تفسير احلام في الصنم وأهل الملل الزائفة
.
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////
.
في الصنم وأهل الملل الزائفة فمن عبد غيره فقد خاب وخسر . فيمن رأى كأنه يعبد غيره دل على أن مشتغل بباطل مؤثر لهوى نفسه على رضا ربه . فإن كان ذلك الصنم الذي عبده من ذهب ، فإنه يتقرب إلى رجل يبغضه الله تعالى ، ويصيبه منه ما يكره وتدل رؤياه على ذهاب ماله مع وهن دينه . وإن كان الصنم من فضة ، فإنه يحصل له سبب يتوصل به إلى امرأة أو جارية على وجه الخيانة والفساد . فإن كان ذلك الصنم من صفر أو حديد أو رصاص ، فإنه يترك الدين لأجل الدنيا ومتعاها ، وينسى ربه . وإن كان ذلك الصنم من خشب ، فإنه ينبذ دينه وراء ظهره ويصاحب واليا ظالما أو رجلا منافقا ، ويكون متحليا بالدين لآجل أمر من أمور الدنيا ، لا من أجل الله تعالى وقال بعض المعبرين : إن رؤية الصنم تدل على سفر بعيد ،وقيل : إذا رأى الصنم ولم ير عبادته نال مالا وافرا فإن رأى كأنه يعبد نجما أو شجرة : فإنه رجل دينه دين الصابئين وهمم من القوم الذين وصفهم الله تعالى فقال ( مذبذبين بين ذلك ) ـ النساء : 143 وقيل : إن هذه الرؤيا تدل على أن صاحبها يتقرب إلى خدمة رجل جليل يتهاون بدينه فإن رأى كأنه يعبد النار : فإنه يعصي الله تعالى بطاعة الشيطان ، أو يطلب الحرب . فإن لم يكن للنار لهب ،فإنه حرام يطلبه بدينه ، لأن الحرام نار . فإن رأى كأنه تحول كافرا ، فإن اعتقاده يوافق اعتقاد ذلك الجنس من الكفار فأن رأى كأنه تحول مجوسيا : فإنه قد نبذ الإسلام وراء ظهره بارتكاب الفواحش فإن رأى كأنه يهودي ، فإنه يترك الفرائض فتصيبه عقوبتها قبل الموت ، ويتلقاه ذل ، لأن اليهود اعتدوا بأخذ الحيتان يوم السبت ، وعصوا أمر الله وعتوا عما نهوا عنه ، فمسخهم الله تعالى قردة . فإن رأى كأنه قيل له يا يهودي وعليه ثياب وهو تارك لتلك التسمية ، فإنه في ضيق ينتظر ا لفرج ، وسيفرج الله تعالى عنه برحمته ، لقوله تعالى ( إنا هدنا إليك قال عذابي أصيب به من أشاء ورحمتي وسعت كل شيء ) ـ الأعراف : 156 فإن رأى كأنه تحول من دار الإسلام إلى دار الشرك ، فإنه يكفر بالله تعالى من بعد إيمانه فإن رأى كأن يده تحولت يد كسرى ، فإنه يجري على يده ما جرى على أيدي الأكاسرة والجبابرة من الظلم والفساد ولا تحمد عاقبته . فإن رأى كأن يده تحولت كما كانت أولا ، فإنه يتوب ويرجع إلى ربه جل جلاله ، وكل فرعون يراه الرجل في منامه فهو عدو الإسلام ، وصلاح حاله يدل على فساد حال أهل الإسلام وإمامهم . وهذا في الرؤيا مستمر ، فإن كل من رأى عدوه في منامه سيئ الحال ، كان رؤياه صلاح حاله هو . وكل من رأى عدوه حسن الحال كان تأويلها فلساد . فإن رأى كأنه تحول أحد فراعنة الدنيا ، فإنه ينال قوة وتضاهي سيرته سيرة ذلك الجبار ، ويموت على شر وكذلك إذا رأى كأن بعض أموات الجبابرة حي في بلد ظهرت سيرته في تلك البلد والتحير في كل الأديان جحود ومن رأى كأنه متحير لا يعرف لنفسه دينا فإنه تنسد عليه أبواب المطالب ، وتتعذر عليه الأمور ، حتى لا يظفر بمراد ولا ينال مراما مع اقتضاء رؤياه وهن دينه والكفر : في التأويل يدل على غنى ، لقوله تعالى (كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى ) ـ العلق : 6 ـ 7 وقد يدل على الظلم ، لقوله تعالى (والكافرون هم الظالمون ) البقرة. ويدل على مرض لا ينفع صاحبه علاج ، لقوله تعالى ( سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم لا يؤمنون البقرة فكثرة الكفار كثرة العيال والشيخ الكافر عدو قديم العداوة ظاهر البغضاء ،والشيخ المجوسي عدو لا يريد هلاك خصمه ، والشيخ اليهودي عدو يريد هلاك خصمه ،، والجارية الكافرة سرور مع هنا ومن رأى كأنه فسد دينه سفه على الناس وأذاهم ، كما لو رأى نفسه سفه فسد دينه ، لقوله تعالى ( وأنه كان يقول سفيهنا على الله شططا ) ـ الجن الزنار والمسح : يدلان على ولد إذا كان فوق ثياب جدد ، وانقطاعهما موت الولد . وإذا كانا تحت الثياب ، دلا على النفاق فلي الدين ، وإذا كانا مع ثياب رديء ، دلا على فساد الدين والدنيا. وقيل :: من رأى كأنه يهودي ورث عمه . ومن رأى كأنه نصراني ورث خاله أو خالته . فإن رأى كأنه يضرب بالناقوس ، فإنه يفشي بينا لناس خبرا باطلا ، فإن رأى أنه يقرأ التوراة والإنجيل ولا يعرف معانيهما فإن مذهبه فاسد ورأيه موافق لرأي اليهود . قال الله تعالى ( وأنتم تتلون الكتاب أفلا تعقلون ) ـ البقرة : 44 رأى رجل الحسن البصري كأنه لابس لباس صوف ، وفي وسطه كستيج وفي رجليه قيد،وعليه طيلسان عسلي ،وهو قائم على مزبلة ،وفي يده طنبور يضرب به وهو مستند إلى الكعبة . فبلغ ذلك ابن سيرين فقال : أما درعه الصوف فزهده وأما كستيجه فقوته في دين الله ، وأما عسليه فحبه للقرآن ، وتفسيره للناس ، وأما قيده فثباته في ورعه ، وأما قيامه على المزبلة فدنياه جعلها تحت قدمه ، وأما ضربه الطنبور فنشره حكمته بين الناس ، وأما استناده إلى الكعبة فالتجاؤه إلى الله عز وجل |
ضع تعليقك :///////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////////