كسبتها من كدِّ يميني .. وقد عانيت والله الكثير في تحصيلها".
أمسك الأب الليرة الذهبية في اهتمام وهمَّ أن يُلقي بها في نار الموقد فانقض الفتى على يدي أبيه وأمسكها مانعاً إياه من إلقائها ، فابتسم الأب وعانق ولده وقال : "أما هذه المرة فقد صدقت يا بني ، هذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ، بينما لم تهتم بإحراق الليرتين السابقتين".
مَنْ جاءَهُ المالُ بغير جهد .. هان عليه ضياعه وحَرْقه
ومَنْ أَتَى بالمالِ بعمل وكد .. صان ما سال فيه عَرَقه
يُحكى أنَّ رجلاً ميسوراً كان له ولد وحيد وقد بالغت أمُّهُ في تدليله والخوف عليه حتى كبر وأصبح شابَّاً لايُتقن أيَّ عمل ولا يجيد سوى التسكع في الطرقات واللهو واقتراف الملذَّات ، معتمداً على المال الذي تمنحه إيَّاه أمُّهُ خفيةً ودون علم والده.
ولما أحس الأب بخطورة وضع ابنه قرر أن يبدأ في تقويمه ، ففي صباح أحد الأيام كلَّم الأب ولده وقال له :"لقد كبرت يابني وصرتَ شابَّاً قويَّاً ويمكنك الاعتماد على نفسكَ وتحصيل قوتِكَ بِكَدِّكَ وعرقك".
قال الابن محتجَّاً:"ولكنني لا أتقنُ أيَّ عملٍ يا أبي" ، قال الأب: "يمكنك أن تتعلَّم .. عليكَ فقط أن تذهب إلى المدينة وتعمل .. ولا تعود منها قبل أن تحصل ليرة ذهبية ، وتحضرها إليَّ".
استاء الفتى وخرج مُغضباً من البيت ، وما إن تجاوز الباب حتى لحقت به أمُّه وأعطته ليرة ذهبية وطلبت منه أن يذهب إلى المدينة ويعود منها في المساء ليقدِّم الليرة إلى والده ويدَّعي أنَّهُ حصل عليها بعمله وكَدّ يده.
فَسُرَّ الفتى وفعل ماطلبت منه والدته ، وعاد مساءً يحمل الليرة الذهبية وقدَّمها لوالده قائلاً في زهو مصطنع : "لقد عملت وتعبت كثيراً حتى حصلت على هذه الليرة .. تفضل يا أبي".
تناول الأب الليرة وتأملها جيِّداً ثم ألقاها في النار المتأججة أمامه في الموقد وقال : "إنَّها ليست الليرة التي طلبتها منك ، عليكَ أن تذهب غداً مرة أخرى إلى المدينة وتحضر ليرةً أخرى غيرها".
تعجب الفتى من تصرف والده ولكنه لم يتكلم أو يحتج.
وفي صباح اليوم الثاني خرج الولد يريد المدينة وما إن تجاوز الباب حتى لحقت به أمه مرة أخرى وأعطته كذلك ليرة ثانية وقالت له : "لا تعد سريعاً هذه المرة .. امكث في المدينة يومين أو ثلاثة ، ثم أحضر الليرة وقدِّمها لوالدك".
فوافقها وتابع سيره حتى وصل إلى المدينة وأمضى فيها ثلاثة أيام كما طلبت منه أمه ثم عاد وقدَّم الليرة الذهبية لوالده قائلاً متصنعاً الإرهاق : "عانيتُ وتعذَّبتُ كثيراً هذه المرة حتى حصلتُ على هذه الليرة .. تفضَّل يا أبي".
تناول الأب الليرة وقلبها بين يديه ثم ألقى بها بين جمر الموقد قائلاً : "كذلك ليست هذه الليرة التي طلبتها منكَ .. عليكَ أن تحضر غيرها".
صُدِمَ الولد هذه المرة وهو يرى ابتسامة واثقة ترتسم على محيَّا أبيه فقبض يده في غضب وبدأت تتبدل ملامح وجهه من الوجوم إلى التصميم والتحدي ثم انصرف سريعاً.
وفي صباح اليوم التالي وقبل أن تستيقظ الأمُّ من نومها تسلل الابنُ من البيت وقصد المدينة وغاب هناك ما يقرب من شهر ، ثمَّ عاد يحمل ليرة ذهبية وقد أطبق عليها يده بحرص كبير ، فقد تعب حقَّاً في تحصيلها هذه المرة وبذل من أجلها الكثير من العرق والجهد.
ولما لقى أباه قدَّم الليرة إليه وهو يبتسم في ثقة قائلاً : "أما هذه الليرة يا أبي فقد كسبتها من كدِّ يميني .. وقد عانيت والله الكثير في تحصيلها".
أمسك الأب الليرة الذهبية في اهتمام وهمَّ أن يُلقي بها في نار الموقد فانقض الفتى على يدي أبيه وأمسكها مانعاً إياه من إلقائها ، فابتسم الأب وعانق ولده وقال : "أما هذه المرة فقد صدقت يا بني ، هذه الليرة هي حقَّاً ثمرة تعبكَ وجهدك لأنَّكَ خفتَ على ضياعها ، بينما لم تهتم بإحراق الليرتين السابقتين".
مَنْ جاءَهُ المالُ بغير جهد .. هان عليه ضياعه وحَرْقه
ومَنْ أَتَى بالمالِ بعمل وكد .. صان ما سال فيه عَرَقه
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////